صحافة دولية

ديلي بيست: لماذا تركت بريطانيا الجهادي جون طليقا؟

ديلي بيست: المخابرات البريطانية كانت تراقب الجهادي جون منذ خمسة أعوام - أرشيفية
ديلي بيست: المخابرات البريطانية كانت تراقب الجهادي جون منذ خمسة أعوام - أرشيفية
تساءل الكاتب نيكو هاينز من موقع "ديلي بيست"، عن سبب ترك بريطانيا للجهادي جون، القاتل الذي ظهر في فيديوهات تنظيم الدولة، يمضي حرا، مشيرا إلى أنه قد تبين أن وكالة الأمن الداخلي "إم آي فايف" كانت تراقبه، واعتقل عندما كان في طريقه إلى أفريقيا.

ويذكر التقرير أنه بعد شهور من التكهنات، التي أحيطت بهوية اللندني الذي ظهر في أشرطة ذبح الرهائن الأجانب منذ آب/أغسطس، أعلن في بريطانيا عن تحديد هوية القاتل، واسمه محمد موازي. وكشف عن أن المخابرات البريطانية كانت تراقبه منذ خمسة أعوام، كما أن صلاته بالحركات المتطرفة معروفة للسلطات البريطانية. 

وبحسب الكاتب، فقد تخرج موازي من الجامعة، وحصل على شهادة في علم الحاسوب، وله علاقة بشبكة الإرهاب، ومنها حركة الشباب الإسلامي في الصومال، حيث كشف عن هذه العلاقات في أثناء التحقيق معه عام 2010. وتعرض عدد من زملائه لأوامر حجز ورقابة إلكترونية، ولكنه نجا من أي مراقبة دقيقة.

ويشير الكاتب إلى أنه، بحسب المعلومات المتوفرة عن موازي، قد نشأ في شقة تابعة للمجلس المحلي في شمال غرب لندن، وهو واحد من ستة أبناء. وتقول منظمة "كيج"، التي تهتم بأمر السجناء الذين اعتقلوا بشبهة الإرهاب، إن موازي يبلغ من العمر 26 عاما، وانتقل مع عائلته من الكويت، وأنهى دراسته الجامعية في جامعة "ويستمنستر". ويقال إن "عائلته أصيبت بصدمة كبيرة" عند استماعها للأخبار.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت الخميس أن موازي هو الشخص الذي ذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي في آب/ أغسطس العام الماضي. وبعد شهر من القتل، قال مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" إنه تعرف على هوية القاتل، لكن القتل لم يتوقف.

ويقول هاينز إن واشنطن ولندن يبدو أنهما حصلتا على معلومات خاطئة نشرت على موقع "كيج"، الذي يديره عاصم قريشي، وقد صور الموقع موازي على أنه "رجل طيب"، وضحية لتحرش المخابرات البريطانية، ما يعني أن تحوله للتشدد كان نتاجا لهذه المعاملة. وأكد مسؤولون أمريكيون اليوم لوكالة أنباء "رويترز" أن الجهادي جون هو في الحقيقة محمد موازي.

ويستدرك التقرير بأن مصادر بريطانية ظلت مرتبكة، حيث نقل "ديلي بيست" عن مسؤول قوله إن المسألة أعقد مما تبدو. وتحدث ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، معبرا عن إحباط الحكومة بسبب الكشف عن هوية موازي. وقال: "يشعر رئيس الوزراء بالقلق من الكشف عن هوية (الجهادي جون)، ومعرفة الرأي العام به، في وقت قد يؤثر على التحقيق الذي تقوم به الشرطة، وبالتأكيد تعريض حياة المواطنين للخطر". 

ويبين الكاتب أنه في الوقت الذي ارتبك فيه المسؤولون البريطانيون، دعت منظمة "كيج" إلى مؤتمر صحافي، وشجبت فيه الاعتقالات التعسفية التي قامت بها القوات الأمنية الغربية لرجل دفع لارتكاب أسوأ الأفعال الإرهابية التي صورت أمام الكاميرا.

ويفيد الموقع بأن منظمة "كيج" كانت تشير إلى التحرش الذي تعرض له موازي عام 2009، عندما سافر إلى تنزانيا، وقال إن السبب الوحيد الذي دفعه إلى زيارة شرق أفريقيا هو الاستمتاع بتجربة السفاري. 

ويوضح التقرير أن مسؤولي الأمن اعتقدوا غير ذلك، حيث تم وقف موازي ورفيقيه عندما وصلا العاصمة التنزانية دار السلام، ووضعا على طائرة متجهة نحو مطار سيخبول في هولندا، حيث تم التحقيق معهم من مسؤولين من "إم آي فايف". 

ويورد الموقع أنه في رسالة إلكترونية لـ "كيج" قال موازي إن أحد المحققين استفزه، ويقول: "قال لي إنهم يراقبونني، وظل يهددنني"، وقال له: "ستواجه الكثير من المصاعب، وستعرف هويتك، وستلاحق، وستصبح الحياة صعبة". 

وقدمت منظمة كيج القصة إلى صحيفة "إندبندنت" عام 2010، حيث تم وصف التحقيق مع موازي، الذي استخدم اسم "محمد بن معظم"، بالتعسفي. ومع ذلك فالوثائق التي كشفت عنها هيئة الإذاعة البريطانية تظهر أن موازي كان جزءا من شبكة تقوم بجمع التبرعات والأموال وإرسالها إلى حركة الشباب في الصومال، بحسب الموقع.

ويذكر الموقع أن من بين زملاء موازي شخصا اسمه بلال البيجاوي، المولود في لبنان، الذي تسلم مناصب عليا في تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، وقتل لاحقا في ضواحي مقديشو، عندما استهدف بطائرة دون طيار في عام 2012.

ويشير التقرير إلى أن سجينا سابقا لدى تنظيم الدولة أخبر صحيفة "واشنطن بوست" أن الجهادي جون كان مهووسا بالصومال، وعرض أفلام فيديو تصور حركة الشباب على الرهائن.

وقال قريشي إن عائلة موازي تشعر بالصدمة للكشف عن هوية ابنها. وأخبر والده "كيج" أن عائلته أبلغت الشرطة عن اختفائه عام 2012، وافترضت أنه في سوريا. 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول قريشي: "هم في حالة شديدة من الصدمة، ولم تكن لديهم أي فكرة عن أن ابنهم هو الجهادي جون"، و"حتى الآن، فهم في حالة إنكار، وفي النهاية، آمل أن نكون قد أخطأنا في تحديد هويته".
التعليقات (0)