ملفات وتقارير

أزمة جديدة تعصف بالحزب الحاكم في الجزائر

لم يعد هناك حديث عن مؤتمر عام لجبهة التحرير الوطني - عربي21
لم يعد هناك حديث عن مؤتمر عام لجبهة التحرير الوطني - عربي21
دعا قطاع واسع من أعضاء "اللجنة المركزية" في حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) بالجزائر، إلى إقالة الأمين العام للحزب عمار سعداني وانتخاب خليفة له، احتجاجا على ما أسموه "زرع الفتنة وبث الفرقة بين أبناء الحزب والممارسات غير القانونية التي تقوم بها القيادة".

يعيش الحزب الحاكم بالجزائر على وقع أزمة جديدة، نشبت مباشرة بعد إعلان الأمين العام للحزب عمار سعداني، إضافة محافظات جديدة (14 محافظة بمثابة مكاتب إضافية بالمقاطعات)، في خطوة وصفها خصومه من داخل "اللجنة المركزية" بـ"الخطوة الاستباقية لضمان بقائه على رأس الحزب في المؤتمر المزمع عقده مطلع العام القادم 2015.

وقال صالح قوجيل، عضو اللجنة المركزية، التي تعتبر الهيئة السيدة في قرارات الحزب، لـ"عربي21"، الأحد: "لم يعد هناك حديث عن مؤتمر عام لجبهة التحرير الوطني، لأن الحزب لا يعيش وضعا عاديا".
   
وتابع قوجيل، وهو أكبر أعضاء اللجنة المركزية سنا: "لحد الساعة لا أعلم لماذا أقدم عمار سعداني على هذه الخطوة (إضافة محافظات جديدة للحزب)". 

وقال: "نحاول استجماع أكبر قدر من المعلومات حول الوضع الحالي للحزب قبل البدء بخطوة جادة ضد أمينه العام".
     
وبالتوازي مع ذلك، تجري عملية جمع توقيعات وسط نواب الحزب الحاكم بالبرلمان وبمجلس الأمة، بغرض تقديمها إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإطلاعه على "الوضع الحقيقي السائد داخل حزبه"، وإقناعه بـ"ضرورة التخلي عن الأمين العام عمار سعداني".
   
ويتردد أن وزيرا في حكومة عبد المالك سلال وهو عضو باللجنة المركزية للحزب، وراء الخطوة التي أقدم عليها نواب الحزب، بدءا من يوم الجمعة الماضي السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.
 
واتهم أعضاء معارضون لمسؤول الحزب، عمار سعداني بـ"تسيير الحزب من باريس"، وتجمع هؤلاء أمام المقر المركزي للحزب المسمى اختصارا "الآفلان"، السبت الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، ورفعوا لافتات تطالب برحيله، ورددوا شعارات مناهضة لخياراته في تسيير شؤون أول قوة سياسية في البلاد.
   
واتهمت المعارضة داخل الحزب، سعداني، بـ"الاستعانة ببلطجية من أجل إفشال احتجاج المعارضين"، بينما تدخلت الشرطة للتفريق بين الموالين للأمين العام والمعارضين له.

واتهمت المعارضة، الشرطة  أيضا بالانحياز لسعداني، بعد أن رفض عناصرها، تمكين قيادات المعارضة من إيصال مطالبهم لمسؤول الحزب.

وقال أحمد بومهدي، عضو المكتب السياسي للآفلان، الموالي لعمار سعداني، لـ"عربي21" الأحد، إن "مطلب المعارضة الحزبية، لا سند له، لأن الأمين العام انتخب بطريقة ديمقراطية لا غبار عليها. واتهم موالون لسعداني، الأمين العام السابق للحزب، عبد العزيز بلخادم بالوقوف وراء الاحتجاج والمطالبة برحيل خليفته، كي يحل مكانه.

وكان عمار سعداني انتخب على رأس الحزب يوم 29 آب/ أغسطس، العام 2013. بطريقة "غير ديمقراطية" كما يقول خصومه.

ويقول أعضاء اللجنة المركزية المعارضين، إنهم يمثلون الأغلبية داخل اللجنة، وهو ما يمكنهم من المطالبة برحيل الأمين العام للحزب، وفقا للائحة النظامية التي يسير بمقتضاها الحزب والتي تشترط توفر ثلثي أعضاء اللجنة المركزية لطرح مطلب تنحية الأمين العام، وبالتصويت السري. لكن سعداني قال للصحفيين، الأحد إنهم "يقولون إن لديهم الأغلبية، وهذا غير صحيح".

وكان المحتجون أكدوا في بيان لهم، تسلمت "عربي21"، نسخة عنه، السبت: "نندد بكل الممارسات والتجاوزات والخروقات التي تستهدف تشتيت صفوف الحزب وزرع الفتنة والجهوية والعرقية التي ظل حزب جبهة التحرير الوطني يحاربها من أجل بناء مجتمع متضامن ومتكاتف وموحد".

وأضاف البيان: "نعلن عن رفضنا القاطع انطلاقا من قناعات وقيم ومبادئ حزب جبهة التحرير الوطني إيمانا منا بأن هذا التقسيم المعتمد من قبل هذه القيادة المزعومة وغير الشرعية، بني على أسس عرقية وقبلية وجهوية ومصلحية منافية أساسا لمبادئ وقيم الحزب". 

وقال: "نطالب بعقد دورة استثنائية للجنة المركزية ننتخب فيها قيادة شرعية بالممارسة الديمقراطية الواردة في إصلاحات رئيس الجمهورية.
 
0
التعليقات (0)