سياسة عربية

السعودية وتركيا ترفضان مقترحا إيرانيا للحل بسوريا

تضمن المقترح إقليما علويا يرأسه الأسد - أرشيفية
تضمن المقترح إقليما علويا يرأسه الأسد - أرشيفية
قالت مصادر دبلوماسية إن الخطر الوجودي على الكيان اللبناني حمل دبلوماسيين غربيين على التحرك سريعاً لفك ارتباط ملف لبنان عن ملفات المنطقة وعلى وجه الخصوص الأزمة السورية وعزل ساحته إلى أبعد قدر ممكن عما يجري إقليميا ودولياً، ذلك أن الملف السوري على وجه الخصوص متداخل ومعقد إلى درجة يصعب إرساء حلوله في المدى المنظور.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية المركزية –غير الرسمية- عن المصادر أن حجم التجاذبات في اقتراحات الحلول المطروحة لأزمة سوريا كبير جداً، وسط نزاع إقليمي بين المحورين الإيراني والسعودي وعدم حسم الولايات المتحدة أمرها وموقعها بينهما.

مقترح إيراني للحل

وكشفت أن إيران أعدت اقتراحاً من ثلاث عشرة نقطة كإطار حل للازمة السورية لم يتم الإفصاح عن مضمونه إلا أن أوساطا غربية مواكبة تحدثت عن أنه يقترح مرحلة انتقالية وتشكيل مجلس عسكري أو حكومة انتقالية ترفع إليها كل صلاحيات الرئاسة إلى حين الاتفاق على الحل الشامل على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في سدة الرئاسة ويحسم قراره بين ما إذا كان سيبقى على رأس إقليم علوي من ضمن مشروع الأقاليم في البلاد أو يتنحى ويغادر الحكم. 

رفض سعودي تركي

غير أن عدداً من الدول الإقليمية أبرزها المملكة العربية السعودية وتركيا ودول غربية أخرى رفضت الاقتراح الإيراني على رغم عدم عرضه رسمياً، ووضع فيتو على بقاء الأسد أو إشراك إيران في أي مشروع حل في منطقة الشرق الأوسط باعتبار أن ذلك يعني اعترافاً بدورها الإقليمي وهي التي أخلت بوعودها وتنصلت من التزاماتها في الاتفاقات والتسويات التي أبرمت في العراق واليمن.

أما الجانب السعودي، فأوضحت المصادر الدبلوماسية المواكبة أنه يرفض رفضاً قاطعاً الاقتراح الإيراني للحل وأي اقتراح آخر يصدر من جانب طهران ويضع في قائمة أولويات شروطه للقبول بأي حل، إقصاء بشار الأسد عن الرئاسة ويدعو الولايات المتحدة إلى حسم خيارها في التعاطي في منطقة الشرق الأوسط بين الدول العربية وعلى رأسها السعودية وبين إيران التي لا تملك أي تأثير على "التكفيريين" لا بل كانت السبب الرئيسي خلف تمدد داعش في العراق بسبب سياسة حليفها نوري المالكي، وفي سوريا حيث فقد النظام سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد، على رغم قتال الحرس الثوري و"حزب الله" إلى جانبه.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أن رفض اشتراك إيران في الحلول بعد إقصائها عن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يفرمل التسويات الكبرى في المنطقة ويخلف تداعيات سياسية وميدانية ترجمت بعض عناوينها في زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني لبيروت وإعلانه عن هبات إيرانية وفي عملية "حزب الله" في مزارع شبعا منذ يومين وجاء الرد السعودي بتحريك الهبات السعودية للجيش اللبناني ومواقف الرئيس سعد الحريري المنتقدة لأداء "حزب الله" ودعوته للصحوة الوطنية.
التعليقات (0)