كتاب عربي 21

ما ينبغي أن يكون في الشأن الفلسطيني

عبد الرحمن يوسف
1300x600
1300x600

تحتاج القضية الفلسطينية في هذه اللحظة الفارقة الدعم الحقيقي من سائر الدول والشعوب العربية وأحرار العالم لكي تخرج بمكاسب حقيقية من هذه المعركة الأسطورية الرائعة.

ما الذي ينبغي أن يفعله العرب (شعوبا وحكومات وحركات مقاومة) في هذه اللحظة؟ ما الذي ينبغي أن يفعله أحرار العالم لدعم صمود غزة؟

هناك أربعة أشياء لا بد منها:

أولا: فتح جبهة جنوب لبنان، وهذا القرار للأسف قد يكون صعبا، والسبب في ذلك تورط حزب الله في الحرب في سوريا.

لقد خسر العربُ حزبَ الله كحركة مقاومة، وذلك بعد أن تحَوَّلَ إلى كتيبة في جيش بشار الأسد، أو فيلقا إيرانيا يؤدي دوره المرسوم لصالح الجمهورية الإيرانية، بدلا من أداء دوره في مقاومة إسرائيل.

ولكن.. لو أراد أحد في حزب الله أن يراجع نفسه فها هي الطريق، وتصحيح المسار ممكن، والبندقية ما زالت في يد الجنود، وصدور الإسرائيليين أولى بالرصاص لمن كان في قلبه مثقال ذرة من انتماء لهذه الأمة.

ثانيا: لا بد من تظاهرات كبيرة في الضفة الغربية، ولا بد كذلك من تحرك الناس على الحدود الأردنية الإسرائيلية.

هذا التحرك سوف يربك الجميع، وسوف يشتت الجهود العسكرية والشرطة المدنية والأجهزة الاستخباراتية للعدو الصهيوني على أكثر من جبهة.

إن فتح جبهة داخلية داخل الكيان الصهيوني في وقت يتعرض فيه الجيش الإسرائيلي لهزيمة مذلة سوف يكون له أبلغ الأثر، وسوف يساعد على انتزاع الحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة.

ثالثا: آن للدولة الفلسطينية أن تتحرك خارج الإطار المرسوم لها من عدوها، لا بد من تحرك ديبلوماسي فلسطيني فعال في اتجاهين، الاتجاه الأول بإعلان الدولة الفلسطينية واستغلال دعم دول أمريكا الجنوبية، ولتذهب جامعة الدول العربية إلى الجحيم، فغالبية هذه الأنظمة ليست أكثر من كلاب حراسة لإسرائيل.

الاتجاه الثاني: يكون بالتوقيع فورا على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، والبدء بالتحرك لمحاسبة إسرائيل على جرائمها الوضيعة ضد الإنسانية في قطاع غزة، والتوقيع على تلك الاتفاقية متاح للدولة الفلسطينية الآن.

من نافلة القول أن نقول إن عدم التوقيع على تلك الاتفاقية يعتبر خيانة صريحة لدماء الشهداء الفلسطينيين الذين ارتكبت في حقهم المجازر، ويفقد السلطة أهليتها السياسية لتمثيل الفلسطينيين إلى الأبد.

رابعا: وهنا يأتي دور أحرار العالم في كل بقاع الأرض، فلا بد من بدء حملة عالمية لتوعية الرأي العام العالمي بحق غزة بمطار وميناء، ولا بد من توضيح حقيقة الحصار المفروض على أهل غزة.

إن الرأي العام العالمي يقف بجوار الفلسطينيين الآن، وأقل ما يمكن أن يفعله العرب شعوبا وحكومات ومجتمعا مدنيا أن يروجوا لمطالب أهل غزة لكي يساندوا الجندي المقاوم والمفاوض الفلسطيني.

إن حق التنقل حق من بدهيات حقوق الإنسان، ولا يمكن أن يظل مليونا شخص تحت رحمة الاحتلال الصهيوني، وتحت رحمة ذوي القربى من الصهاينة العرب.

الوضع عسكريا على الأرض في صالح الفلسطينيين، والرأي العام في غالبية عظمى من دول العالم في صالح القضية، ومطالب أهل غزة كلها منطقية، بل هي أقل من الحد الأدنى للحياة الإنسانية.

ولو أدى كلٌّ دوره فمن الممكن أن نحقق أكثر مما تطلبه المقاومة اليوم، من الممكن تركيع هؤلاء الصهاينة، ولكن هل سيؤدي أحد دوره؟

الثابت أن الذي أدى دوره بكفاءة وفداء هو الجندي المقاوم، وهذا الجندي ليس معه سوى أقل القليل، ولكن معه دعاء ملايين الصادقين من العرب والمسلمين، والدعم المعنوي من سائر أحرار العالم.

هذا ما ينبغي أن يكون، أما ما هو كائن فالمسؤول عنه الدولة الصهيونية، وصهاينة العرب، والنظام العالمي الذي يبرر قتل الأبرياء صباح مساء.

