ملفات وتقارير

حاويات "ترانزيت" مسرطنة منذ 15 عاما بقناة السويس

اكتشاف حاويات تحتوي على مبيدات حشرية بها مادة اللندين المسرطنة - أرشيفية
اكتشاف حاويات تحتوي على مبيدات حشرية بها مادة اللندين المسرطنة - أرشيفية
قال المتحدث الرسمي لموانئ البحر الأحمر، عبد الرحيم مصطفى، الأربعاء، إنه تم وضع الترتيبات النهائية لطرح مناقصة عالمية للتخلص من الحاويات المسرطنة المتواجدة بميناء الأدبية منذ 15 عاما، وذلك بالتنسيق بين وزارتي البيئة والزراعة، لتغادر الحاويات الأراضي المصرية متجهة إلى إحدى الدول التي تتعامل مع هذه الحاويات.

يشار إلى أن تلك الحاويات يبلغ عددها 10 حاويات بوزن 220 طنا، وصلت للميناء منذ عام 1999 عن طريق مستورد مصري استوردها من فرنسا، واستخدم الأراضي المصرية كـ"ترانزيت"، لإعادة تصديرها إلى بعض دول أفريقيا.

وطبقا لما نشره موقع المصري اليوم المحلي، الأربعاء، فإنه تم اكتشاف أن الحاويات تحتوي على مبيدات حشرية بها مادة اللندين المسرطنة المحظور دخولها إلى البلاد، وبعدها هرب المستورد، ومكثت تلك الحاويات بالميناء طوال هذه المدة.

ويعتبر ميناء الأدبية من الموانئ الرئيسية في موانئ البحر الأحمر لتصدير واستيراد البضائع الاستراتيجية والصب السائل والجاف والحيوانات الحية.

وبحسب ما نشره موقع "الوفد" المحلي بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر 2013؛ فتعود قصة هذه الحاويات إلى أوائل عام 1999، حينما وصلت باخرة تدعى"الميرسك" إلى المنطقة الحرة بميناء بورتوفيق، حاملة على متنها 15 حاوية بداخلها مبيدات حشرية في عهد وزير الزراعة يوسف والي. 

وقامت الشركة المستوردة وهي "المشرق للتجارة الخارجية"، ويملكها عبد العزيز شكري وهو سعودي الجنسية بتقديم شهادة جمركية لتخليص الحاويات، وذلك عقب رفض الجهات الرقابية تلك الحاويات موصية بإعادتها خارج البلاد مرة أخرى، خاصة بعد الكشف عليها، وتبين أنها مواد مشعة مسرطنة بشكل خطير، وتبين عند فرز الشحنة أيضا وجود لافتة مكتوبة على الحاويات تقول": مصرح دخولها إلى البلاد"، وبداخل الحاوية مكتوب على الشحنة،"مواد غير مصرح بدخولها إلى البلاد"، فتم التحفظ على الشحنة وقام المستورد بالقيام بعمل أذون شحن، وتم ترحيل خمس حاويات إلى ميناء السنغال، وبقيت الحاويات العشر بموادها المسرطنة؛ حتى تم نقلها إلى ميناء الأدبية بالسويس. 

وبعد ثبوت خطورة تلك المبيدات؛ ذلك أنها تؤدي إلى مرض السرطان، تمت محاكمة صاحب الشحنة والشركة المستوردة إلا أنهما حصلا على براءة في 2006، واختفيا بعد ذلك، وبعدها أعلنت هيئة مواني البحر الأحمر عن مناقصة دولية؛ للتخلص من الحاويات المشعة في السويس، وفق اتفاقيتي "استكهولم وبازل" العالميتين بعد 15 عاما من دخولها البلاد، وحجزها بميناء أديبة في السويس.

 ووفقا للوفد، تم التفاوض مع شركة "لافارج" الفرنسية بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة من أجل إعدام الشحنة في أفرانها عالية الحرارة، وسط رفض تام من جميع الشركات الواقعة بطريق العين السخنة إعدامها خوفا من إصابة عمالها بضرر من المواد الناتجة عن إعدام تلك الشحنة. 

وبرغم تعاقب ستة من رؤساء هيئة مواني البحر الأحمر منذ زمن تلك الأزمة، إلا أن المشكلة ظلت قائمة دون بحث حقيقي عن حل، إلا أنه أجريت محاولة في عام 2005، حيث تقدم محافظ السويس لهذا العام، سيف جلال، بمذكرة لأحمد نظيف تفيد سرعة التخلص من شاحنة تلك الحاويات في المدفن الصحي بصحراء الإسكندرية، ولكن جاء اعتراض جهاز شؤون البيئة في ذلك الوقت ليظل موقف الشاحنة معلقا.

وفي آذار/ مارس 2011، أخطرت هيئة الطاقة الذرية بتقرير لإدارة الميناء عن الوضع النهائي للشحنات التي قامت بدورها برفعه للمجلس العسكري لاتخاذ القرار المناسب لإعدام هذه الشحنات، حيث جدد العاملون بالميناء طلباتهم واستغاثتهم للمجلس العسكري لإنقاذهم من هذه الشحنة المسرطنة والمشعة التي تشكل خطورة على حياتهم.

ووجهت الاتهامات إلى محافظ ومسؤولي السويس بالتقاعس عن حل المشكلة، في الوقت الذي صرح فيه المسئولون بهيئة المواني أن حل أزمة الحاويات المحتوية على مواد مسرطنة يقبع في انتظار قرار سيادي من قبل رئيس الجمهورية من خلال إرسال خطابات للدول الثلاثة التي لها علاقة بتلك الشحنة؛ لموافقة إحداها على استلام الشحنة، ولوجود مصاف صحية لمعالجة تلك المواد لديها، ولعدم إمكانية دفنها نهائيا، لخطورتها على الوضع العام.
 
ولكن في ظل التعنت والتجاهل التام من المسؤولين؛ بقيت تلك العشر حاويات ملازمة مكانها منذ عام 1999 وحتى يومنا هذا، دون أدنى اعتبار لارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في منطقة القناة، فعلى مدار ما يقرب من 15 عاما يتعرض أبناء السويس وجميع الكائنات الحية التي تقترب من ميناء الأدبية للخطورة والإصابة بالأمراض الخبيثة؛ نتيجة لوجود تلك الحاويات المشعة والمسرطنة.

الأمر الذي دفع عمال شركة الصوامع المجاورة للميناء للمطالبة بإجراء الكشف الطبي عليهم؛ للتأكد من تأثير تلك المواد المشعة عليهم، مطالبين بإنقاذهم من هذه الشحنة المسرطنة والتي تشكل خطورة على حياتهم، فالميناء يستقبل يوميا مواد غذائية وسلعية وشحنات حيوانية، وهو ما يعرض هذه الشحنات إلى الإصابة؛ نظرا لتحلل الشحنات الملوثة داخل الميناء.
التعليقات (0)