اقتصاد عربي

"الصغار" ضحية المضاربين والسماسمرة في بورصة مصر

البورصة المصرية شهدت العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية - أرشيفية
البورصة المصرية شهدت العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية - أرشيفية
أكد محللون ومتعاملون في البورصة المصرية أن صغار المساهمين وحملة الأسهم هم الضحية الحقيقية للأرباح الخيالية التي حققها المضاربون، وبعض صناديق الاستثمار وشركات السمسرة والوساطة المالية.

وأوضحوا في تصريحات لـ"عربي21"، أن البورصة المصرية شهدت العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية، واستغل المضاربون وكبار السماسرة هذه الأزمات في خلق قوى بيعية وهمية، تدفع صغار المستثمرين والمتعاملين إلى اتخاذ قرارات بيع عشوائية، تحت ضغوط وهمية، مقابل قوى شرائية ضعيفة جداً.

وهذا الأمر يؤدي في النهاية -وفق المحللين- إلى تدمير السوق وانهيار الأسهم، ليتدخل كبار المضاربين في الوقت المناسب للشراء، وتحقيق أرباح قياسية على حساب صغار المتعاملين الذين تكبدوا خسائر فادحة، خلال العام الجاري، الذي ينتهي خلال الأيام المقبلة.

وقال المحلل المالي، مصطفى عبد الله، لـ"عربي21" إن البورصة المصرية رغم تحقيقها مكاسب قياسية خلال العام الجاري، لكن الخسائر التي تكبدها صغار المتعاملين كانت فادحة، فيما حقق كبار المضاربين وبعض صناديق الاستثمار أرباحاً قياسية، وكانت هذه الأرباح على حساب المتعاملين وصغار حملة الأسهم.

وأضاف لـ"عربي21"، أن الفترة الماضية شهدت عشوائية غير طبيعية في اتخاذ القرارات الاستثمارية سواء في البيع أو الشراء، وخاصة مع صغار حملة الأسهم، وهو ما يعود إلى الضغوط التي تمت ممارستها من كبار المضاربين، وأصحاب الألاعيب في تحريك مؤشرات البورصة صعوداً وهبوطاً.

وأشار إلى أن أزمة أسعار النفط كانت مفتعلة، خاصة وأن مصر من الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط، على خلاف بورصات وأسواق المالي الخليجية التي ترتبط الشركات المدرجة فيها بأسعار وأسواق النفط العالمية، لذلك لم تكن التراجعات والخسائر التي تكبدتها البورصة المصرية طبيعية أو منطقية.

وقال إن بعض صناديق الاستثمار وشركات السمسمرة والوساطة المالية تقوم بعمليات البيع الجبري، وذلك في إطار الشراء بالهامش، الذي يتيح لشركات السمسرة البيع الجبري نيابة عن المستثمر "المكوّد" لدى الشركة، وعليه، يتم خلق قوى بيعية تدفع غالبية صغار المستثمرين إلى اتخاذ قرارات استثمارية خاطئة، تنتهي إلى هبوط وتراجع وخسائر فادحة في مؤشرات البورصة، وهو ما يكون لصالح كبار المضاربين وشركات السمسمرة والوساطة المالية، التي أصبح بعضها يستحوذ على عدد من الشركات، مثل شركة "بايونيرز" و"الأهلي المتحد".

وهذه الشركات رغم أنها تعمل في مجال السمسرة والوساطة المالية، إلا أن أرباحها الكبيرة التي حققتها من نظام الشراء بالهامش، مكنتها من القيام بعمليات استحواذ على بعض الشركات المدرجة في البورصة المصرية.
التعليقات (0)