صحافة دولية

نيويورك تايمز: دورس اليمن وليبيا تفيد لمواجهة داعش

نيويورك تايمز: ليبيا واليمن باتجاه التحول لدولتين فاشلتين- عربي21
نيويورك تايمز: ليبيا واليمن باتجاه التحول لدولتين فاشلتين- عربي21
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، التي خصصتها لموضوع اليمن وليبيا، "في الوقت الذي خاضت فيه الولايات المتحدة حربا جديدة ضد المتطرفين السنة في العراق وسوريا، كان من السهل تجاهل ما يجري في ليبيا واليمن".

وترى الصحيفة أن البلدين، ولأسباب معقدة واستثنائية، يسيران على ما يبدو باتجاه التحول لدولتين فاشلتين "ففي الوقت الذي تعتبر فيه محاولة إدارة أوباما لتدمير الجماعة الإرهابية "داعش"، تغدو الأخيرة أكثر إلحاحا وطموحا في مداها أكثر من تدخلها في اليمن وليبيا، فنهاية النظام في كلا البلدين تقدم عددا من الدروس الجدية".

وتضيف "فالغارات الجوية يمكنها تحقيق نتائج حاسمة في الميدان، ولكن بدون خطة واضحة أو مؤسسات دولية يمكن دعمها، فتحويل دينامية المعركة يفاقم الأوضاع".

وتشير الصحيفة إلى أن "العمل العسكري ضد تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش" كان مثارا للإعجاب، حيث قامت المقاتلات الأميركية والعربية بقصف مراكز نشاط والدعم اللوجيستي للتنظيم ومصافي النفط، التي تستخدمها الجماعة الإرهابية، لكن اعتبر ذلك غير كاف، متسائلين ماذا بعد؟"

وتبيّن الافتتاحية أن الفوضي المميتة، التي تبعت التدخل العسكري في ليبيا، حافلة بالكثير من الإشارات الحذرة. ففي عام 2011 وفي الوقت الذي كان فيه الزعيم الليبي معمر القذافي يسحق الانتفاضة، جمع الرئيس أوباما وعدد من الحكومات الحليفة، وعلى جناح السرعة، تحالفا للتدخل، وهو يشبه التحالف الحالي للتدخل في سوريا والعراق، حيث جاءت المهمة كرد إنساني طارئ.

وعندما بدأت الولايات المتحدة قصف ليببا، قرر الرئيس أوباما، وخلافا لنصيحة كبار مستشاريه، أنه لا يحتاج لإذن واضح من الكونغرس. فقد عارض بعض النواب في ذلك الوقت ولكن ليس بشدة كافية. وعبّد تجاهل الكونغرس لشن حرب على ليبيا، دون مصادقة من الكونغرس، الطريق لشن حرب جديدة في العراق وسوريا بنفس الطريقة، بحسب الصحيفة.
 
وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أن الإطاحة السريعة بالقذافي من السلطة أظهرت العملية وكأنها انتصار كبير للسياسة الخارجية لأوباما، لكن الاقتتال بين الميليشيات المتنافسة، والنزاع الأوسع بين الإسلاميين ومعارضيهم، أدى لغرق البلاد في حرب أهلية جديدة.

وتعتقد الصحيفة أن قرار الولايات المتحدة إخلاء سفارتها في طرابلس هذا الصيف، هو تراجع مؤلم، بعد عامين على مقتل السفير الأميركي وثلاثة من زملائه في هجوم بنغازي.

وأخبر أوباما المعلق توماس فريدمان، الذي يكتب في الصحيفة، أن الفشل بمساعدة ليبيا والليبيين لبناء دولة جديدة بعد سقوط القذافي يعتبر من الأمور التي ندم عليها.

وبالرغم من كل هذا فمصير ليبيا غائب عن النقاش الدائر حول الحرب الحالية، التي من المتوقع أن تستمر مدة أطول، وستطلق العنان لتداعيات أكبر، بحسب الافتتاحية.

وتتابع أنه بدلا من هذا، فقد حاول أوباما، وهو يقدم حالة الحرب والغارات ضد تنظيم الدولة، عقد موازنة مشكوك فيها بمكافحة الإرهاب في اليمن، باعتبارها حالة ناجحة.

وتستدرك الصحيفة "صحيح أن تنظيم القاعدة الخطير أصابه الضعف في مناطق القبائل جنوب اليمن، إلا أن وصف الحملة بالناجحة مثير للغرابة. فقد قامت عصابة من المتمردين الشيعة بالسيطرة على معظم صنعاء، مما يظهر بشكل واضح صعوبة قيام الولايات المتحدة بدعم دولة فاشلة، وفي ظل حملة من الغارات الجوية لم تحظ بقبول اليمنيين".

وأشارت الصحيفة لقرار وزارة الخارجية يوم الخميس بسحب موظفي السفارة، إلا الموظفين الضروريين من اليمن، وفي الوقت ذاته حثت المواطنين الأميركيين هناك لمغادرة البلاد.

وتختم بالقول "توافق الإدارة ومعظم المشرعين على أن تدمير تنظيم الدولة ضروري، وسيكون من المناسب لو استخرجوا دروسا من التدخلات العسكرية الأميركية التي لم تحقق أهدافها، والوضع المثير للكآبة في اليمن وليبيا هما مثالان قويان. وعلى ما يبدو، يعول المسؤولون الأميركيون على نجاح ضيق لإسقاط القنابل على أهداف محددة".
التعليقات (1)
ماللك
الإثنين، 29-09-2014 01:11 ص
من افسد المسار الصحيح للثورة في ليبيا هي الجماعات المتطرفة المتمثلة في انصار الشريعة ومليشيات عملية قسورة المتحالفة معهم.والذين يقومون كذلك بجلب المقاتلين الاجانب الى ليبيا عن طريق ميناء مصراتة لتقاتل هذه الجماعات الجيش الليبي وتكون نقطة انطلاق الى اوروبا.ليس هناك حل لأمريكا الا التدخل السريع في ليبيا ودعم الجيش الليبي.