ملفات وتقارير

مقتل العشرات من تنظيم الدولة بمعارك كوباني والغارات

غارات التحالف تعيق تقدم تنظيم الدولة في عين العرب - أ ف ب
غارات التحالف تعيق تقدم تنظيم الدولة في عين العرب - أ ف ب
تكبد تنظيم الدولة خسائر جسيمة في المعارك في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، وبتأثير غارات التحالف الدولي الأحد، فيما تقاتل القوات العراقية التنظيم الجهادي بدعم جوي من واشنطن. 

ونفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة 11 غارة جوية بالقرب من كوباني السبت والأحد، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى، ما ساعد المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا.

وتمكن المقاتلون الأكراد الذين يتعرضون لهجوم من تنظيم الدولة منذ أكثر من شهر من من صد حرب شوارع ضارية، فيما نفذ انتحاريان إسلاميان هجومين انتحاريين، إلا أن الوضع على الخطوط الأمامية لم يتغير الأحد، بحسب مسؤول كردي. 

وأكد المسؤول إدريس نعسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في تركيا، أن تنظيم الدولة استقدم مزيدا من التعزيزات إلى المدينة"، مشيرا إلى أنهم "يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية ورد المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا". 

وتكبد مقاتلو التنظيم خسائر فادحة في كوباني التي يدور حولها القتال المحتدم تحت نظر العالم بأسره، وتلقى اهتماما من كل وسائل الإعلام في المنطقة والعالم. 

ومنذ يوم السبت وحتى صباح الأحد قتل 31 جهاديا في المعارك على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

واستهدفت غارات التحالف قرب كوباني 20 من مواقع تنظيم الدولة، وخمس عربات، ومبنيين تابعين للتنظيم، بحسب القيادة الوسطى، في حين أضاف المرصد أن الغارات قتلت 15 جهاديا. 

وقتل 16 جهاديا آخرين وسبعة مقاتلين أكراد في اشتباكات، بحسب المرصد السوري الذي مقره بريطانيا. 

وأورد المرصد أن جثث ما لا يقل عن سبعين مقاتلا من التنظيم وصلت تباعا خلال الأيام الأربعة الفائتة إلى المشفى الوطني في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة  (شمال سوريا). وقد لقي هؤلاء مصرعهم خلال المعارك مع "وحدات حماية الشعب" في عين العرب.

وقال الجيش الأميركي إنه يشهد مؤشرات "مشجعة" في المعركة في كوباني، رغم أنه حذر من أن المدينة لا تزال معرضة للسقوط. 


أنباء عن مقتل 45 من تنظيم الدولة في الأنبار

وقال قائد عمليات الأنبار (أحد تشكيلات الجيش العراقي) الفريق الركن، رشيد فليح، اليوم الأحد، إن "قوات أمنية من الجيش والشرطة وبمساندة مقاتلي العشائر، تمكنت اليوم من صد هجوم واسع لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، على ناحية البغدادي، (غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)، ما أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة بين الجانبين، أسفرت عن مقتل 30 من عناصر التنظيم وتدمير 4 مركبات تحمل سلاحا ثقيلا".

وأوضح فليح للأناضول، أن هجوم "داعش" انطلق من مدينة هيت، والتي تبعد 20 كم غرب ناحية البغدادية التابعة لها. 

بدوره، أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية (أحد تشكيلات الجيش العراقي) اللواء الركن، ضياء كاظم دبوس، الأحد، عن مقتل 15 عنصرا من "داعش" وتدمير 4 مركبات بقصف لطيران التحالف الدولي موقع لهم في غرب مدينة حديثة غرب الرمادي.

وأوضح دبوس في حديث للأناضول، أن "طيران التحالف، تمكن من قصف موقع رئيسي وبارز لتنظيم داعش الإرهابي، في منطقة الخسفة غرب مدينة حديثة (180كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظ الأنبار)، ما أسفر عن مقتل عناصر داعش، وتدمير أربعة مركبات تحمل سلاحا ثقيلا، وإلحاق أضرار كبيرة بالموقع الذي تم قصفه".

وفي سياق غير بعيد، قال قائد عمليات دجلة (تابعة للجيش) الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، الأحد، في تصريحات، إن "الوجود الأجنبي في صفوف داعش بمحافظة ديالى (شرقا) مرتفع وأغلبهم يشغلون مواقع قيادية هامة داخل التنظيم".

