ملفات وتقارير

المغاربة خامس شعوب العالم "سعادة" ورقم 13 "تفاؤلا"

استطلاع عالمي يتعلق بنظرة الشعوب للمستقبل يُعد في نهاية كل عام - أرشيفية
استطلاع عالمي يتعلق بنظرة الشعوب للمستقبل يُعد في نهاية كل عام - أرشيفية
قبل ساعات قليلة من نهاية 2014 وحلول 2015، كشف معهد "جالوب وين" عن نتائج دراسة جديدة تفيد بأن الشعب المغربي، من أكثر شعوب العالم سعادة وتفاؤلا وثقة في المستقبل، في وقت أشار فيه التقرير ذاته إلى أن القارة الأفريقية تعد القارة الأكثر تفاؤلا بالمستقبل في العالم، في مقابل معاناة دول الشمال الغني، وخاصة قارة أوروبا، من انتشار مؤشرات التعاسة والتشاؤم من المستقبل.

وسجلت الدراسة، التي اطلع عليها موقع "عربي21"، حلول المغاربة في الرتبة الخامسة كأكثر الشعوب تفاؤلا والرتبة 13 كأكثر الشعوب سعادة من أصل 65 بلدا، من خلال البحث الذي شمل 64 ألف شخصا من 65 دولة من مختلف أنحاء العالم، احتل فيه المغاربة مراتب متقدمة كواحد من أكثر الشعوب سعادة وتفاؤلا بسنة 2015، بينما حلت دولة فيجي في الرتبة الأولى سواء كأكثر الشعوب سعادة وأيضا كأكثر الشعوب تفاؤلا بالمستقبل.

وأجريت الدراسة، الصادرة عن معهد "جالوب وين" الأربعاء، على عينة تتكون من ألف مواطن مغربي، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 عاما، عبر أغلبهم عن "تفاؤلهم" بمستقبلهم، كما أنهم أكدوا ثقتهم في الاقتصاد المغربي وإمكانية ازدهاره في السنة المقبلة، بينما توقعت نسبة ضئيلة لا تتجاوز 10 بالمائة أن تعاني البلاد من صعوبات اقتصادية خلال السنة المقبلة.

وبحسب الدراسة، فقد عبر 78 بالمائة من المغاربة المستجوبين عن شعورهم بالسعادة، بينما عبر 16 في المائة عن حيادهم، أي عدم شعورهم لا بالسعادة ولا بالبؤس، في حين لم تتجاوز نسبة الذين يشعرون بالتعاسة 5 بالمائة من بين مجموع المستجوبين.

وأشار البحث الذي أجري بمناسبة نهاية العام، إلى أن مؤشر السعادة في العالم يتجه إلى الارتفاع، ووجد المسح أن 70 بالمائة من المشاركين سعداء بحياتهم، أي بزيادة 10 بالمائة عن العام الماضي.

وجاءت فيجي في صدارة قائمة الدول الأكثر سعادة بنسبة 93 بالمائة، بينما حل العراق في المرتبة الأخيرة بنسبة 31 بالمائة، وجاءت نيجيريا في صدر الدول الإيجابية بشأن المستقبل. أما لبنان فكانت الأكثر تشاؤما.

وكشف البحث أن قارة أفريقيا هي أكثر المناطق سعادة، حيث تراوحت إجابات 83 بالمائة من المشاركين في المسح بين كونهم سعداء أو سعداء جدا في حياتهم، وجاءت دول غرب أوروبا في ذيل القائمة، إذ صنف 11 بالمئة من سكانها أنفسهم بأنهم غير سعداء أو غير سعداء بشكل كبير.

و أظهر البحث أن 53 بالمئة أعربوا عن تفاؤلهم بعام 2015 وأنه سيكون أفضل من 2014، وأشار إلى أن ثلاثة أرباع المشاركين من أفريقيا ثقة في تحسن الأوضاع في 2015 مقارنة بحوالي 26 بالمائة فقط كانوا هم من شاركوهم هذا الاعتقاد في غرب أوروبا.

وكان لافتا في هذه الدراسة أن بلدانا متقدمة كفرنسا وبلغاريا وهونغ كونغ واليونان، من بين الأكثر تشاؤما وتعاسة على سطح الأرض.

المثير والمفاجئ في هذه الدراسة أن أغلب الدول التي احتلت مراكز أولى كأكثر البلدان سعادة وتفاؤلا هي من البلدان السائرة في طريق النمو، بينما احتلت بلدان تصنف في خانة "الدول المتقدمة"، مراتب متأخرة، حيث حلت بلدان القارة الأفريقية عموما في المراتب الأولى كأكثر المناطق سعادة، في حين جاءت دول غرب أوروبا في ذيل الترتيب.

وبشكل عام فقد كشف البحث أن 70 بالمائة من المستجوبين في أنحاء العالم سعداء في حياتهم، أي بزيادة 10 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما علق عليه رئيس معهد "جالوب وين" جون مارك ليجي بالقول: "في الوقت الذي يصعب فيه التنبؤ بمآل الاقتصاد العالمي، كنا نعتقد أن مؤشر السعادة سينخفض، غير أنه في حقيقة الأمر يتجه نحو الارتفاع".

الدراسة الجديدة لمعهد "جالوب وين" التي رصدت مؤشر السعادة العالمي، أعقبت دراسة نشرها المعهد قبل ستة أشهر، تقيس مؤشـر الدول الأكثـر سلبية في العالم، وشملت الدراسة 138 دولة في مختلف أنحاء العالم خلال السنة المنقضية 2013، واعتمدت على اختبارات لقياس المشاعر السلبية مثل الغضب والاضطراب والضغط النفسي والقلق والحزن والإجھاد وغيرھا من المشاعر المأساويــة والسلبية التى يتعرّض لھا المواطنون في كلّ دولة من بين الدول التي شملها استطلاع معهد غالوب.

وكشفتِ الدراسة التي صدرت في حزيران/ يونيو الماضي عن العشر دول الأكثر تعاسةً وبؤسًا في العالم خلال 2013، تبين أن أربعًا من بين الدول العشر الأولى هي دول عربية حيث جاءت العراق التي تحصلت على 57 نقطة كأتعس دولة في العالم، تلتها إيران، ثم مصر التي جمعت 50 نقطة، فيما احتلت سوريا المركز الخامس ( 48 نقطة)، أما لبنان فكانت العاشرة في الترتيب العامّ.

واعتمدتِ الدراسةُ التي أعدّها معهد غالوب على استفتاء طرحه المعهد على مواطنين من 138 بلدًا في العالم خلال العام 2013 وعرض عليهم أسئلة تقيس مشاعرهم السلبية، واهتم كذلك بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إيران التي حلّت ثانية.

وتذيلت سوريا قائمة الدول "الأكثر سعادةً" بأقل معدل في تاريخ معهد غالوب بحسب التقرير. وكشفت النتائج أن مواطنًا واحدًا من بين ثلاثة سوريين يشعر بالسعادة، وما يشدّ الانتباه فعلًا أنّ أغلب الدول العشر الأولى في مؤشر السعادة ليست دولًا غنية؛ إذ إنّ تسعًا منها تنتمي إلى أمريكا الجنوبية، بينما نجد دولة أوروبية واحدة وهي الدانمارك.

وتربعت الباراغواي، وللعام الثالث على التوالي، في المركز الأول في مؤشر الدول الأكثر سعادة، تلتها بنما وغواتيمالا والإكوادور وكوستاريكا وكولمبيا وهوندراس وفنزويلا.
التعليقات (0)