سياسة دولية

ضربة جوية على شرق أوكرانيا ومخاوف من تدخل روسي

المسلحون الانفصاليون يرقبون تدخلا عسكريا روسيا - أ ف ب
المسلحون الانفصاليون يرقبون تدخلا عسكريا روسيا - أ ف ب
تعرضت دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين للروس في شرق أوكرانيا، الأربعاء، لضربة جوية للمرة الأولى، فيما كثّف الجيش الأوكراني تحركاته لاستعادة المدينة.

وتطالب روسيا بتدابير عاجلة لمواجهة تدهور الوضع الإنساني في منطقة المعارك، وتشدد في الوقت نفسه ضغطها على الحدود، ما يثير مخاوف من تدخل عسكري روسي في كييف، وحلف شمال الأطلسي الذي ينتظر وصول أمينه العام اندرس فوغ راسموسن الخميس إلى أوكرانيا.

وقال المتحدث العسكري الأوكراني اندري ليسنكو: "هناك نظريا خطر تدخل. إننا ندرس كل السيناريوهات الممكنة".

وبالفعل ميدانيا يزداد الوضع تدهورا.

واعلن ليسنكو أن الجيش الأوكراني خسر 18 جنديا في خلال أربع وعشرين ساعة أثناء معارك في الشرق الأوكراني.

وفي دونيتسك استهدف قصف مدفعي ليلا الضواحي الغربية لبتروفسكي وكيروفسكي، وكذلك وجهت ضربة جوية على مكان غير بعيد عن وسط المدينة، للمرة الأولى منذ عمليات القصف التي قام بها الجيش الأوكراني في أيار/ مايو لطرد المتمردين من مطار دونيتسك الدولي.

وشوهد في المكان حفرة عميقة على مسافة سبعة كيلومترات من وسط المدينة، حيث توجد قاعدة للمتمردين بحسب السكان.

ولحقت أضرار كبيرة بمدخل أحد المستودعات بفعل انفجار حطم نوافذ ثلاثة مباني تضم مكاتب في الجوار.

وروى أحد السكان ويدعى فلاديك (19 عاما) "حلقت (الطائرات) فوقنا مرتين. وبعد الضربات الجوية سمعنا ما يمكن أن يكون إطلاق نيران الدفاعات الجوية".

وهذه الضربة "لم توقع ضحايا مدنيين" بحسب البلدية التي أشارت إلى سقوط ثلاثة قتلى مدنيين في خلال أربع وعشرين ساعة جراء قصف مدفعي طال مناطق أخرى في المدينة.

وتشتد المعارك منذ أيام حول دونيتسك، كبرى مدن حوض دونباس، والتي كانت تضم مليون نسمة قبل المعارك.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني اوليكسي دميتراشكيفسكي "إن القوات تحتشد وتعزز حواجزها، إننا نستعد لتحرير المدن" التي يسيطر عليها الانفصاليون مثل دونيتسك ولوغانسك وغورليفكا.

وتقضي استراتيجية كييف المعلنة حتى الآن في محاصرة الانفصاليين في دونيتسك إلى أن يستنفدوا كل مواردهم.

والهدف هو عزلهم عن الحدود الروسية التي تعبر منها الأسلحة والمقاتلون، كما تقول السلطات الأوكرانية والغربيون الذين برروا بذلك العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي فرضت على روسيا.

وتوسعت هوة الخلاف بين الغربيين وموسكو مع تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية في 17 تموز/ يوليو إثر إصابتها جوا بصاروخ يرجح أن يكون أطلق من مناطق سيطرة الانفصاليين، وعلى متنها 298 شخصا.

ويواصل نحو مئة خبير هولندي وأسترالي وماليزي منذ أيام عدة البحث في مكان الحادث عن بقايا بشرية بين حطام الطائرة. لكن عملهم تعثر الأربعاء "بسبب نيران" المتمردين الذين يسيطرون على منطقة تحطم الطائرة، كما قالت الحكومة الأوكرانية.
التعليقات (0)