ملفات وتقارير

السيسي يغدر بحلفائه ضد الإخوان من الباعة الجائلين

محافظ القاهرة يعلن أنه لا مكان للباعة الجائلين على الأرض - (وكالات محلية)
محافظ القاهرة يعلن أنه لا مكان للباعة الجائلين على الأرض - (وكالات محلية)
واصلت الحكومة المصرية الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي حملات نقل الباعة الجائلين من منطقة وسط القاهرة إلى سوق بديل، وسط تواجد أمني مكثف شاركت فيه قوات الجيش والشرطة لتأمين العملية.

وقابل الباعة قرار نقلهم بالرفض وأعلنوا أنهم سيحاربون من أجل لقمة عيشهم، ورددوا هتافات مناهضة للرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب، حيث يشعرون بأن الحكومة غدرت بهم بعد أن كانوا من أشد المقاومين لمسيرات رافضي الانقلاب العسكري خلال العام الماضي.

وشهدت عشرات الوقفات الاحتجاجية والمسيرات اعتداءات ممنهجة من الباعة الجائلين في وسط القاهرة، في إطار اتفاق غير مكتوب بينهم وبين حكومة الانقلاب بأن تتركهم الحكومة يحتلون الشوارع ليبيعوا فيها بضائعهم مقابل مساعدتها في مواجهة الإخوان.

وكان محافظ القاهرة جلال السعيد قد قال في أحد البرامج التلفزيونية في آب/ أغسطس 2013، ردا على طلب أحد المواطنين إيجاد حل لمشكلة الباعة الجائلين في وسط القاهرة، إن الحكومة لا يمكنها نقل هؤلاء الباعة وإغضابهم لأنهم يقفون بجانب الشرطة في مواجهة الإخوان المسلمين ويشاركون في فض تظاهراتهم، وضرب مثلا بأحداث رمسيس التي تولى فيها الباعة الجائلون في هذا الميدان الدور الأكبر في الاعتداء على المتظاهرين السلميين بمعاونة قوات الأمن.

سننضم للإخوان

وأظهرت مقاطع فيديو ولقاءات تلفزيونية مع الباعة تأكيدهم أنهم هم من كانوا يتصدون لمسيرات الإخوان عندما كانت تمر من شوارع وسط القاهرة وليس الأمن.

وهدد عدد كبير منهم بالانضمام إلى الإخوان المسلمين، نكاية في الحكومة، وانتقاما منها بعد انقلابها عليهم، رغم المساعدات التي قدموها على مدار أكثر من عام كامل.

وقال أحدهم: "سننضم إلى جماعة الإخوان، وسيولد منا إرهابيون إذا ضغطت الحكومة علينا وقطعت أرزاقنا، وأعلى ما في خيل تلك الحكومة تركبه".

ويقول الباعة إنهم كانوا من أشد المؤيدين للسيسي بعد أن صدقوا وعوده بالوقوف إلى جانب الفقراء والمستضعفين، لكنهم اكتشفوا كذبه وأنه لا يهتم فقط إلا بمصالح الأغنياء.

ونشبت مشادة كلامية بين أحد المذيعين وبين نقيب الباعة الجائلين، بسبب اتهام المذيعين للباعة بالبلطجة وابتزاز الحكومة، بسبب تلويح بعضهم بالانضمام للإخوان.

وقال نقيب الباعة الجائلين ردا على المذيع جمال عنايت، على قناة "اليوم": "إحنا مش بلطجية، البلطجية هم من سرقوا أموال الشعب وهربوها إلى الخارج، وهم الإعلاميون الذين يروجون أخبارا كاذبة".

تهديدات بالعودة

ورفض الباعة الانتقال للمكان الجديد، وأكد عدد كبير منهم نيته العودة مرة أخرى لوسط القاهرة، بعد أن ينسحب رجال الأمن من الشوارع كعادتهم في كل مرة.

لكن مدير شرطة المرافق بالقاهرة أكد - في مداخلة هاتفية مع قناة "المحور" مساء الاثنين - أنهم سيطبقون القانون بشدة وحزم على كل من يرفض الانتقال إلى "جراج الترجمان" ويحاول العودة إلى منطقة وسط القاهرة.

وفي اليومين التاليين لنقلهم من وسط القاهرة، تظاهر المئات من الباعة الجائلين أمام مكتب النائب العام للاحتجاج على هذا القرار، وتظاهر باعة آخرون احتجاجا على عدم توافر أماكن لهم في سوق "جراج الترجمان".

واستفحلت ظاهرة الباعة الجائلين في مصر عقب ثورة يناير 2011، حيث استغل مئات الآلاف من الباعة حالة الانفلات الأمني وغياب أجهزة الدولة وأقاموا أسواقا عشوائية، حتى إنهم أغلقوا تماما شوارع وميادين حيوية في القاهرة وعدد من المحافظات أمام حركة السيارات، ما أدى إلى تفاقم أزمة المرور.

من جانبه، قال أحمد حسين نقيب الباعة الجائلين إنهم التزموا بقرار نقلهم إلى "جراج الترجمان" فقط ليثبتوا للحكومة أنه لا يصلح، مؤكدا أن المكان ضيق جدا ولا يصلح لكسب العيش حيث يقع في منطقة غير مأهولة.

لا تراجع

والتقى إبراهيم محلب رئيس الوزراء الثلاثاء، مع الباعة الجائلين بحضور محافظ القاهرة لمناقشة مطالبهم، لكن الاجتماع لم يسفر عن شيء جديد.

وتجول محلب يرافقه محافظ القاهرة مساء الاثنين في منطقة وسط المدينة لمتابعة نقل الباعة الجائلين، وشدد على أن هناك تصميما على إعادة القاهرة لرونقها وبهائها وأن تكون هناك سيولة مرورية في العاصمة.

من جانبه، شدد جلال سعيد محافظ القاهرة على جدية الحكومة في الانتهاء من نقل الباعة تماما وإخلاء منطقة وسط القاهرة بالكامل من أي إشغالات خلال أسبوع، مؤكدا اعتراف الحكومة بحق الباعة الجائلين في كسب الرزق، لكن لا بد من استعادة هيبة الدولة مرة أخرى، على حد قوله.

وأشاد المحافظ فى بيان له - تلقت "عربي21" نسخة منه - بجهود الجيش والشرطة في تأمين عملية نقل الباعة الجائلين والحفاظ على الأمن العام للمواطنين، كما أن المحافظ أثنى على وعي الباعة الجائلين والتزامهم بالقانون وعدم التعدي على حقوق المواطنين في شوارع خالية من التكدس والعشوائية، على حد تعبيره.

وأوضح أن المحافظة وفرت لهم سوقا حضارية تكفل لهم حياة كريمة في قلب القاهرة، بالإضافة إلى كونها ميناءً بريا لنقل الركاب للمحافظات الأخرى، مضيفا أن هذه التجربة الرائدة سيتم تعميمها في باقي مناطق المحافظة والمحافظات الأخرى التي تعاني بسبب المشكلة نفسها، كما قال.
التعليقات (1)
سامي حسين
الثلاثاء، 26-08-2014 09:28 م
سبحان الله .. ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله