طالب الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل
الفلسطيني المحتل عام 1948، العرب والمسلمين بأن يكفروا عن تقصيرهم تجاه
القدس وغزة عبر مزيد من نصرتهما.
وقال الخطيب في حديث خاص لـ"عربي 21" إنه يتحتم على العالم العربي والإسلامي "الوقوف جانب أهل القدس ماديا ومعنويا، رسميا وشعبيا، سياسيا واقتصاديا، لأنهم بكل تأكيد هم اليوم شرف هذه الأمة".
وشدد على أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وتحديه لمشاعر الأمة كلها بتدنيس المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته، "لن يولد إلا ردة فعل لمن يعشقون الأقصى وينتمون له انتماء دين وعقيدة"، مبيناً أن حالة الرفض لما يحدث بالقدس و الأقصى "ستأخذ أشكالاً كثيرة".
العنف يولد العنف
وأوضح الخطيب أن حكومة نتنياهو "تظن - بغباء - أنها باستخدامها العنف ستكسر شوكة وإرادة الفلسطينيين، وهي لا تعلم أن العنف يولد العنف"، مشيراً إلى أن منع المسلمين من الدخول للأقصى في مقابل السماح لليهود سيؤدي إلى ردات فعل لا تتوقعها الحكومة الإسرائيلية.
وقام المقدسي الشهيد إبراهيم العكاري (48 عاماً) يوم أمس الثلاثاء، بدهس مجموعة من الإسرائيليين، ما أدى إلى مقتل ضابط، وإصابة 14 مستوطناً، بينهم ثلاثة في حالة حرجة. وفي عملية دهس أخرى ليلة أمس، نفذها فلسطيني شمال الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين، جراح أحدهم خطيرة.
وأكد الخطيب أن الشعب الفلسطيني "لا يملك القوة التي تملكها المؤسسة الإسرائيلية، لكنه يملك قناعته بحقه وعزمه وإرادته، وتاريخه النضالي الغني والوفير"، مشددا على أن "الاحتلال لن يستطيع بهذا العنف أن يحقق مبتغاه عبر خلق حالة من الهدوء والقبول بالأمر الواقع.. هذا لن يكون".
اتهام "الإخوان"
وحول اتهام نتنياهو جماعة "الإخوان المسلمين" بأنها تقف خلف أحداث القدس؛ بيّن نائب رئيس الحركة الإسلامية أن نتنياهو "يبحث عن أي سبب لتبرير فشله في ضبط الوضع في القدس"، مشيراً إلى أن نتنياهو اتهم قبل أيام جهات إسلامية أسماها بـ"المتطرفة"، وقبلها وجهت الاتهامات من قبل وزراء إسرائيليين للحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني.
وكان نتنياهو قد اتهم الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح بأنها "تقف خلف المظاهرات، وهؤلاء ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهدفهم زعزعة استقرار المنطقة عبر تفجير موضوع القدس"، بحسب مصدر إسرائيلي في ديوان نتنياهو.
وتساءل الخطيب: "هل يريد نتنياهو أن يبارك له المسلمون اغتصابه المسجد الأقصى المبارك، وأن يفرشوا له الورد والبساط الأحمر؟"، مؤكداً أن "كل شعب يحترم مقدساته، لا بد وأن يدافع عنها، وهذا الأمر لا يرضي نتنياهو".
نتنياهو سيفشل
وأضاف: "رابين الذي اعتمد سياسية تكسير العظام وفعل الأفاعيل في أبناء شعبنا، لم يحقق مبتغاه، وشارون دنس المسجد الأقصى المبارك وفعل ما فعل ولم يحقق مبتغاه، ونتنياهو لن يكون طرازاً فريداً من الساسة والقادة الإسرائيليين، وسيفشل في تحقيق ما يصبو إليه".
ومرت قبل يومين الذكرى 19 لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين، على يد أحد المتطرفين اليهود في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995.
وزاد الخطيب: "على نتنياهو أن يدرك أن الشعوب إذا سعت من أجل أن تتحرر، فلن يقف في وجهها أحد، وهكذا شعبنا الفلسطيني".
حول الدعم السعودي
وتعليقاً على ما كشفه مركز أبحاث إسرائيلي أن المملكة العربية السعودية تراجعت عن دفع 500 مليون دولار لتطوير القدس، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية: "آمل أن يكون هذا الخبر غير صحيح".
وأوضح الخطيب أن أهل القدس "يدافعون عن شرف الأمة، وهم مصدر اعتزاز وفخر لها حيث يدافعون لوحدهم عن الأقصى نيابة عن الأمة كلها"، مؤكداً أن "الواجب يحتم على الدول العربية والإسلامية أن لا تقطع المعونات عن القدس وأهلها، بل يجب مضاعفتها".
وتشهد مدينة القدس المحتلة تصعيداً خطيراً من قبل قوات الاحتلال التي تخشى من اندلاع انتفاضة جديدة يطالب كثيرون بأن تكون "مسلحة" لردع الاحتلال عن مواصلة عدوانه وتدنيسه المسجد الأقصى المبارك.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت أمس المسجد القبلي بالأحذية، ودخلت منبر صلاح الدين الأيوبي، وحاصرته من أجل إخراج جميع المصلين والشبان الذين اعتكفوا بداخله، كما هاجمتهم بالقنابل الصوتية والغازية، ما أدى لوقوع إصابات.