صحافة دولية

الغارديان: داعش يتنافس مع تويتر ويوتيوب

الغارديان: الاعتماد على إلغاء المواد التي ينشرها الجهاديون لن يلغي خطابهم -عربي21
الغارديان: الاعتماد على إلغاء المواد التي ينشرها الجهاديون لن يلغي خطابهم -عربي21
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، قام بإعداده كل من شيف مالك وساندرا لافيل وإلينا غريسي وعايشة غني، نتيجة تحقيق قاموا به حول تحايل قسم الدعاية في "داعش" لخطف مواضيع منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوظيفها لنشر آرائه الجهادية.

وقال الباحثون في تقريرهم إن نشطاء الدعاية في "داعش" يقومون باستغلال "الهاشتاغات"، التي عليها إقبال على الإنترنت وكذلك المنتديات، لضمان أوسع توزيع لفيديوهاتهم في لعبة خداع مع الشرطة وشركات الإنترنت. 

ويظهر تحليل لأحد أحدث الفيديوهات التي نشرتها "داعش" عددا من الأساليب المستخدمة، بما في ذلك استغلال الاهتمام الكبير باستفتاء استقلال اسكتلندا، وذلك للزيادة من توزيع موادهم المتطرفة على تويتر ويوتيوب، بحسب الصحيفة.

وتقول الصحيفة "هذه الاستراتيجيات المتطورة دعت مؤسسات تطبيق القانون للعمل بشكل أقرب من أي وقت مضى مع شركات التواصل الاجتماعي؛ لكسب حرب الدعاية. وهناك فريق من الشرطة البريطانية يعمل مع شركات مثل تويتر ويوتيوب لحجب أو حذف 1100 مادة في الأسبوع تخرق قانون الإرهاب البريطاني. ومعظم تلك المواد (800 مادة في الأسبوع) لها علاقة بسوريا أو العراق".

ويضيف التقرير "يقر الضباط من قسم محاربة الإرهاب على الإنترنت بأنهم يواجهون حملة بث للدعاية متطورة وسريعة، ويقومون بمحاربتها عن طريق تعليق حسابات تويتر وشطب فيديوهات الذبح والتعذيب والمشاهد القتالية والقناصة والعمليات الانتحارية".

وقام "داعش" الأسبوع الماضي، عن طريق وحدة دعاية تسمي نفسها "الفرقان"، بنشر أول فيديو فيما وصفه بسلسلة برامج تظهر الصحافي البريطاني جون كانتلي المختطف يلبس بدلة برتقالية، ويتحدث إلى عدد من الكاميرات من وراء مكتب. و"الفرقان" أيضا مسؤولة عن فيديوهات المختطفين جيمس فولي وستيفن سوتلوف ودايفيد هينز، والذين تم تصوير إعدامهم البشع ونشر على الإنترنت، ويوم الخميس قامت بنشر فيديو كانتلي بعد ساعات من شن غارات على مواقع لـ "داعش" في العراق وسوريا، وفق التقرير.

ويشير التقرير إلى أن التنظيم قام باستخدام خدمات تحميل معلومات غير معروفة كثيرة، ومواقع لإلصاق النصوص عن طريق مجهول، وحسابات تويتر احتياطية عديدة، واستطاع تجاوز ضوابط إدارة المواقع لنشر فيديو كانتلي. 

وبحسب الصحيفة، فإنه خلال دقائق قبل نشره قام الناشطون بإرسال تغريداتهم لمؤيديهم لإعلامهم بأن شيئا ما سيتم نشره، وكانت هناك تغريدة من حساب بعنوان (@with_baghdadi) أصدر تغريدة تقول "هل أنتم جاهزون؟".

ويكشف التقرير أنه في الوقت الذي كان يتم فيه تحميل الفيديو لليوتيوب، كان يتم وضع روابط الفيلم على موقع (justpaste.it)، الذي يديره طاالب جامعة بولندي، يبلغ من العمر (26 عاما)، وقد أصبح هذا الموقع جزءا مهما من جهاز الدعاية التابع لـ "داعش"، وذلك لأنه يسمح للمستخدمين بإلصاق النصوص والصور دون كشف هوياتهم. ومن هناك يمكن للزائر أن ينتقل إلى تنزيل فيديو كانتلي من ثلاثة مواقع مختلفة بعد أن يدخل كلمة سر طويلة موجودة على الموقع مع الواصل أيضا.

ويبين الباحثون أن المجموعات الجهادية أدركت بأن عليها الوصول إلى مستوى معين من التوزيع خلال فترة قصيرة، فإن لم يتم انتشار موادهم بسرعة لمئات المواقع، يصبح من الأسهل على موظفي تويتر ويوتيوب السيطرة عليها بشكل أسرع.

