سياسة عربية

ضابط صهيوني يقلد معارضا مغربيا وساما (فيديو)

المعارض المغربي حميد شباط لحظة تقليده وساما من قبل ضابط صهيوني
المعارض المغربي حميد شباط لحظة تقليده وساما من قبل ضابط صهيوني
في حدث مثير، خلق ضجة كبيرة ما تزال تفاعلاتها سارية بالمغرب، أظهرت صور تداولها على نطاق واسع نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، وهو يتقلد وساما صهيونيا، إضافة إلى تسلمه شهادة بإحدى الحفلات التي ضمت يهودا وصهاينة بخاصة، أن الشهادة التي تسلمها يتصدرها "لوغو" به علم الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب العلم المغربي

واتُهم شباط من خلال ذات التدوينات بـ"الخائن" و"المطبع"، خاصة بعد أن أظهر الشريط المرفق لهذا المقال، أن المسؤول الحزبي المعارض تم توشيحه من طرف الصهيوني "سام بنشطريط" وهو مسؤول سابق بالموساد الإسرائيلي، ويشغل الآن منصب عقيد ممتاز بجيش الاحتلال وهو مقيم بتل أبيب عاصمة كيان الاحتلال الصهيوني، ويتردد على المغرب بين الحين والآخر، بالإضافة إلى وجود كؤوس وقارورة للخمر كانت واضحة على الطاولة. واستغرب مشاهدو الشريط الحديث الذي دار بالعبرية فيما المعني بالترشيح لا يكاد يتقن غير العربية بالنظر لحصوله على أدنى الشهادات المدرسية بالمغرب.  

الحادث الموصوف بـ" الفضيحة" الذي اهتز له حزب الاستقلال وأصبح نقاش الشارع والإعلام المغربيين، تفاقم بعدما ورط شباط حزبه في إصدار بيان يدعي فيه أن الصورة التي جمعته بالصهيوني بنشطريط إنما تمت فبركتها عن طريق تقنية "الفوتوشوب" وأن قيادات بحزب العدالة والتنمية هي من تقف وراء العملية، وذلك قبل أن يتم تسريب الشريط (انظر الرابط أسفله) الذي كشف بكل وضوح تورط شباط في التطبيع مع الصهاينة، وهو الشريط الذي نزل كقطعة الثلج على الاستقلاليين. 
  
بالعودة إلى شريط فيديو يؤرخ للحظة تسلم حميد شباط للشهادة المثيرة للجدل، يظهر جليا علم الاحتلال  الإسرائيلي في أعلى الشهادة إلى جانب العلم المغربي، "ليكون بذلك شباط وقع في زلة جديدة، بادعائه فبركة الصورة، لكنه أغفل وجود شيء اسمه وسائل التقنية الحديثة، التي ينتهي الكلام أمام توثيقها الحي بالصوت والصور، وبالتاريخ أيضاً" وفقا لتعبير إحدى الإعلاميين المغاربة. 

القضية التي ستعرف تطورات أخرى في مقبل الأيام، ستنطلق بالبيان الذي نشرته جريدة "العلم" لسان حال حزب الاستقلال الاثنين، الذي يتحدث عن أن تلك الصور مفبركة قبل أن يكشف أمر الشريط. وكما أن البيان أدرج أسماء العديد من الوزراء والمسؤولين المغاربة الذين كانوا حاضرين في الحفل ذاته، غير أن تاريخ الواقعتين عمق أزمة شباط، حيث أن حدث توشيحه من طرف الصهاينة تم سنة 2011 كما يظهر على الشريط، فيما الواقعة الثانية التي حاول التخفي فيها تعود لسنة 2013 حيث حضرت شخصيات عدة افتتاح معبد يهودي بمدينة فاس بتمثيلية رسمية ومواكبة إعلامية واسعة. 

وضمن التعليقات التي خطها العديد من النشطاء بالفضاء الأزرق "فيسبوك" أن شباط ارتكب فعلا إجراميا وتطبيعيا خطيرا في حق فلسطين والمغاربة، بقبوله أولا لقاء عضو سابق للموساد وتوشيحه من طرف عقيد ممتاز بجيش الاحتلال الإسرائيلي "لطالما تلوثت يداه بدماء أطفال غزة وفلسطين، هي جريمة أيضاً بقبوله تسلم شهادة تقديرية من الكيان الصهيوني يعانق فيها علم الاحتلال العلم المغربي" كما كتب ذلك أحد النشطاء.  

وتساءل أكثر من شاب على" فيسبوك" كذلك عن طبيعة علاقة شباط بهؤلاء الصهاينة؟ وعن طبيعة الخدمات التي قد تكون متبادلة بين الطرفين؟ أو التي استحق عليها شباط هذا التكريم من طرف الإسرائيليين. 
  
في المنحى ذاته علق عزيز هناوي، المسؤول في قيادة المبادرة المغربية للدعم والنصرة، بالقول: "ما زلنا ننتظر توضيحا رسميا من قبل حزب الاستقلال كتنظيم مؤسساتي و ليس تخبطات وصناعة فقاعات إعلامية فيسبوكية مزاجية تبحث عن سبب ما مرتبط بالخصم السياسي وتعليق الفضيحة الخطيرة على شماعة العدالة والتنمية مجددا". 

وزاد الحقوقي هناوي في حديث لـ "عربي21": "نتمنى أن يكون مناضلو حزب الاستقلال في مستوى اللحظة بكل ما تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والفكرية ويتجنبوا احتقار ذكاء المغاربة وهيئاتهم المدنية، بتقديم التوضيحات الكافية وتقديم المسؤولين للمحاسبة وإقالة الأمين العام للحزب إنقاذا لما تبقى من ماء الوجه". 

 وأضاف الناشط في مجال مناصرة قضايا الأمة وخاصة منها فلسطين: "نحن في خضم حرب بشعة نازية ضد الشعب الفلسطيني، ولذلك فلا مجال للشعوذة السياسية والشعبوية الخرقاء من هذا الشخص أو هذا التنظيم أو ذاك".

يشار إلى أن مرجع صدمة الجميع يعود للإجماع الوطني بالمغرب على مركزية القضية الفلسطينية وعلى دعم كامل حقوق الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية، وهي الصدمة ذاتها التي جاءت بعد توقيع حزب الاستقلال برفقة أحزاب أخرى على مقترح قانون يجرم التطبيع مع الصهاينة أعده المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والذي يضم تحت لوائه العديد من الحساسيات المغربية المختلفة بإسلامييها ويسارييها.



التعليقات (0)