صحافة دولية

الهاشمي: الاحتلال الأمريكي سبب انقسام العراقيين

الهاشمي: تدخل أمريكا عسكريا سيزيد من انضمام السنة لصفوف داعش
الهاشمي: تدخل أمريكا عسكريا سيزيد من انضمام السنة لصفوف داعش
قال نائب الرئيس العراقي الأسبق طارق الهاشمي إن الانقسام الطائفي الحادث في العراق بدأ منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003.

وفي حوار مع مراسلة موقع ميدل إيست مونيتور البريطاني أميليا سميث قال الهاشمي إن التسامح وقبول الآخر على أساس الهوية الوطنية كانت السمة السائدة في المجتمع العراقي قبل الاحتلال الأمريكي، وأن الانقسام الطائفي هو صناعة المحتل الأجنبي.

وكان الهاشمي قد صدر ضده حكم بالإعدام شنقا عام 2011 بعدما تم اتهامه بتشكيل "فرق إعدام". وقد تزامن ذلك الحكم مع رحيل آخر القوات الأمريكية من العراق في كانون الأول/ ديسمبر عام 2011. وقد هرب إلى المنطقة الكردية ومن ثم إلى قطر، ثم السعودية، وأخيرا تركيا التي استقر فيها حتى الآن.

وقد صدر أمر اعتقال الهاشمي من قبل رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي تولي السلطة عام 2006 وعمل بشكل مقرب مع الولايات المتحدة. وقد قال الهاشمي وقتها أن التهم الموجهة ضده ذات دوافع سياسية، وقد حذر عدد من السياسيين السنة أن التهم قد تغرق العراق في أزمة طائفية، وواجه المالكي تهما بقمع المعارضين.

وبعد عامين ونصف من هروبه من العراق، لازال الهاشمي ينتقد المالكي وخاصة دوره في تحريض السنة ضد الشيعة. وهو يصف ما يحدث الآن في العراق على أنه "حرب طائفية شاملة."

ويقول الهاشمي في حواره مع  ميدل إيست مونيتر: "من المفترض أن تكون جميع المؤسسات الأمنية بما في ذلك الشرطة والمخابرات غير منحازة وأن تخدم جميع العراقيين بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي. ولكن اليوم أصبحت هذه المؤسسات جزء من المكون الشيعي للعراق، وعلاوة على ذلك أعطى نوري المالكي الضوء الأخضر للميليشيات الشيعية التابعة لإيران لخطف وقتل وتهجير من يريدون في العراق، وقد تغاضى الإعلام الغربي بشكل كامل عن ممارسات تلك الجماعات المسلحة".

وكرر الهاشمي في حواره انتقاده لتجاهل المجتمع الدولي لاضطهاد السنة في العراق، وشدد على أهمية عدم قصر المشهد العراقي على تهديد داعش. ويقول إن العراق الآن تشهد نوعين من الإرهاب: الأول التطرف السني الذي تمثله داعش، وثانيا التطرف الشيعي الذي تمثله 15 مجموعة مسلحة تابعة لإيران، والتي تنتهج نفس العنف الذي تقوم به داعش بقتلها وتهجيرها للعراقيين، على حد قوله.

ويتساءل قائلا: "لماذا يركز الغرب فقط على ما يسمى الإرهاب السني؟ ولماذا لا يركزون على الإرهاب الشيعي؟ هل هناك تفاهم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران حول هذا الأمر؟ التغاضي بشكل كامل عن الإرهاب الشيعي والتركيز فقط على الإرهاب السني هو دليل على المعايير المزدوجة للغرب في التعاطي مع الأزمة العراقية".

وأشار الهاشمي إلى بعض الأمثلة على اضطهاد السنة مثل لجوء المالكي للقوة المفرطة ضد تظاهرات 23 نيسان/ ابريل عام 2013 في الحويجة وبعد ذلك في الأنبار، وقيام قوات المالكي العام الماضي بفض اعتصامات السنة التي كانت تعترض على تهميش السنة وقمع المعارضين السنيين، وكذلك اعتقال عضو مجلس الشعب أحمد العلواني الذي ساند تظاهرات السنة، وقتل أخيه.

وأشار الهاشمي أن السبب وراء اضطهاد السنة ربما يكون لمقاومتهم للاحتلال الأمريكي للعراق.

وبالرغم من انتقاد الهاشمي لتهجير الطائفة اليزيدية وإجبارهم على اعتناق الإسلام، إلا أنه ينتقد تركيز الغرب على ما حدث لليزيديين والمسيحيين وغض الطرف عن ما حدث لما يزيد عن مليون ونصف سني هربوا من البراميل المتفجرة التي كان المالكي يلقيها على الفلوجة والرمادي ومناطق أخرى. ويقول: "الكثير من الأسر السنية فروا إلى الصحراء بدون مأوى ولا غذاء، وحالتهم هي أسوأ بكثير من حالة اليزيديين والمسيحيين المهجرين".

وحتى بعد تنحي المالكي إلا أن الهاشمي يحذر من التفاؤل ويقول أن تغيير الوجوه ليس كافيا، وأن الأهم هو تغيير السياسات. ويشير أنه حتى الآن ليست هناك مؤشرات أن حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد على استعداد لتغيير أي من سياسات المالكي. ويوضح أن العبادي كان ينبغي عليه أن يدين فترة حكم المالكي التي تسببت في الحرب الأهلية والانقسام، وأن يعد العراقيين أنه سيقوم بتغييرات على مستوى الأمن والسياسة والاقتصاد والثقافة. ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، على حد قوله.

وبالرغم من اتهام الهاشمي للمالكي بالتسبب في الحرب الأهلية وتقسيم العراقيين إلا أنه يلقي باللوم الأكبر على الولايات المتحدة ويحملها مسئولية تمزيق العراق، قائلا أنها تعمدت ذلك.

وبالإشارة إلى الغارات التي شنتها القوات الأمريكية على أهداف تابعة لداعش في العراق قال الهاشمي أن العراق ليست بحاجة إلى المزيد من القذائف والصواريخ: "العراق ليست بحاجة إلى القوة إنما هي بحاجة إلى الحكمة وتريد من الولايات المتحدة والمنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة أن تساعد العراقيين على أن يجلسوا سويا على طاولة واحدة ويراجوا العملية السياسية في العراق على مدار ال11 عام الماضية ويتفقوا على طريق واحد للأجيال الحالية والقادمة."

ويحذر الهاشمي أن التدخل العسكري سوف يدفع المزيد من العرب السنة إلى الانضمام إلى داعش، وأن تقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات شيعية وسنية وكردية لن يحل القضية، ولكن الحل هو المساواة بين جميع المواطنين، ودعى رئيس الوزراء العراقي الجديد إلى استعادة روح الأخوة الوطنية بين العراقيين وبالتالي التخلي عن الحاجة لتقسيم العراق.
التعليقات (1)
المصحح
الجمعة، 29-08-2014 10:20 م
تصحيح: لازال الهاشمي ينتقد المالكي وخاصة دوره في تحريض الشيعة ضد السنة وليس العكس