سياسة عربية

تنظيم "الدولة" يحاصر مئات العائلات ببلدة عراقية

حصار التنظيم للقرى جاء بعد انسحاب قوات الأمن العراقية منها
حصار التنظيم للقرى جاء بعد انسحاب قوات الأمن العراقية منها

ذكر شهود عيان من محافظة الأنبار أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحاصر مئات العائلات في ثلاث قرى في ناحية البغدادي (90 كيلو مترا غرب الرمادي).

وقالت مصادر عشائرية في حديث خاص لـ"عربي21"، إن التنظيم يحاصر منذ يومين أكثر من ألف عائلة من عشائر العبيد والبوعامر والقيسيين شمال شرق ناحية البغدادي، مضيفة أن حصار التنظيم لهذه القرى جاء بعد انسحاب قوات الأمن العراقية من 14 قرية شمال شرق ناحية البغدادي إلى بلدة حديثة، في أعقاب هجوم عنيف شنه عناصر التنظيم مدعومين بالمدرعات والدبابات والعربات المصفحة، فيما اتخذت القوات العراقية مواقع دفاعية فيها لصد هجمات محتملة للتنظيم.

بدورها، أعربت مصادر في مجلس محافظة الأنبار عن مخاوفها من تعرض العشائر والأسر المحاصرة للإبادة على يد التنظيم، كحال عشائر البونمر والبوفهد، ما لم يتم فك الحصار عنها ونجدتها.

وفي حديث مع أحد وجهاء عشيرة العبيد الدليمية، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن عشرات العائلات في الناحية أصبحت رهينة بيد التنظيم ومحتجزة داخل البيوت، ولا تتمكن من النزوح إلى مناطق الجزيرة، لأن التنظيم أغلق جميع الطرق والمنافذ، بالإضافة إلى العمليات العسكرية المستمرة، فضلا عن قطع اتصال هذه العشائر بالمناطق والعشائر الأخرى لطلب المساعدة، والآن شرع التنظيم بحفر الخنادق حول ناحية البغدادي والقرى المجاورة التي سيطر عليها.

وأضاف القيادي العشائري أن تنظيم "الدولة الإسلامية" منع تلك العائلات من الخروج، واتخذها دروعا بشرية لصد أي هجوم من قبل القوات الأمنية على مواقعه، موجها نداء استغاثة للمنظمات الدولية والجهات المعنية ومجلس محافظة الأنبار للتدخل العاجل لإنقاذ تلك العائلات المحاصرة.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد فجّر بسيارة مفخخة يقودها انتحاري الجسر العائم على نهر الفرات، الذي يربط ناحية البغدادي بالقرى والبلدات المجاورة التي أحكم سيطرته عليها بعد انسحاب القوات الأمنية منها، ليشل حركة السكان ويقطع إيصال التعزيزات العسكرية إلى قاعدة عين الأسد التي باتت مهددة بالسقوط بيد التنظيم بعد محاصرته لها من جميع الجهات.

يشار إلى أن ناحية البغدادي تشهد منذ عدة شهور حصارا خانقا، حيث يعاني آلاف السكان داخلها وضعا إنسانيا صعبا بسبب العمليات العسكرية الأخيرة، ومنعهم من النزوح، إضافة إلى إهمال وضعهم من قبل الحكومتين المحلية والمركزية، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مرير ينذر بكارثة إنسانية.
التعليقات (0)