ملفات وتقارير

كتاب 30 يونيو يهاجمون السيسي ويبرئون الإخوان

القمع الأمني الكبير أدى إلى انتقاد السيسي من قبل كتاب دعموا الانقلاب - أرشيفية
القمع الأمني الكبير أدى إلى انتقاد السيسي من قبل كتاب دعموا الانقلاب - أرشيفية
تحول مثير تشهده الصحف المصرية في الوقت الحالي؛ إذ توجه عدد من الكتاب الصحفيين المؤيدين لـ30 يونيو 2013 بسهام نقدهم اللاذع إلى عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي انبرى فيه عدد منهم في الدفاع عن الإخوان المسلمين، محذرين من إلصاق المسؤولية عن مذبحة الألتراس، وأي فشل حكومي بهم، بل أكد بعضهم أن عودة الإخوان إلى الحكم غير مستبعدة إذا استمر إخفاق نظام السيسي في تلبية احتياجات الجماهير.
 
وفي البداية، فاجأ الكاتب الصحفي أنور الهواري (الداعم للانقلاب) الرأي العام في مصر بمقاله بجريدة "المصري اليوم" الخميس تحت عنوان ذي مغزى يقول: "هل هذا هو القائد المنتظر؟!
 
وقال الهواري فيه: "بعد اختيار القائد الجديد، (يقصد السيسي) ظهرت العشوائية، والارتجالية، والتسرع في كل شيء، من تشكيل حكومة السابعة صباحا، إلى صندوق تحيا مصر، إلى المشروعات العملاقة، في كل يوم لنا زفة، ثم تخبو الزفة، ثم تسكت الزفة، ثم نكتشف أننا ننتقل من خواء قديم إلى خواء جديد، زفاف لإعلان المشروعات، زفاف لتشكيل اللجان الاستشارية، زفاف لتعيين مستشاري الأمن، والأمن القومي".
 
وأضاف: "فور انتخاب القائد الجديد، قال: "ما فيش وقت، أنا مش حستنّا البرلمان، عاوزين نشتغل".. فهمتُ إلى أين نحن ذاهبون، وبالفعل: بدأت الأصوات إياها ترمى بالونة تأجيل البرلمان، والقائد ملتزم الصمت الجميل، وذهبنا نتمطوح في الضلال المبين حتى وصلنا إلى هذا الحال الذى لا يسر عدوا ولا حبيبا، فلا نعرف كيف سيتشكل البرلمان، ولا نعرف كيف سندير البرلمان، ولا نعرف كيف سيكون شكل العلاقة بين القائد، والبرلمان؟".
 
واختتم الهواري مقاله بسخرية لاذعة قائلا: "مُبارك نقل السلطة إلى طنطاوي في 11 فبراير 2011م.. ثم طنطاوي -بذكاء يُحسد عليه- نقلها إلى الإخوان في 24 يونيو 2012م، والسؤالُ الآن: هل ينقلها القائد الجديد إلى قائمة "في حب مصر"؟!
 
يُذكر أن هذه "في حب مصر" قائمة انتخابية موحدة، تضم عددا من الأحزاب والشخصيات العامة والممالئين لنظام السيسي، وتقف وراءها المخابرات المصرية، وتحاول أن تدمج في داخلها أكبر عدد من التحالفات الحزبية والقوى السياسية الموجودة على الساحة، من أجل أن تكون ظهيرا للسيسي في البرلمان المقبل.
 
المسمار الأول في نعش نظام الحكم
 
وتحت عنوان: "الرئيس والمواطن" كتب أشرف البربري بصحيفة "الشروق" الخميس قائلا: "أخشى أن يكون رد فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي على كارثة استاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 19 شابا على الأقل، ترجمة لرؤية رئاسية جديدة لقيمة حياة المواطن العادي الذى لا يرتدي "البدلة الميري" حتى لو كانت حياة هذا المواطن قد انتهت على أعتاب منشأة سيادية، وتحت سمع وبصر، وربما بمساهمة من جانب جهاز سيادي آخر".
 
وخاطب البربري السيسي بقوله: "عفوا سيادة الرئيس، الأمر كان، وما زال، يستحق أكثر من البيان (الرئاسي الذي نعى الضحايا)؛ لأن هؤلاء الضحايا سقطوا، وهم في عهدة دولتكم، ونتيجة لفشلها في القيام بمسئولياتها بالحد الأدنى من الكفاءة. وإذا كنا ننتفض جميعا عندما تنال يد الإرهاب والغدر بعضا من أبناء الوطن في الجيش والشرطة، فيجب ألا يكون رد الفعل عندما يفقد مصريون آخرون أرواحهم نتيجة تقصير من السلطة أو تغول منها أقل قوة حسما.
 
