طب وصحة

ارتفاع وفيات "إيبولا" إلى 932 وإغلاق مستشفى بليبيريا

تزايد أعداد الوفيات بالإيبولا في العالم - أ ف ب
تزايد أعداد الوفيات بالإيبولا في العالم - أ ف ب
أغلق مستشفى رئيسي في العاصمة الليبيرية منروفيا أبوابه اليوم الأربعاء، بعد إصابة كاهن إسباني وستة من أفراد الطاقم الطبي بفيروس الإيبولا، وسط ارتفاع حصيلة القتلى في بلدان غرب إفريقيا جراء الإصابة بهذا المرض إلى 932 شخصا.

وأرهق تفشي المرض القطاعات الصحية البدائية في غرب إفريقيا، ودفع الحكومات إلى نشر الجنود لعزل المناطق التي تشهد أعلى معدلات إصابة بالفيروس في المناطق الحدودية النائية في غينيا وليبيريا وسيراليون.

من جهتها، سجلت منظمة الصحة العالمية 45 حالة وفاة جديدة في ثلاثة أيام حتى الرابع من آب/ أغسطس، فيما بدأ خبراؤها اجتماعا طارئا اليوم الأربعاء في جنيف لمناقشة ما إذا كان تفشي الفيروس يشكل حالة طوارئ دولية في قطاع الصحة العامة، ولمناقشة الإجراءات الجديدة لاحتواء تفشي الفيروس.

وازداد القلق الدولي من تفشي المرض إثر وفاة مواطن أمريكي في نيجيريا أواخر الشهر الماضي بعد نقله إلى هناك من ليبيريا.

وقال وزير الصحة النيجيري أونيبوشي شوكو للصحفيين اليوم الأربعاء، إن الممرضة النيجيرية التي عالجت المتوفي باتريك سوير توفيت بدورها جراء إصابتها بالإيبولا، مشيرا إلى أن خمسة أشخاص آخرين يعالجون من المرض في عنبر معزول في لاغوس.

وفي السعودية قالت وزارة الصحة اليوم الأربعاء، إن رجلا سعوديا يشتبه بإصابته بفيروس الإيبولا خلال رحلة عمل مؤخرا إلى سيراليون توفي في وقت مبكر اليوم الأربعاء في مدينة جدة.

وتكافح ليبيريا التي تشهد تصاعدا سريعا في أعداد الوفيات للتعامل مع المرض وسط إصابة سكانها بالذعر الذي دفع بعضهم إلى الإلقاء بجثث أفراد العائلة المتوفين جراء المرض في شوارع منروفيا
خوفا من صعوبة إجراءات الحجر الصحي.

وتحت الأمطار الغزيرة في منروفيا تعالت صفارات سيارات الإسعاف عبر الشوارع الهادئة في العادة، بينما كان السكان يستجيبون لطلب من الحكومة بالبقاء في منازلهم لثلاثة أيام وأداء الصلاة والصوم.

وقالت سارة وهيي بينما كانت تجمع أنواع الأطعمة المتنوعة من متجر بقالة محلي في ضاحية باينزفيل شرق منروفيا، إن "الجميع خائفون من الإيبولا إذ لا تستطيع أن تعرف من هو المصاب بالمرض أم لا".

وقالت السلطات المختصة إن مستشفى سان جوزيف الكاثوليكي أغلق أبوابه عندما توفي مديره الكاميروني جراء إصابته بالإيبولا.

وتبين اصابة ستة من أفراد طاقمه بالفيروس بينهم راهبتان وراهب إسباني يتوقع إعادته إلى بلاده على متن طائرة طبية خاصة اليوم الأربعاء.

ونفت وزارة الصحة الإسبانية أن تكون إحدى الراهبتين -المولودة في غينيا الاستوائية ولكن تحمل الجنسية الإسبانية- مصابة بالفيروس. وتحمل الراهبة الأخرى الجنسية الكونغولية.

ويكافح العاملون في القطاع الصحي على الخطوط الأمامية في مكافحة المرض، إذ التقطت ممرضتان أمريكيتان من المنظمة الخيرية الصحية "ساماريتان بيرس" الفيروس في منروفيا، وهما الآن تتلقيان العلاج في مستشفى في ولاية أتلانتا الأمريكية.

وقال ممثل للجمعية، إن حالة الممرضتين تتتحسن بعد تلقيهما عقارا تجريبيا في ليبيريا.

ويقتل فيروس الإيبولا الشديد العدوى أكثر من نصف الذين يصابون به ويعاني ضحاياه من الحمى والقيء والإسهال قبل أن يتوفوا جراء النزيف الداخلي والخارجي.

وأجبرت الكثير من المستشفيات والعيادات العادية على الإغلاق في ليبيريا بسبب إصابة العاملين فيها بالخوف الشديد من التقاط العدوى أو بسبب إساءة السكان معاملتهم لاعتقادهم بأن انتشار المرض هو مؤامرة حاكتها الحكومة.

وفي إطار سعيها للسيطرة على انتشار المرض، نشرت ليبيريا الجيش لتنفيذ إجراءات السيطرة على الوضع وعزل المجتمعات التي تعاني من نسبة إصابات عالية بالمرض.

وقالت وزارة الإعلام اليوم الأربعاء، إن الجنود انتشروا في مناطق لوفا وبونج وكايب ماونت وبومي الريفية المعزولة. وأشارت إلى أن الجيش سينشئ نقاط تفتيش ويطبق إجراءات تعقب للسكان الذين يشتبه بأنهم اتصلوا بمرضى الإيبولا.

وفي سيراليون المجاورة، قالت السلطات المختصة إنها طبقت إجراءات جديدة في المطار وأشارت إلى أنها تطلب من الوافدين إليها استيفاء استمارات خاصة والخضوع لاختبار قياس الحرارة.

وعلقت شركات طيران مثل الخطوط الجوية البريطانية وطيران الإمارات رحلاتها إلى البلدان التي ضربها الإيبولا. وقال مسؤولون حكوميون ليبيريون إن المقيمين الأجانب يغادرون البلاد.

وقال وزير مالية ليبيريا أمارا كونيه لرويترز: "غادر العمال الدوليون البلاد بأعداد كبيرة".

ونصحت الحكومة اليونانية مواطنيها اليوم الأربعاء بعدم السفر إلى كل من غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا إلا للضرورة وقالت إنها ستتخذ إجراءات إضافية وقائية عند بوابات الدخول إليها.
التعليقات (0)

خبر عاجل