يا أهل غزة.. رفعتم رؤوسنا، والنصر قريب جدا بإذن الله تعالى.
التعليقات (5)
عبدالرحمن
الأحد، 10-08-2014 06:20 م
ان من عظمة هذه الامه انها ودائما كانت تجدد نفسها ويبقى تيارها الاكبر على فطرة الاسلام ولم ولن يؤثر على مسيرتهاخوارج الماضى ودواعش الحاضرالذين يريدون قتل كل جميل فى حاضرناوخرافات ابن سلول وتدليس احفاده الذين يريدون قتل كل جميل فى تاريخنا.
فتاه مصريه
الأحد، 10-08-2014 04:42 ص
مقال رائع ولكن لدول سياسات ومصالح لن تتنازل عنها من أجل الشعب الفلسطنيني هذا الشعب وكفاحه عبر تاريخ شاهد عليه لن ينصره أي تعاطف غربي ولا عربي وخاصه التعاطف العربي الصامت عن أي فعل فلسطين لها ربنا القادر أن ينصرها بأراده الشعب الفلسطيني وشبابه وأطفاله المستمرين في النضال بجانب بعض التيارات الأسلاميه التي تنحاز لهم حسب التيار وحسب الصحوه أينا كانت أنسانيه أو مصلحجيه الوضع بالنسبه لجماعات الجهاديه تشوبه كثير من المتناقضات ربنا ينصرهم بدينهم وأيمانهم وبمصابرتهم المستمره والتي لن تنطب .ربنا معاهم .
غسان كيالي بن أحمد
الأحد، 10-08-2014 12:48 ص
لانشك لحظة في سلامة مقال شاعرنا الشجاع خصوصاً حين كان غيره بل كل أغياره نائمين في العسل من النفاق والتبرير لنفاقهم ووطئ ظهورهم وارتضاءهم مذعنين حبالى بنشوتهم في الوطئ .. أما مآخذنا عليه في سياق كتاباته ، على اعتبارنا إياه من فرسان القلم والنظم والشجاعة في القول في حين يعز الشجعان ، فشأن يتعلق بأعمق بل أسس البلاء ، التي كررنا تذكير شاعرنا بها في تعليقات سابقة ، لكنه بدى فيما تلى من مقالاته ، يتجاهلها ولا يعيرها ثمن اهتمام ، !؟ .. خصوصاً وأنه رجل شاعر موثوق فذ في شجاعته رغم كثرة الرعاع الذين يهاجمونه وينبحون عليه ممن لا خلاق لهم ولا إنجاز ولا حضور في ساحات العلم والمعرفة أو أية شيء آخر !! نختصر مأخذنا عليه هنا ، أنه رغم واقعية جل ما نادى به في مقاله ، لم يذكر ( دواعش العصر بشيء .. !؟ ) رغم حضورهم المدوى موازاة مع ما سطر المقال بشأنه !! فنقول : على واقعية شاعرنا الموثقة ، وشجاعته ، تجاهل أو لعله ... أسس البلاء في تاريخنا و ( سنتنا !؟ ) التي طنا حالمين مخدوعين بها على أنها مطهرة !! بينما نحن والعالم من حولنا مصدوم بما كشف عنه الأستاذ حسن بن فرحان المالكي من زيف تلك السنة المؤسسي على يدي وألسنة أول خليفتين لا تزال جل رعاع أمتنا ينعقون وينوحون ويشهقون بوجودهما المقدس حول النبي الخاتم ص ... وإذا ما تساءل شاعرنا أو آخرون عن مصداقية قولنا هذا ، فهذا يزيد قناعتنا بواقعية جهلهم وحقيقة تقليدتهم ... إذ لم تبقي وسائل العلم والمعرفة والتتبع والتحقق والتوثق لجاهل فقير ثمة حجة لجهل ذلك في عصر لم تعد هناك حاجة لركوب الإبل والترحال بغية التحقق من بعضها ، إنما فقط يتكمن من ذلك وهو جالس على كرسيه أمام أسوأ أنواع أجهزة الكومبيوتر ومتابعة برامج اليوبتوب سواء من محضارات الأستاذ حسن بن فرحان المالكي أو الأستذ سهيل زكار أو السيد كمال الحيدري العلماء البحاثة الشجعان بحق الصادعين بشجاعة مذهلة في قول الحقيقة في حين شمل الجبن حتى كان القاعدة أبناء أمتنا ... شاعرنا مؤهل بما لديه من مصداقية لدى أبناء أمته أن يسبق المذكورين من العلماء في ذلكم الميدان إلاَّ أننا نعذو تجاهله ذاك في الميدان المعني لمقيدات الفرق من معارضة التيار السائد الجامد المقلد قائلين بلسان الحال والمقال ( إنا وجدنا آباءنا على أُمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون !! ) أيها السادة فقط نلفت أنظاركم إلى أن دواعشنا المعاصرين ليسوا إلاَّ نتاج ذلكم الإرتداد الأول لأول خليفتين عن بيعتهما ( ببـخٍ بـخٍ ... ) ونكوصهما على أعقابهما كما اكتشفنا أنه موثق في كتبنا عن نبينا في أحاديث السنن ، وحديث الحوض ، وحديث الغدير ) اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !
السيد حسن
السبت، 09-08-2014 06:20 م
فلماذا اذن افتي الوالد بجواز قتل الجنود في مصر وسوريا عوضا عن محاربة العدو الاسرائيلي لانهم حسب روئيته كجنود فرعون وهامان دائما تحللون ماهو في صالحكم حتي لو كان دما مسلما وتحرمون ماليس في صالحكم حتي لو كان صلحا مع اسرائيل
ابو ابراهيم - الاردن
السبت، 09-08-2014 01:42 م
جزاك الله كل الخير