كتاب عربي 21

الإخوان والجهاز المعلوماتي - خطوات إصلاحية

أنس حسن
1300x600
1300x600
تعتبر المعلومة حجر الزاوية في الصراعات العالمية والإقليمية والمحلية والتجارية والاقتصادية بجانب القوة العسكرية والقوة البشرية، كما أنها تشكل عقل القوة العسكرية والسلطة الخفية على المكون البشري، فمن خلال المعلومة وامتلاكها يكون بإمكانك تحسس مواضع أقدامك وتبصر طريقك وما يدور من حولك، فالمعلومات للكيانات في ظل هذا العصر تعتبر بمثابة البصر بالنسبة للجسد، والكيان الذي لا يمتلك المعلومة ولا يستطيع دمجها في بناء تحليلي ووضع تصورات للواقع وتوقعات للمستقبل يصبح دوما في خانة المفعول به، وهذه الخانة يعلن الجميع تذمره منها ويردد ( يجب أن ننتقل إل خانة الفعل) دون أن يدرك الكيفية التي يكون بها ذلك إلى أن يصبح حتى هذا القول هو من باب رد الفعل!

من المعلومة يجب أن تبدأ!.. إذا أردت أن تنتقل من إلى خانة الفعل والمبادرة، والمعلومة بالنسبة للكيانات المندمجة في صراعات "سياسية" قوية ليست مجرد توسيع دائرة "الاطلاع" أو تكثيف نشاط "التثقيف" أو حتى الحصول على مصادر للمعلومات داخل صفوف "الخصم"، بل "المعلومة" بالنسبة للكيانات هو كيان داخلي "متخصص" ومتفرغ و مُقتطَع ومتدرب جيدا لأجل غرض واحد وهدف واحد وهو "جمع المعلومة" بطرق الجمع المدروسة والمنهجية  والتعامل معها بعد ذلك بطرق علمية محددة من "تحليل" ومراجعة ومعالجة ثم بناء عقل الجهاز المعلومات عبر مرور تلك المعلومات في دورة "التحليل وتقدير الموقف" لتكتمل دورة المعلومة داخل الجهاز المعلوماتي لتصل ليد متخذ القرار حيث يبت فيها ما يجد فيه مصلحة كيانه، وبالتالي يصبح متخذ القرار آخر دوائر صنع القرار وليس هو المبتدأ والمنتهى. 

كما لا يـمكن مطلقا اعتماد طرق ركيكة في التعامل مع المعلومة، كأن يوظف لكل حدث مجموعة من "المتطوعين" ممن يعتبرون أهلا للثقة التنظيمية داخليا، فهذه الطريقة مقبرة للعملية المعلوماتية، فالتخصص والاحترافية والانقطاع للعمل هو أحد الأركان والشروط الأساسية لبناء كيان معلوماتي بإمكانه أن يجنب من يعمل لديه الكثير من الأزمات والكوارث الناتجة عن سوء التقدير أو ضبابية الرؤية، حيث تخترق عملية الجمع والرصد والتحليل كثيرا من الحواجز الزمنية لتضع متخذ القرار في الحاضر أمام صورة المستقبل ليُعمِلَ فيها رؤيته دون الاضطرار لنموذج التعلم بالصدمات التي يكلف الحركات السياسية الكثير الكثير من الأثمان والأرواح! 

كذلك مع تمرس الجهاز المعلوماتي، يصبح لدى الحركة أو الحزب أو حتى الشركة أو رجل الأعمال "ثقة ذاتية" وحركة متزنة لا تجعل رهينة "للحدس" وبيئة السوق أو السياسة المضطربة، كما أن مرور فترة من الزمن على العمل المعلوماتي وصقله يدفع صاحبه ليكون مؤثرا رئيسيا وفاعلا أوليا حيث بإمكانه تلمس الفرص قبل وقوعها والنفاذ منها لمواضع الفوة والسيطرة الفعلية، وقد شاهدنا في مصر أن عملية "التعمية" المعلوماتية عن جماعة الإخوان والرئاسة واعتمادهم على الصداقات التي كثيرا ما كانت اختراقات، وعلى الرؤية المتفائلة للأحداث دون الواقعية منها والمستندة إلى معلومات كانت متداولة وقتها يحتم عليها ككيان مازال يشكل عصبا رئيسيا في الحركة امتلاك مثل هذا المشروع الذي هو جزء أساسي من عملية إصلاح كاملة في جوانب (صناعة القرار - صناعة الفكر - الإدارة الداخلية - الإعلام الداخلي والخارجي) .. ومن "المعيب" والمشين أن تنغمس الحركة في الحراك الذي هو بالأصل في كثير منه نتاج فقر رؤية ورطتها وحلفاؤها في مشهد دموي تم جرها إليه بعناية وتخطيط ولعبة معلوماتية من الطرف الآخر.

