ملفات وتقارير

غزة تبدأ تخريج أفواج "الجيش الشعبي" وسط اقبال شبابي

حفل تخريج الجيش الشعبي في غزة - (عربي21)
حفل تخريج الجيش الشعبي في غزة - (عربي21)
في احتفال هو الأول من نوعه في قطاع غزة، خرّجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة الماضية الفوج الأول من "الجيش الشعبي" مكوناً من 2500 شاب، بمشاركة قيادات من الحركة والمئات من أهالي شمال القطاع.

وقال القيادي في حركة "حماس" محمد أبو عسكر خلال حفل التخريج إن "هؤلاء الفتية الذين يشاركون في مخيماتنا هم من سنراهن عليهم في تحرير فلسطين والمقدسات والأسرى من السجون الإسرائيلية".

ومضى قائلاً إن "هذه الفئة يتم تخريجها في الوقت الذي يتعرض فيه الأقصى لأشد الهجمات قساوة. نحن على يقين بأن معركة الفصل آتية، ومعركة التحرير قادمة، وأن اللقاء مع عدونا وجهاً لوجه أصبح وشيكاً".

ويأتي تخريج كتائب القسام للفوج الأول من الجيش الشعبي، في إطار "التدريب الطوعي للشباب الذين يرغبون في تجهيز ذواتهم والانخراط مستقبلاً في صفوف المقاومة الفلسطينية"، بحسب القيادي في حركة حماس، النائب مشير المصري.

وأكد المصري لـ"عربي 21" أن الهدف من تأسيس ما اصطلح عليه إعلامياً بـ"الجيش الشعبي" تأهيل الشباب الفلسطيني للدفاع عن شعبهم عند أي عدوان صهيوني مستقبلي"، مشيراً إلى أن كتائب القسام "منذ اللحظة الأولى لانتهاء حرب العصف المأكول وهي في تطوير لقدراتها العسكري، سواء على صعيد الأدوات أو على صعيد البناء الذاتي، البشري والمادي".

وتجري كتائب القسام تدريبات طوعية للراغبين، وأطلقت على الفوج الأول اسم "فوارس التحرير"، فاتحةً باب التسجيل لمن يرغب من الشباب وكبار السن ممن هم فوق الـ20 عاماً.

المقاومة ثقافة شعب

وحول مدى إقبال الشباب في غزة على الانخراط في تدريبات "الجيش الشعبي"، قال النائب المصري إن "المقاومة لم تعد مقتصرة على فصائلها، بل أصبحت ثقافة شعب بأكمله".

وأكد أن هناك "حالة توافد إلى صفوف المقاومة الفلسطينية"، واصفاً إياها بأنها "غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني".

وأوضح: "المقاومة فرضت معادلات وإستراتيجيات جديدة، وأقنعت الجيل الصاعد من أبناء شعبنا أن خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الكفيل بلجم الاحتلال والمضي نحو تحرير الأرض والمقدسات من دنس المغتصبين، خاصة في ظل فشل الخيارات الأخرى في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات شعبنا الفلسطيني".

مثير للرعب

بدوره، أكد القيادي في حركة "فتح" يحيى رباح، أن كل "عمل خارج الإجماع والتشاور والتوافق الوطني لا بد أن يكون مثيراً للرعب"، مضيفاً لـ"عربي 21": "إذا كنا نريد جيشاً شعبياً يدافع عن قطاع غزة في مواجهة أي عدوان، فمن المفترض أن يكون ذلك قضية وطنية بامتياز، وليست قضية خاصة بفصيل دون آخر".

واتهم حركة "حماس" بأنها تريد أن ترهق غزة بمزيد من "الميليشيات المسلحة التي لا ضابط لها"، موضحاً أن "تشكيل مثل هذا الجيش سيشوّه صورة القطاع" على حد قوله. 

وأكد رباح أن فكرة الجيش الشعبي "شأن الكل الوطني والسلطة الفلسطينية، ولا يجوز لأي فصيل أن يقيم جيشاً خاصاً به"، مؤكداً أن "مثل هذه الخطوات الفصائلية تدور حولها "الشبهات"، وتساءل: "ما هو الهدف من تأسيس هذا الجيش؟ وفي أي اتجاه سيتم استخدامه؟".

استثمار واستنهاض

من جانبه، اعتبر المختص بشؤون الأمن القومي، الدكتور إبراهيم حبيب، أن تخريج الفوج الأول من "الجيش الشعبي"، "محاولة من كتائب القسام لاستنهاض المجتمع الفلسطيني بعد الحرب الضروس التي شنتها (إسرائيل)، والتي أوجدت حالة من التعاطف الشعبي حول المقاومة الفلسطينية، وشكلت سنداً لها".

وأكد أن المقاومة "تريد استثمار هذه الحالة، وتحويل المجتمع لمقاوم جاهز لصد أي عدوان قادم"، موضحا أنها "رسالة توجهها المقاومة للاحتلال أن على (إسرائيل) أن تحسب ألف حساب قبل أن تفكر بالاعتداء على غزة من جديد".

وأضاف حبيب لـ"عربي 21" أن "العدو الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على القطاع لم يرحم أحداً، واستهدف الجميع بهدف إحداث حالة من الصدمة والذهول لشق حالة الالتفاف بين المواطنين والمقاومة الفلسطينية"، مؤكداً "فشل الاحتلال، وزيادة حجم التأييد الشعبي للمقاومة".

وأكد أن "إسرائيل" لن تكون "سعيدة بتشكيل هذا الجيش"، موضحاً أنها "سعت جاهدة بالقوة لفض الحاضنة الشعبية عن المقاومة الفلسطينية، إلا أنها لم تفلح في ذلك".

وتابع: "من الواضح أن كثرة الضغوط الإسرائيلية أدت إلى انضمام المواطنين بشكل وافر لصفوف المقاومة، والإيمان بمشروعها التحرري".




التعليقات (0)