وخلص البربري إلى القول: "إن ترك مذبحة الدفاع الجوي تمر مرور الكرام، ربما يكون المسمار الأول في نعش نظام حكمٍ ما زال لدى الكثيرين منا أمل في نجاحه للعبور بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار الحقيقي. فنظام الحكم الذى لا يهتز عندما يموت 20 شابا لمجرد رغبتهم في مشاهدة مباراة كرة قدم تحميها الداخلية، ويستضيفها "الجيش" يقامر بشرعيته التي يستمدها من التزامه بحماية أرواح المواطنين قبل أي شيء آخر"، على حد قوله.
 
عيب أن نتهم المشجعين بأنهم إخوان
 
وساخرا من إلصاق الاتهامات جزافا بالإخوان، كتب حسام السكري بجريدة "الشروق"ـ متسائلا: ما هي المبالغة التي يمكن أن يأتي بها أكبر الساخرين، عندما ينتشر خبر عنوانه: تم القبض على مجموعة من الألتراس لمعرفة من قتلهم؟ وأي سخرية يمكنك أن تتجاوز بها واقعاً يدين قتيلا باعتباره قاتله؟".
 
وتابع: "إلى أي حد يمكن الثقة في جدية متحدث، يقول إنه لا يستبعد أن يكون رجال جماعة الإخوان المسلمين تنكروا في زي رجال الشرطة، وقتلوا الشباب من أجل الوقيعة بين الداخلية وبين الوايت نايتس؟".
 
وبعنوان: "أدخلوهم لا تقتلوهم"، قالت جريدة "المصري اليوم" بتوقيع "نيوتن": "ما يُندِى الجبين محاولة إلصاق التهمة (قتل جماهير الزمالك) للمحتجزين في السجون.

وأضافت الصحيفة: عيب وعار أن نختبئ وراءهم. أو نتهم مجموعة من المشجعين بأنهم من الإخوان. موضوع الإخوان له جبهاته. في سيناء وفى التفجيرات. هل يمكن أن ننسب إليهم أنهم سبب الاختناق المرورى- أو العاصفة الرملية. كل شيء له حدود. ولكن الندالة مذاهب، وفق الصحيفة.
 
سحب من الشرعية.. وإعادة للإخوان
 
وبعنوان "حديث المذبحة" قال عبد الله السناوي في جريدة "الشروق": "بصراحة كاملة يصعب الآن أن يستبعد أحد احتمال عودة الجماعة للسلطة مرة أخرى، لا لاستحقاق تمتلكه، بل لأخطاء قاتلة تكاد تصيب الرأي العام بالإحباط الكامل"، على حد تعبيره.
 
واستطرد: "من غير المعقول أو المقبول أن ترتفع في كل أزمة أصوات تزعق وتصرخ وتنسب أسبابها إلى الجماعة (يقصد "الإخوان المسلمين") كأنها قوة كونية لا قبل لأحد بمؤامراتها، وتتوسع في سبابها، لتنال من كل من له قيمة في هذا البلد، وكل ما له معنى في ثورتي يناير ويونيو".
 
وتابع السناوي (المعروف بأنه أحد الأذرع الإعلامية للسيسي): "بعض الدعايات شبه البدائية المدعومة أمنيا التي وصلت إلى حد الشماتة في ضحايا "الوايت نايتس"، تسحب من رصيد الشرعية، وتمهد للإرهاب أن يتوحش، وللجماعة أن تأمل في عودة جديدة للسلطة".
 
إلقاء التهمة على الإخوان
 
وفي مقاله بعنوان: "وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ"، قال محمود خليل في جريدة "الوطن": الآن يبحث المحرضون عن أي دليل ينفى شبهة المشاركة في إراقة هذه الدماء، مرة بإلقاء تهمة المذبحة على الإخوان، أو على حركة 6 أبريل، أو الإهمال، أو التدافع، أو التذاكر.. "الأوأوات" كثيرة.. حسنا، علقوا الطوق في رقبة أي قط تشاؤون، لكن عليكم الالتفات إلى أنكم تخربون وتدمرون، لأن الدم بيجيب "دم"، مثله مثل "الفلوس"!
 
وأضاف: "الدم لعنة. من الصعوبة بمكان أن تتمكن أمة من قهر شبابها، لكن الشباب قادر على قهر الجميع، وأخشى أن يسوقه فقد الثقة في وجود العدل داخل هذا المجتمع، بناء على خبرته بالواقع خلال السنوات الأربع الماضية، إلى اكتساح "هيبة" الجميع".
التعليقات (1)
عبده
الخميس، 12-02-2015 10:00 م
الحق هيرجع لصحبه