صحافة دولية

تفاصيل مساعي كوهين والمقدسي وأبي قتادة لإنقاذ كاسيج

الغارديان: "إف بي آي" دعم محاولة إنقاذ يائسة للرهينة الأمريكي كاسيج - أرشيفية
الغارديان: "إف بي آي" دعم محاولة إنقاذ يائسة للرهينة الأمريكي كاسيج - أرشيفية
دعم مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" محاولة إنقاذ يائسة للرهينة الأمريكي عبدالرحمن/ بيتر كاسيج، الذي أعدمه تنظيم الدولة الإسلامية في 16 تشرين الأول/ نوفمبر. 

وقاد مهمة الإنقاذ محام يهودي أمريكي يدعى ستانلي كوهين، الذي دافع عن المتحدث باسم تنظيم القاعدة سليمان أبو غيث، ورافع عن مسؤولين في حماس. واتصل المحامي مع جهادي كويتي، وساهم في المحاولة منظران للسلفية الجهادية في الأردن هما أبو محمد المقدسي وأبو قتادة.

وفي تقرير لصحيفة "الغارديان" كشف عن محادثات، وعلى مدار أسابيع قبل الإعلان عن مقتله، وبمعرفة من مكتب التحقيقات الفيدرالية، ودعَم مسؤولون أمريكيون في مكافحة الإرهاب المفاوضات.

ويشير التقرير إلى أن الرسائل الإلكترونية المتبادلة مع أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية الروحيين ومنظر السلفية الجهادية أبو محمد المقدسي، كشفت أن المفاوضات  جرت في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر ولعدة أسابيع بمعرفة من "إف بي آي". 

وتبين الصحيفة أن كوهين، الذي  صدر عليه حكم بالسجن مدة 18 شهرا؛ لتهربه من دفع الضريبة، استطاع الاتصال بجهادي كويتي وأحد المعتقلين السابقين في سجن غوانتانامو، ورد الجهادي الذي طلب من الصحيفة عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية "نريد إنقاذ حياة كاسيج". 

وتقول الصحيفة إن الهدف لم يكن تحرير كاسيج فقط، ولكن إقناع تنظيم الدولة بالتوقف عن أخذ المدنيين رهائن وقتلهم، وهو أسلوب أثار غضب عدد من المنظرين الجهاديين، وعمق من المعركة الفكرية بين التنظيم والقاعدة.

ويلفت التقرير إلى تأكيد مسؤولين بارزين في "إف بي آي" أنهم كانوا على اطلاع بما يقوم به كوهين. وأكد "إف بي آي" أنه سيقوم بدفع نفقات المحامي ومترجمه العربي (24.000 دولار أمريكي) عن مدة 17 يوما قضاها في الشرق الأوسط.

ويذكر التقرير أن كوهين ومترجمه العربي مروان عبدالرحمن سافرا إلى الكويت في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، وأعد كوهين "وثيقة" قانونية كي يوقعها مكتب التحقيقات الفيدرالي والسلطات الأردنية، تسمح للمقدسي بإجراء اتصالات مع أحد تلامذته، البحريني تركي البنعلي، الذي يعد المنظر المهم  لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتفيد الصحيفة إلى أن البروتوكول المؤرخ في 22 تشرين الأول/ أكتوبر، أشار إلى أن "الأردن وافق على عدم الطلب منه -المقدسي- إجراء مكالمات مع البنعلي من مقرات المخابرات، وأنه لن توجه له اتهامات بسبب المكالمات أو التحقيق معه ومساءلته حولها". 

وجاء فيه "لن تتم مراقبة المكالمات أو التحكم بها لأهداف تتعلق بتوجيه ضربات بطائرات دون طيار، وسيقوم الشيخ إن سمح له بمناقشة الحاجة لوقف تام لعمليات أخذ الرهائن من الصحافيين وعمال الإغاثة المدنيين والمسلمين كلها، والقيام بإعدامهم بأية وسيلة". وبعد يوم رد مسؤول في مكافحة الإرهاب في واشنطن أن الموافقة على المهمة تمت، بحسب الصحيفة.
 
ونقلت "الغارديان" عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالية قوله إن المكتب لم يحصل على أو يقدم تأكيدات من أن المقدسي وغيره ممن شاركوا في الجهود المبذولة سيكونون بمأمن من الملاحقة بعد الاتصال مع تنظيم الدولة. إلا أن كوهين يعتقد أن صفقة عقدت، ولهذا بدأ المقدسي سلسلة من الاتصالات مع البنعلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي "الواتساب".

ويورد التقرير قول كوهين إن تنظيم الدولة الإسلامية قدم تعهدات بالحفاظ على حياة كاسيج طوال فترة المفاوضات. وأخبر المقدسي المحامي الأمريكي أنه واثق من إطلاق سراح كاسيج، وكان يستند في هذا على محادثاته مع البنعلي. ولكن المخابرات الأردنية قامت في اليوم التالي باعتقال المقدسي بتهمة "استخدام الإنترنت للترويج والتحريض على نشر أفكار تنظيم جهادي إرهابي". ومن هنا انهارت المحادثات، حيث شعر كوهين بالخيانة؛ لأن "البروتوكول" الذي أعده لمنع اعتقال المقدسي خرق. وقال "أشعر بأننا فقدنا فرصة ذهبية ليس للحفاظ على حياة كاسيج، لكن على حياة الرهائن المحتملين أيضا". 

وأكد أبو قتادة، الذي اعتقل في بريطانيا ورحلّته إلى الأردن هذا العام، تفاصيل قنوات التفاوض التي قام بها أبو محمد المقدسي مع البنعلي. وقال أبو قتادة للصحيفة إنه عمل مع المقدسي للمساعدة في الإفراج عن كاسيج، وإنه كتب لقائد تنظيم الدولة الإسلامية وحثه على إطلاق سراح عامل الإغاثة الأمريكي. وقال أبو قتادة للغارديان إنه اتخذ موقفا رافضا لتنظيم الدولة الإسلامية.

وانتقد أبو قتادة تنظيم الدولة الإسلامية وزعمه بـ"الخلافة"، ونقلت عنه الصحيفة  قوله "ما لا يعلمه هؤلاء الناس أنني أعمل في هذا المجال -السلفية- منذ 30 عاما، وليس هدفنا، نحن السلفيون، إشعال الثورات، لكن خلق الظروف للإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية، ونترك للآخرين المؤهلين كي يتولوا السلطة".

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لقول أبي قتادة "نحن السلفيون لا يمكننا الحكم، ولا تولي الحكومات، ولا نستطيع حتى إدارة روضة أطفال، وزعم تنظيم الدولة الخلافة هو أمر كبير". 
التعليقات (0)