مقالات مختارة

انتقاد أحد الضحايا "الإسرائيليين" الإبادة الجماعية

جيرين كينار
1300x600
1300x600
كتب جيرين كينار: "إن كان عليّ أن أكون صادقا فسأقول إنني لا أهتم لفلسطيني أو لـ"سرائيلي".. إنني أهتم بالعدالة. أهم المفاهيم التي أحملها في ذهني: فلسطين، "إسرائيل"، الفلسطينيون، "الإسرائيليون"... لا.. هذه المفاهيم لا تعنيني. ما يعنيني هو الإنسان بغض النظر عن أصله أو عرقه. لستُ مواليا لفلسطين ولا معارضا لـ"إسرائيل".. إنني موالٍ للعدالة ومعارض للظلم...".

هذه التصريحات ووجهات النّظر الحقّانية والمعقولة عندما أقول إنها من يهودي يعود إلى عائلة كانت تعيش في مخيم نازي مُظلِم، تكون ردّة الفعل هي الدّهشة وأحيانا تكون الشعور بالاستفزاز. 

لقد دفع ثمن ما قاله كثيراً عندما نظر إلى الفلسطينيين و"الإسرائيليين" بعين العدالة لا بعين الهُويّة.
عالم سياسي أمريكي يبدأ بالحديث عن قصّة "نورمان فينكيليستين" التي حدثت في مخيّم نازي؛ لقد كان والداه من القليلين الذين نجوا من ذلك المخيّم.. ولقد قال إنّ اليوم الذي خلّص فيه أمّه كان من أكثر الأيام رعبا في حياته.. عندما أنقذ أمه علم تماما أنّه خسر عائلته كاملة!.. بعد ذلك انتقل كل من والديْ "فينكيليستين" اللذين نجوا من مخيمات جُمع فيها الناس إلى مخيّم آخر أيضا، تجمع فيه النّاجون من المخيم السابق! 

لم يستطع "فينكيليستين" أن يبرر إبادة اليهود من أجل تشريع سياسات "إسرائيل" دوليّاً، وذلك ربما بسبب الألم العميق الذي عاشه. 

الحكاية -كما ذكرت في كتاب "صناعة هولوكست*" عام 2000 الذي يتحدث عن إبادة اليهود الجماعية- هي أن سياسة "إسرائيل" من أجل إنهاء ثورة الانتقادات قامت بتبرير هذا الفعل بادّعائها أنه كان هناك "استعمار".

 يوضّح "فينكيليستين" أنّ الإبادة الجماعية يُنظر إليها كذخيرة حربية أيدولوجية لصالح أيدولوجية دولة "إسرائيل". 

وكما تقول جميع المؤلّفات التي كتبت إثر الإبادة اليهودية، فإن حرب 1967 بين العرب و"إسرائيل" (الأيام الستّة) وقعت حتى تحصل "إسرائيل" على مشروعيتها دوليا.

ويقول أيضاً إنّه لن يقف صامتا أمام الـ"هولوكست"، ولن يكون ودودا أبدا في هذا الموضوع. ويُثبت أنّ هناك اختلاسات في صناديق التبرّع لبعض المنظمات اليهوديّة من أجل ضحايا الإبادة.

ومقابل كل ما قاله، فإنّه يدفع الثمن غاليا!.. يفقد عمله في الجامعة، ويعلن كمنكر للإبادة الجماعية من قبل رابطة "مكافحة التشهير".

لم يستسلم "فينكيليستين".. واستمرّ بالحديث والكتابة في موضوع سياسات "إسرائيل".

وآخر كتاب له يتحدّث عن سياسات "إسرائيل" في غزّة. وقد ذُكر في أحد الكتب: "لقد تقدّمنا هذه المرّة كثيرا!.. حقيقة احتلال غزة ونتائجها". 

في كتابه الأخير يذكر "فينكيليستين" أنّ سياسات "إسرائيل" في غزة لم تكن منطقية، ويشرح الأسباب المخفيّة وراء العنف الذي حصل.

(ترجمة وتحرير "تركيا بوست")

 *هولوكوست: مصطلح استخدم لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النّازية وبعض من حلفائها؛ لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود.
التعليقات (0)