كتاب عربي 21

حزب الله ما بعد عملية القنيطرة.. صمت وهدوء وتوقعات مستقبلية إيجابية

قاسم قصير
1300x600
1300x600
رغم الخطورة الكبيرة لعملية القنيطرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد كوادر وضباط من حزب الله والحرس الثوري الإيراني وادت لاستشهاد ستة من كوادر الحزب بينهم المسؤول العسكري الكبير محمد عيسى (أبو عيسى) وجهاد مغنية نجل الحاج عماد مغنية ومساعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني العميد محمد دادي، فقد حرص حزب الله على اعتماد سياسة الصمت في التعليق على العملية، واكتفت قيادة الحزب بالإعلان عن استشهاد المجاهدين وذكر أسمائهم وتشييعهم في مواكب مهيبة في الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب اللبناني.

وفيما كان المحللون والمراقبون وكل الجهات السياسية والدبلوماسية والإعلامية في لبنان والكيان الصهيوني ودول المنطقة يتحدثون عن كيفية رد حزب الله والمقاومة الإسلامية وتوقيت الرد ومكانه وانعكاسات العملية على الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة، كانت قيادة حزب الله تتقبل التعازي بالشهداء وتشارك في مراسم التشييع، فيما بقي أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بعيدا عن الأعلام والأضواء بانتظار ذكرى أسبوع الشهداء، حيث من المتوقع أن يحدد مواقف الحزب من التطورات الجارية وكيفية الرد.

مصادر مطلعة على أجواء قيادة حزب الله أوضحت ل"موقع عربي 21" أن القيادة تدرس أبعاد العملية ودلالاتها وكل التفاصيل المتعلقة بها من أجل تحديد الموقف النهائي وكيفية الرد على هذا العدوان الخطير الذي لم يستهدف حزب الله فقط لكن كل قوى المقاومة في المنطقة.

وتضيف المصادر: أنه رغم الخسارة الكبرة التي حصلت من جراء العملية نظرا لعدد الشهداء ومكانتهم العسكرية والمعنوية فإن قيادة الحزب بدأت تنظر إلى الانعكاسات والتوقعات الإيجابية لهذه العملية على صعيد دور وموقع قوى المقاومة أو الصراع مع العدو الصهيوني أو على كل الأوضاع في المنطقة.

فحسب المصادر: فإن هذه العملية أعطت وستعطي زخما كبيرا لدور المقاومة في المرحلة المقبلة، كما تركت انعكاسات إيجابية على العلاقة بين كل قوى المقاومة، ولا سيما بين حزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية ومنهم حركة حماس التي شارك مسؤولوها في لبنان في تشييع الشهداء وتقبل العزاء إلى جانب قيادة الحزب.

وترفض المصادر الإجابة على الأسئلة التقليدية التي يطرحها الكثيرون اليوم حول توقيت الرد وتحديد مكانه وزمانه وتؤكد أن كل هذه التفاصيل هي برسم قيادة المقاومة السياسية والميدانية، وليس هناك تسرع في اتخاذ أي قرار لأن المعركة مع العدو الصهيوني مستمرة، وهي تشمل كل الجبهات، ولا تقتصر على الجبهة اللبنانية، وقد سبق للمقاومة الإسلامية أن ردت على عمليات القصف التي استهدفت مواقعها على الحدود اللبنانية – السورية، ومن ثم على عملية زرع جهاز تنصت وعبوة ناسفة في إحدى المناطق الجنوبية، ما أدى لاستشهاد أحد كوادر المقاومة، فقامت المقاومة بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها في منطقة مزارع شبعا وعلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية، ما أدى لمقتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة، وتم تبني هذه العمليات بوضوح وصراحة، واليوم لن تسكت المقاومة على هذا العدوان الجديد، وسترد في التوقيت والزمان والمكان المناسب.

وتؤكد المصادر المطلعة على أجواء قيادة الحزب أن حزب الله والمقاومة الإسلامية تنظران بثقة واطمئنان للمستقبل، وأن التطورات الجارية في لبنان والمنطقة هي لصالح قوى المقاومة، وأن العلاقات بين هذه القوى ستتعزز وتقوى في المرحلة المقبلة، وخصوصا بين حزب الله وحركة حماس وإيران، وأن التباينات التي كانت قائمة يتم معالجتها بهدوء، وأن العدوان الصهيوني الجديد أدى وسيؤدي إلى وضوح صورة الصراع في المنطقة، وأن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من الإيجابيات؛ لأن دماء الشهداء تزهر نصرا وقوة كما حصل في كل مسيرة المقاومة منذ انطلاقتها.
التعليقات (0)