ولفت إلى أن "الأجهزة الأمنية تحرز تقدما ونجحت في تحديد هوية الكثير من عناصر التنظيم وقتلهم بكمائن منظمة خلال الفترة الماضية"، موضحا أن "نهاية داعش باتت وشيكة في ظل المعطيات الميدانية، وهناك عمليات واسعة ستنطلق قريبا لتحرير ما تبقى من مناطق المحافظة".

وقال إن "القطعات العسكرية التابعة لعمليات دجلة والتشكيلات المساندة لها، قتلت على مدار الأشهر الأربعة الماضية في محافظة ديالى عدة قيادات وعناصر في تنظيم داعش ينتمون لـ17 جنسية عربية وأجنبية"، مشيرا إلى أن "بعضهم يسجل لأول مرة وجودهم في العراق، وخاصة جنسيات جنوب شرق آسيا".

من جهة أخرى، أعلن قائد عمليات صلاح الدين (إحدي تشكيلات الجيش العراقي) الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، الأحد، عن إصابة قائد شرطة محافظة صلاح الدين اللواء حمد النامس مع سبعة من أفراد الشرطة بانفجار سيارة مفخخة أثناء محاولة تفكيكها قرب بيجي شمال المحافظة.

وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل العشرات من تنظيم الدولة يوميا دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما أنه لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من "داعش" بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام، غير أن الأخير يعلن بين الحين والآخر سيطرته على مناطق جديدة في كل من سوريا والعراق رغم ضربات التحالف الدولي ضده.‎


موقف أردوغان والمعارضة السورية
 
والأحد أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تعهدا خلاله بـ"تعزيز التعاون بينهما" ضد تنظيم الدولة في سوريا. 


وأكد أردوغان الأحد رفضه الدعوات الموجهة إلى بلاده كي تسلح الحزب الكردي الرئيسي في سوريا ووصفه بأنه "منظمة إرهابية".

وصرح أردوغان بأن حزب الاتحاد الديموقراطي هو نفسه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا منذ 30 عاما ضد أنقرة.

من جهتها، اعتبرت المعارضة السورية الأحد أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي لن تحقق أهدافها ما لم تتزامن مع حل سياسي، داعية إلى التخلص من النظام السوري الذي وصفته بأنه  "المسبب الأساسي للإرهاب".

وذكر بيان أصدره الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن "أي عمل عسكري (...) لا يمكن أن يحقق أهدافه المنشودة إلا إذا تزامن مع حل سياسي شامل يحقق تطلعات الشعب السوري، ويؤمن الاستقرار في سوريا والعراق والمنطقة بأسرها".

وأوضحت المعارضة أن "موقف الائتلاف من التحالف الدولي يرتبط بمحددات وطنية مهمة، يأتي في طليعتها ألا يكتفي التحالف بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وإنما أن يعمل على التخلص من المسبب الأساسي للإرهاب، وهو النظام الديكتاتوري الذي يمارس إرهاب الدولة على الشعب السوري، ويرعى التنظيمات الإرهابية، ويتعامل معها في السر والعلن".

وأضاف أن مشاركة المعارضة "في العمليات العسكرية التي تقتضيها محاربة داعش (...) مرهونة بتأمين الدعم والتسليح والتدريب للجيش السوري الحر، وكذلك تأمين الغطاء الجوي الذي يحمي قواته أثناء تحركها". وجدد المطالبة بـ"إقامة مناطق آمنة وعازلة تستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة من اللاجئين السوريين، وتتيح انتقال الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة إلى الأراضي السورية".

من جهتهم، أكد قادة في الجيش الأميركي، مرارا أن الأولوية هي للمعارك ضد التنظيم في العراق المجاور، حيث يسيطر الجهاديون على مساحات واسعة من المناطق التي يسكنها السنة شمال وغرب بغداد منذ حزيران/ يونيو الماضي. وترافق تنامي نفوذ تنظيم الدولة في العراق مع أزمة سياسية حكومية. 


مباركة أمريكية ودعم أسترالي
 
وبعد تأخير استمر أسابيع، سببه خلافات حول المحاصصة وتقاسم الحقائب الوزارية بشكل أساسي، تم السبت تعيين خالد العبيدي وزيرا للدفاع ومحمد الغبان وزيرا للداخلية. 