التعليقات (5)
abdoshihata
السبت، 13-09-2014 02:15 ص
مسرحية وصول الإسلاميين للسلطة في مصر كانت عملية احتواء منظم ومخطط لها وكذلك سقوطهم عبر تخطيط محكم كلنا اشتركنا فيه ... والأهم من هذا كله هو دور الاسلاميين انفسهم فى جعل الشعب يكرههم ويطالب بسقوطهم وعدم ارتداد مصر الى عدة قرون للخلف ... وما يحدث حالياٌ ومناداة البعض من أصحاب المصالح أن "لا تصالح" مع مصريين كل تهمتهم أنهم صدقوا الاخوان ودورهم الدعوى بل وعدم التفريق بينهم وبين منهو وصل الى اقصى التطرف وأسال الدماء المصريه بحجه انها دماء جنود ساعدوا فى الانقلاب على شرعية مرسى ... ومع انهم هم نفسهم من خطف جنود وقتل جنود مصريين ساعة إفطارهم . وحتى من قبل جلوس مرسى على كرسى الاتحاديه . هؤلاء هم متطرفين تكفيرين ونعم هم بدأوا طريقهم انتساباٌ لتلك الجماعه كما بدأ شكرى مصطفى صاحب التكفير والهجرة وغيرهم من قاتلى المسلمين . ودعونا نتذكر كلمات رئيس مصر الاسلامى الذى طالب بالحفاظ على ارواح الخاطفين والمخطوفين ونعرف كيف ساعد الاسلاميين أطراف من خطط لهم السقوط . ...المطلوب - هو تبرأ الاخوان من كل عملية ارهابيه ومن كل قاتل وسافك لدم مصرى والاعتراف أن هوية مصر هى الأساس والأصل واننا كلنا نحمل نفس الدم ونفس الجينات وأنه لا فرق بين ابناء اّسفين يا ريس وبين مطالبى الشرعيه بمعنى لا فرق بين من يطالب بعودة مرسى وبين من يطالب بعودة مبارك . -معرفة من يحكم انه لن تتقدم مصر ولن نبتعد عن مصير سوريا ولا ليبيا وحتى داعش سوى بفصل الدين عن الساسه واننا فى أصلنا لا فرق بين اخوان وفلول ولا حتى ثوار وان الفرق بين الارهابى وبين الاخوانى وحتى الثائر كبير جدا وأننا نعيد الروح لهؤلاء بعدما عرف الناس انهم مشروع فاشل لكنهم مصريين .. انظروا الى الأردن وغيرها من بلاد العالم العربى وشاهدوا كيف يعيش الاخوان وغيرهم من ابناء البلد الواحد .. -أخيراٌ لكل مصرى أقول لا تدعوا أصحاب المصالح ومن تسبب الأخوان بجريهم وتكالبهم على الكراسى فى أن لا يحاسبون أن يفرقوا بينكم كمصريين ...
sayed
الجمعة، 12-09-2014 06:43 م
انت لا تعلم شيئاً مطلقاً عن الجماعة وعن حركة الشارع
صابر
الجمعة، 12-09-2014 03:29 م
لماذا الطرف الاخر الذي يمتلك هذا الجهاز المحترف في جمع المعلومات وتحليلها غير قادر على استخدامه فيما يفيد الناس وقادر على استخدامه فقط في الاضرار بالبلد ومواطنيها وحراكها ، على أقل تقدير بالبلدي هيريح دماغه من الحركات الثورية والسياسية المنافسة؟. اذا كانت لا توجد لديه هذه المقدرة فهل هذا أنه مجرد منفذ وهناك من يجمع له المعلومات ويحللها ويوجهه فيما والى ما يريد
برج الحوت
الجمعة، 12-09-2014 06:52 ص
انت عملت من معلومة مقال اين المقال؟؟؟؟؟
فاطمةشلبي
الجمعة، 12-09-2014 05:59 ص
اتفق مع كلامك جدا ولاكن كيف جر الاخوان لهذا المشهد الدموي

خبر عاجل