مقالات مختارة

اللعبة الأمريكية القذرة

أوقان مدرس أوغلو
1300x600
1300x600
أوقان مدرس أوغلو: دعوني أقول وبكل حزم حتى ولو اختلف تصوري في الداخل والخارج، "إن القائمون على إدارة تركيا، ملمين بجميع أوجه قواعد اللعبة العالمية والحسابات الإقليمية، كما يبذلون الغالي والنفيس لحماية مصالح الدولة!"
لذلك المعادلة معقدة وفي تغير دائم على هذا النحو..

اضطررنا إلى التركيز على الأولويات الاستراتيجية لأميريكا والدور الذي أسندته إلى قوات التحالف منذ بداية الأمر.

فقد استثمرت الإدارة الأمريكية سياسة اللعب على الاستقطاب والتوتر بين "الكتلة الشيعية - السنية" في العالم الإسلامي منذ فترة طويلة. فمنذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، ظهر لدى الرأي العام الغربي كابوس كبير، بسبب الربط الهذياني بين الإسلام السني والارهاب. ولعل المد والجزر الذي تشهده الحرب الأهلية في سوريا، ورعاية الحكومة ذات الأصل الطائفي في العراق، وفر أيضا دوافع الولايات المتحدة الأمريكية في المعركة الحالية، وكأنها بقيت بمفردها في مواجهة العدو الجديد المسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش" .

ويمكن القول إن تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على مواجهة "داعش" فحسب، مرتبط ارتباطاً كلياً بتفضيل الرئيس الأميريكي "باراك أوباما" عدم تصفية  نظام "بشار الأسد"، مع الإصرار على اللعب بالورقة الكردية.

ورغم رسائل التحالف ضد تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش"، إلا أن هناك حقيقة عدم التوافق بين تصريحات أنقرة والبيت الأبيض حول الحلول اللازمة للأزمة. ففي الوقت الذي أعلنت فيه أنقرة بوضوح، أنها لا تريد الدخول في التحالف في سوريا دون توفير الشرعية الدولية وإنشاء منطقة أمنة تحت مظلة قوات التحالف، فكيف يمكن أن يتم ذلك، فهل تحاول واشنطن تجنب الصراعات الدبلوماسية في هذا المجال الحساس، أم تحاول عمل مناورات كلامية فحسب؟ ويمكن الظن بأن، الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بالتركيز على تركيا ذات الأغلبية السنية، أكثر من اهتمامها بمواجهة تنظيم الدولة الذي وصفته بـ "منظمة إرهابية ذات هوية سنية".

 فوجود تركيا في هذا الإطار، يخلص أميريكا من مسؤلية أنها "أعلنت الحرب على العالم الإسلامي". ووفقاً لما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن البنتاجون "لا يريد أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة شرطة عسكرية في الشرق الأوسط كما كانت في السابق"، ولكن يريد استحضار نموذج قائم على العمليات العسكرية المحدودة، أما وزير الخارجية الأمريكية يحاول إيجاد أعذار باقتراب الخطر رغم وجود تركيا.

وفي الوقت الذي تضع فيه أنقرة "حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري" في بؤرة إرهابية واحدة، على النقيض من ذلك نجد وزير الخارجية الأمريكية يقول "نعلم الارتباط العضوي فيما بينهم، ولكن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري ليس ضمن قائمة المنظمات الارهابية لأميريكا"، كما نجده يتعامل وفقاً لشعار "عدو عدوي صديقي". إذن ينبغى ألا يكون من المفاجأة، وصول هذا الوضع الذي يوضح أن المصالح الأمريكية ستكون قصيرة الأجل بسبب صعوبة الظروف في كوباني أو ما يسمى "عين العرب" ، وصولاً إلى مرحلة "تخليص حزب العمال الكردستاني من وصفه منظمة إرهابية" على المدى البعيد، وخلق إدارة اقليمية كردية جديدة  ستعزل إسرائيل عن إيران.
 
وعند العودة من الشأن الخارجي إلى الشأن الداخلي، فقد تحمل استدامة ومتطلبات عملية السلام قيمة كبرى. ومع أن التمدد الموجود في المدن وجبال قنديل، اعتمد على السلاح الذي  يُستعان به من الظروف الراهنة، قد سبب حالة انكسار خطيرة في التجرئ على القيام بالأحداث التي جرت في الـ 6-7 من الشهر الجاري.
وبعد ذلك يمكن القول، إن الخطوات الواجب اتخاذها مرتبطة بإثنين من نقاط التحول....
 
1- إنهاء النزاعات في منطقة "إمرالي"، وإعلان بداية لمرحلة نزع السلاح.

2-مغادرة العمل المسلح، والإرشاد عن أماكن السلاح المخبأة وانسحاب العناصر المسلحة من تركيا تحت إشراف لجنة ما. حيث لا يبدو هناك امكانية في الوقت الحالي لدعم عملية السلام من خلال البعد السياسي دون تنفيذ الشرطان السابق ذكرهما.

(عن صحيفة صباح التركية، ترجمة وتحرير تركيا بوست، خاص عربي21، 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014)
التعليقات (0)