وعبرت واشنطن عن ارتياحها لاستكمال تشكيل الحكومة العراقية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "إنهما منصبان حاسمان في إطار الجهود التي تبذل ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف مهنئا رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي: "نحن مرتاحون جدا".

وأعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب الأحد اتفاق بلادها مع الحكومة العراقية على إرسال نحو 200 عنصر من القوات الأسترالية الخاصة إلى العراق لمساعدة الجيش في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت بيشوب للصحافيين في بغداد إنها توصلت مع المسؤولين العراقيين الذين التقتهم، إلى الاتفاق الذي يتيح لعناصر القوات الخاصة الأسترالية الذين ينتظرون حاليا في الإمارات العربية المتحدة، دخول العراق.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي أنه سيتوجه إلى طهران الاثنين، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهامه قبل أكثر من شهر، تهدف إلى "توحيد الجهود" في المعارك ضد تنظيم الدولة، بحسب مكتبه الإعلامي.

وأقرت واشنطن بأن لطهران دورا مهما في المعركة ضد تنظيم الدولة، إلا أنها رفضت مشاركتها في الائتلاف الدولي ضد التنظيمات الإسلامية المتطرفة.


أحداث ميدانية داخل العراق

ميدانيا، قتل 15 شخصا على الأقل الأحد، في تفجير انتحاري استهدف حسينية في غرب بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. واوضحت المصادر أن "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل حسينية عباس العادلي في منطقة الحارثية" في غرب العاصمة العراقية، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلا و30 جريحا على الأقل.

ويثير تنظيم الدولة الاسلامية الرعب في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، وكذلك في الدول المجاورة لسوريا، وبينها لبنان الذي يعتبر أرضا خصبة لتداعيات النزاع السوري، والأردن حيث أعلن رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت مساء السبت أن "نحو 1300 سلفي تكفيري أردني يقاتلون في صفوف" التنظيم في العراق، وقد قتل منهم ما يزيد على 200 عنصر حتى الآن، على حد زعمه.

وأعلن "الشين بيت" جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الأحد، مقتل طبيب من عرب إسرائيل أثناء قتاله مع تنظيم الدولة في سوريا. وقال الجهاز إن عثمان أبو القيعان الذي درس الطب في الأردن وعمل طبيبا مقيما في مستشفى إسرائيلي، قتل أثناء المعارك في سوريا في آب/ أغسطس. 

وقصفت القوات المسلحة الأميركية مواقع لتنظيم الدولة قرب بيجي (200 كلم شمال بغداد) حيث توجد المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد. وقصفت كذلك خمسة مواقع في محيط سد الموصل الاستراتيجي (شمال البلاد) تسبب بتدمير آليات ومبنى للتنظيم.

وبدأت الولايات المتحدة غاراتها الجوية في العراق في الثامن من آب/ أغسطس.


حرب الشوارع تتواصل

وتتواصل حرب الشوارع في عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بين تنظيم الدولة ومقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومين من طائرات الائتلاف الدولي التي تواصل غاراتها على مواقع التنظيم الجهادي.

وتجري معركة عين العرب تحت نظر العالم بأسره، وتلقى اهتماما من كل وسائل الإعلام في المنطقة والعالم. ودخل مقاتلو التنظيم المدينة في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، وباتوا يسيطرون على حوالى خمسين في المئة من مساحتها، يتقدمون بضعة أبنية أو يتراجعون منها بشكل يومي، بحسب سير معارك الشوارع التي يتميز بها المقاتلون الأكراد، بحسب خبراء.

وفي حال استولى تنظيم الدولة على عين العرب بكاملها، فإنه سيسيطر على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا.

ومنذ نهاية أيلول/ سبتمبر، نفذ الائتلاف العربي-الدولي أكثر من مئة غارة في عين العرب ومحيطها، بحسب الجيش الأمريكي. إلا أن غارات الائتلاف استهدفت أيضا تجمعات ومواقع لتنظيم الدولة في مناطق أخرى من محافظة حلب، والرقة، والحسكة (شمال شرق سوريا). ومن بين الأهداف بنى تحتية ومصاف نفطية، تعتبر من "موارد تمويل" تنظيم الدولة.
التعليقات (0)