حقوق وحريات

منظمة: حظر تجول السوريين بلبنان يعزز المناخ العدائي

لافتة علقتها بلدية برج حمود تعلن فرض حظر تجول ليلي على السوريين (أرشيفية)
لافتة علقتها بلدية برج حمود تعلن فرض حظر تجول ليلي على السوريين (أرشيفية)

أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قيام ما لا يقل عن 45 من المجالس البلدية في لبنان؛ بفرض حظر التجول ليلا على اللاجئين السوريين في البلاد.

وحذرت المنظمة في بيان من أن ذلك يزيد من "مناخ التمييز والأعمال الانتقامية" ضد السوريين، خصوصا بعد المعارك بين الجيش اللبناني و"النصرة" و"داعش" في بلدة عرسال الحدودية في آب/ أغسطس الماضي.

وشددت على أن هذه الإجراءات التي أعقبت القتال بين الجيش اللبناني و"النصرة" و"داعش" وإعدام الأخيرتين، 3 عناصر من العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها، "تنتهك الميثاق الدولي لحقوق الانسان وتبدو مخالفة للقانون اللبناني".

ولفت البيان إلى أن الشرطة البلدية "فرضت حظرا للتجول، لكن منظمة هيومن رايتس، رصدت أيضا قيام مجموعات أمن أهلية بفرض ذلك، ما يزيد القلق بشأن الانتهاكات"، مشيرا إلى أنه على السلطات اللبنانية أن "تصدر تعليماتها بمنع البلديات من فرض حظر التجول وكذلك حماية السوريين في لبنان من أي أعمال انتقامية".

وأشار إلى أنه في 8 آب/ أغسطس الماضي، فرضت قريتان على الأقل في منطقة عكار شمال لبنان، واحدة سنية والثانية مسيحية، حظرا للتجول على اللاجئين السوريين بدءا من 8 مساء، لكن مسؤولين في البلديتين شددوا على أن الحظر استهدف منع التجول عبر استخدام الدراجات النارية بشكل خاص.

وأضاف أن حوادث منع اللاجئين السوريين من التجول ليلا تكررت في عدد من قرى الهرمل شرق لبنان وجبل لبنان، من قبل الشرطة البلدية.

وقال نديم حوري، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن "السلطات اللبنانية لم تبرز أي دليل على أن إجراءات حظر التجول ضرورية من أجل إرساء الأمن والاستقرار الأهلي في لبنان"، مؤكدا أن هذه الإجراءات "تساهم في زيادة المحيط العدائي للاجئين السوريين في البلاد". وأكد حوري أن البلديات "لا تملك سلطة فرض إجراءات حظر التجول".

وكانت "هيومن رايتس ووتش" أصدرت بيانا يوم الثلاثاء الماضي أشارت فيه الى أن السلطات اللبنانية "فشلت" في منع اعتداءات، بدأت بعد معارك عرسال، ضد لاجئين سوريين من قبل مواطنين لبنانيين و"محاكمة" المعتدين عليهم، مضيفة أنها سجلت 11 حالة اعتداء خلال الشهرين الماضيين.

وأدت معارك عرسال التي استمرت 5 أيام؛ إلى مقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، إضافة إلى خطف عدد منهم ومن القوى الأمن الداخلي، وقد أعدم "داعش" اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحا، وأعدمت "النصرة" عسكريا آخر برصاصة في الرأس.

وحذر التنظيمان، اللذان لا يزالان يحتجزان  25 عسكريا، مرارا من التعرض لأهالي عرسال أو اللاجئين السوريين فيها، مهددين بإمكانية إعدام العسكريين الأسرى لديهما.

يذكر أن أعداد اللاجئين السوريين بلبنان، بحسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فاق المليون ومئتي ألف، ورجّحت المفوضية أن يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون في نهاية العام الجاري.
التعليقات (0)