ويورد التقرير أن ناشطا آخر، يسمي نفسه عبدالرحمن الحامد، طلب من الـ 4000 متابع له على تويتر بإمداده بأكثر المواضيع رواجا في المملكة المتحدة، وبعض الحسابات ذات الشعبية التي يمكنهم الاستفادة منها. وقد كتب باللغة العربية على حسابه الذي تم تجميده الآن: "نحتاج لمن يمدنا بأكثر (الهاشتاغات) نشاطا في المملكة المتحدة وكذلك حسابات المشاهير الكبار، وأظن أن (هاشتاغ) انفصال اسكتلندا عن بريطانيا يجب أن يحتل المرتبة الأولى".

وعادت له الإجابات بعدد من "الهاشتاغات" المهمة بينها (#voteno) و (#voteyes)وفي الوقت نفسه جاءت التعليمات من موقع (@with_baghadadi) بغزو "هاشتاغ" (#voteno) بفيديو الصحافي البريطاني، كما جاء في التقرير.

ويبين التقرير أن ناشطا آخر، يدعى أبو عمر الفاتح، قام بحث مديري حسابات اليوتيوب قائلا: "يوتيوب بدأت بحذف بعض الروابط للفيديو الجديد، ونخبر مديري حسابات اليوتيوب بأننا سنرسل لهم مجموعة جديدة من الروابط".

وفي صراع على الإنترنت تقوم وحدة مكافحة الإرهاب على الإنترنت بالبحث عن المواد المتطرفة، وتطلب من الجمهور أن يخبرها عن وجود مثل تلك المواد، وقد قامت الوحدة العام الماضي بحذف ما يزيد على 45000 مادة، بحسب الصحيفة.

ويلفت التقرير بأن كلا من موقع يوتيوب وجوجل أعطى لبعض المؤسسات الحكومية (مستخدم ذو أولوية) لتسريع عمليه الإخبار بالمواد الخطيرة أو غير القانونية. ولا يعتقد بأن تويتر طورت مسارا سريعا للإخبار بمخالفات، ولكن تتعامل بجدية مع أي تقرير يأتيها من الجهات الأمنية.

وقال متحدث باسم الشرطة البريطانية بأن الشرطة على علاقة جيدة بشركات الإنترنت المعنية، وإن وجدت من الضروري استخدام القانون للتعامل مع شركات في بلدان أخرى فلن تتوانى عن محاربتها للمواد والفيديوهات التي تنشر العنف، وفق ما ورد بالتقرير.

ويعتقد الباحثون أن الإجراءات المضادة لها مفعول، حيث قامت تويتر الأسبوع الماضي بحملة إلغاء حسابات للجهاديين، مما جعل حامد يصف الحملة بالنكبة حيث غرد في 14 أيلول/ سبتمبر قائلا: "تحدثنا عن حذف الحسابات وكيف نبقى صامدين، ولندفع الناس للاستمرار حتى لو حذفت حساباتهم أو علقت، ونعترف أن هذه نكبة، وأن علينا أن نكون صابرين".

وخلال المحاولة للترويج لفيديو كانتلي وجه حامد اللوم لأتباعه لتخوفهم من إغلاق حساباتهم قائلا: "إلى هؤلاء الذين يخشون أن تغلق حساباتهم أقول أنني أقسم بالله أن هناك من هو مستعد للتضحية بنفسه من أجل دينه .. يجب أن تخجلوا من أنفسكم لخوفكم من أن حسابكم قد يهاجم حتى لو 10 مرات"، بحسب "الغارديان".

أما فاتح، والذي تمت تهنئته على الإنترنت لتمكنه من تحميل فيديو كانتلي عشر مرات على يوتيوب، رفض أن يفصح للغارديان عن الأساليب التي تستخدمها "الفرقان"، وقال من خلال حديث على تويتر إن من يعمل في "الفرقان" لديهم سنوات من الخبرة، ولم يثبت أو ينف أن يكون عضوا في المجموعة.

ويوضح التقرير أن تويتر توقف الحسابات الاحتياطية قبل أن تصبح فعالة؛ فمثلا أحد الحسابات الذي تديره راية التوحيد، والتي تتحدث باسم المؤيدين لـ "داعش" من بريطانيا، تم حذفه مباشرة بعد إنشائه، وقبل أن يبدأ بنشر المواد، حيث لم ينشر سوى ثلاث تغريدات ليس عليها غبار.

وقال مصدر من قطاع التواصل الاجتماعي للصحيفة بأن الاعتماد على إلغاء المواد، التي ينشرها الجهاديون، لن يلغي خطاب تلك المجموعات، فإغلاق الحسابات لا يتعامل مع الخطاب نفسه.

وتختم "الغارديان" بالإشارة إلى رفض تويتر الكشف عن تفاصيل معينة، ولكنها قالت إنها تتعامل مع كل التقارير التي تردها حول حسابات معينة، فتقوم بعرض محتواها على لوائح الشركة للتحقق من مخالفتها من عدمها.
التعليقات (1)
@dolayehs0
الأحد، 28-09-2014 11:49 م
لكي تعلموا أن حربنا ضد الصليب ليست في ساحات المعارك فقط ::

خبر عاجل