صحافة دولية

التايمز: العسكر يسألون نتنياهو كيف ستنتهي المعركة

روجر: إسرائيل "إسبرطة الشرق الأوسط" تفقد قدراتها القتالية - أرشيفية
روجر: إسرائيل "إسبرطة الشرق الأوسط" تفقد قدراتها القتالية - أرشيفية
كتب روجر بويز، المعلق في صحيفة "التايمز" البريطانية قائلا إن أحسن طريقة لهزيمة حماس هي السماح لغزة وأهلها بالانتعاش، وقال إن إسرائيل "إسبرطة الشرق الأوسط" تفقد قدراتها القتالية.

وذهبت لحرب حركة حماس في غزة، لكنها تجر قدميها مترددة، "ويقوم الجنود الإسرائيليون في قطاع غزة بالاتصال بعائلاتهم وتحذيرهم قبل خمس دقائق من انطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل، ويقوم القادة بإلغاء الغارات حالة شكوا في طبيعة الهدف، ويؤخرون الهجوم البري حتى تنتهي كل الآمال بوقف إطلاق النار". وبالمعايير الإسرائيلية يشبه الكاتب الحرب بحفلة تقديم فتيات المجتمع الراقي في العصور الماضية حيث لم يكن يسمح للفتاة بالخروج للناس إلا في حفلة كبيرة تقدم من خلالها للناس، وبعدها تحصل على عروض للزفاف.

وواصل بويز بالقول: "لا تزال المشاهد القادمة من غزة بشعة، وبالطبع هناك 190 فلسطينيا، بعضهم أطفال قتلوا في الأسبوع الماضي، وهرب 17.000 من بيوتهم.  مع أن بنيامين نتنياهو أظهر نفسه كقائد حرب متردد، إلا أن استراتيجية الدفاع الدقيقة في إسرائيل تعطيه الوقت. فيما كانت منظومة القبة الحديدية المتقدمة تعترض الصواريخ التي كانت تستهدف مراكز المدن، كما تنتشر في معظم أنحاء البلاد ملاجئ مضادة للمتفجرات، ولهذا السبب لم يسقط ضحايا إسرائيليون" كثر.

ويضيف الكاتب إن التفوق العسكري الذي تتمتع به إسرائيل سمح لنتنياهو بإملاء وتيرة الحرب، "لكن ما لا يملكه هو الرؤية حول ما يمكن اعتباره نصرا على حماس. وفي إسرائيل يتميز العسكريون بالدهاء السياسي. ومن هنا فسؤالهم الاول لرئيس الوزراء: كيف ستنهي هذه المعركة؟، ولهذا السبب عارض الكثير من المحاربين القدماء الحرب الوقائية في الوقت الذي اقتربت فيه الأطراف لتوقيع اتفاق مع إيران ولهذا السبب لم يتحقق الاتفاق".

ويمضي: "يقول الجنرالات لنتنياهو أمرا مشابها، هل تريد تدمير حماس؟ لا، لأن هذا سيفتح الباب أمام جماعات متعددة خطيرة. هل تريد حربا برية والتي تعني قتال شوارع في غزة؟ لا، ستكون طويلة، وتؤدي لخسائر بشرية وتقدم إسرائيل على أنها المعتدي. وأسوأ من هذا فستقوم إيران بتطوير مشروعها النووي في الوقت الذي تلتهي فيه إسرائيل والغرب معها بالحرب".

وفي نفس السياق  فتجاهل صواريخ حماس ليس خيارا أيضا، فهناك دعم شعبي إسرائيلي لعملية عسكرية تعاقب فيها حماس بسبب عملية الإختطاف وقتل ثلاثة مراهقين. وأكثر من هذا "فلا يمكن السماح لحماس الدخول في لعبة الضحية والتنافس مع إسرائيل".
 
ولهذا، فنتنياهو يلعب من أجل الحصول على "تعادل، وقف إطلاق النار يسكت لفترة بنادق حماس، هذا ليس فعل عقل موجه، ولا للأسف فعل رجل يرغب بالدخول في عملية سلمية تواجه المشاكل التي تقف وراء كل هذا.  فسيظل حلم الدولتين بعيدا طالما امتلكت حماس القدرة والنية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولو فعلت هذا من الضفة لكان لإسرائيل سبب للخوف على أمنها".

 ويقول إن حماس احتاجت لعام تقريبا كي تجدد ترسانتها بعد الجولة الأخيرة في عام 2012 وكانت تلك فترة كافية كي تفكر إسرائيل بالطريقة التي تغير فيها علاقتها مع غزة، وكيف يمكن تحييد حماس بطريقة لينة. فمن أجل نزع العدو تقوم إما بكسر أسنانه أو إطعامه السكر كي تتعفن، وحان الوقت كي يتم تجربة الحل الأخير "ويجب على إسرائيل التوقف عن التعامل مع غزة وكأنها حي فقراء على هامش المدينة مثير للإحراج، والفكرة التي تقول إن سكان غزة الغاضبون سيتحركون ضد حماس بسبب عقم إدارتها: عدم دفع الرواتب، نقص الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي، وبدلا من ذلك فالفقر في  غزة يعطي حماس الحوافز لضرب إسرائيل، وعليه فمن مصلحة إسرائيل والمنطقة أن تزدهر غزة، وبنهاية العقد الحالي سيرتفع عدد سكان القطاع لمليونين مما سيضع ضغوطا على مصادر المياه".

ويذكر الكاتب أن نصف سكان القطاع ممن هم تحت سن الـ18 عاما، ويقال للأطفال من قبل حماس إنهم لن يحصلوا أبدا على وظائف بسبب وحشية إسرائيل. وعلى الأخيرة إظهار لهؤلاء الأطفال ان حماس مخطئة، وإلا سيبقون عدوا أبديا جالسا على بابها. وعليه فمقابل نزع السلاح في القطاع يجب أن تسمح إسرائيل بنموه وازدهار الاقتصادي.

ويتساءل إن كانت هذه صيغة تثري حماس، ويجيب إنها مخاطرة يجب تجربتها. وبالتأكيد لن تكون أقل فسادا من الحالية التي تعتمد على الدعم الدولي. وستكون صيغة مفضلة على الوضع الحالي الذي تقوم فيه حماس بضرب إسرائيل كي تظهر نفسها كحامية للضعفاء في غزة "نأمل أن تكون هذه الحرب قصيرة والسلام فكرة سائدة في داخل إسرائيل وخارجها".
التعليقات (0)

خبر عاجل