ملفات وتقارير

تحركات السفير الأمريكي بنواكشوط تثير جدلا واسعا

أطراف سياسية حذرت من أن تحركات السفير تمس الأمن القومي لموريتانيا ـ فيسبوك
أطراف سياسية حذرت من أن تحركات السفير تمس الأمن القومي لموريتانيا ـ فيسبوك
أثارت التحركات الأخيرة للسفير الأمريكي في نواكشوط، لاري آندري، جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية والإعلامية الموريتانية، ووصفها البعض بـ"المريبة"، فيما أكد آخرون أنها تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد، وانتهاكاً لسيادتها.

ومنذ أسابيع  تنشر الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية بنواكشوط، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صوراً للسفير لاري آندري، وهو يتجول في أسواق العاصمة الشعبية ويعقد جلسات خاصة في بيوت بالأحياء الشعبية، مع مواطنين لا يحملون أي صفة رسمية، كما يحضر حفلات الأعراس الشعبية.

في مطاعم فقيرة

ومن بين الصور التي أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، صور للسفير أندري وهو يأكل الطعام في مطعم غير نظيف، بحي فقير، دون أي حراسة، ويتبادل أطراف الحديث مع المواطنين العاديين، مما دفع سياسيين ومدونين وإعلاميين للنظر إلى تلك التصرفات بكثير من الريبة.

وتضمنت صور الألبوم أعلى صفحة السفارة الأمريكية على "فيسبوك" التي يتابعها أكثر من 16 ألف شخص، صور  للسفير، وهو يتحدث ببساطة مع مواطن موريتانيي التقاه بالصدفة داخل المطعم الشعبي بالحي الفقير.

وتساءل عدد من السياسيين والنشطاء، عن السر والهدف من نشر هذه الصورة، التي وصفوها بـ"اللغز"، وطرح عدد من المدونين والمغردين ووسائل إعلام موريتانية علامات استفهام كثيرة حول صور السفير.


نقاش العبودية على مائدة السفير 

وفي سياق التحركات، جمع السفير الأمريكي على مائدته بمقر السفارة في نواكشوط، عدداً من الحقوقيين والنشطاء، للنقاش معهم حول ملف العبودية الذي بات يؤرق نواكشوط في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع تبني شخصيات ومنظمات وهيئات دولية هذا الملف.

وتعهد الدبلوماسي الأمريكي للنشطاء الحقوقيين، دعم مسيرتهم في مجال الدفاع عن الأرقاء بموريتانيا، معتبراً أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كلفه بمتابعة ملف العبودية في موريتانيا والسعي لإيجاد الحلول له.

ثم قام السفير بدعوة عدد من رؤساء الأحزاب السياسية إلى مائدة مشابهة لنقاش إشكالية ملف العبودية.

انتهاك السيادة الوطنية 

وعدّت أحزاب وهيئات موريتانية، استخدام مقر السفارة الأمريكية لنقاش موضوع من أهم المواضيع الداخلية، أمراً يمس الوحدة الوطنية وانتهاكاً للسيادة الوطنية.

وقال حزب الصواب إن "تصرفات السفير الأمريكي تجاوزت بكثير الحدود القصوى المسموح بها، لرؤساء البعثات الدبلوماسية المتعارف عليها في العالم". 

وأضاف الحزب في بيان له أن "السفير الأمريكي أصبح يُقحم نفسه في ملف الوحدة الوطنية في جانبه المتعلق بالرق، وجعل من نفسه جهة تمتلك حق تحديد أطراف وطنية معنية بنقاش وتدارس هذا الملف".


اختيار أطراف معينة

أما رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) محمد جميل ولد منصور، فقد علق في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على تحركات الدبلوماسي الأمريكي بالقول: "تحركات السفير الأمريكي مثيرة ومستفزة، الموريتانيون يستطيعون مناقشة قضاياهم وإشكالاتهم بعيداً عن أي تدخل من هذا النوع".

أمن البلاد القومي في خطر 

ودشن السفير الأمريكي مساء، الخميس، زيارة لعدد من القرى الموريتانية، في الوقت الذي يستمر الجدال بين النخب السياسية بشأن تحركاته، وطبيعة اللقاءات التي يعقدها من حين لآخر، فضلاً عن تواصله المباشر مع الأوساط الشعبية بشكل مكثف وملحوظ.

وقالت مصادر أمنية لـ"عربي21" إن زيارة السفير الأمريكي التي دشنها أمس، لم تتم بالتنسيق مع الجهات الرسمية، مضيفاً أن السلطات المحلية بالقرى التي بدأ السفير زيارته لها، لم تكن على علم بهذه الزيارة، ولم يحدث أي تنسيق معها، وهو ما يرى الإعلامي شخنا ولد سيديا أنه دليل جديد على غموض تحركات السفير الأمريكي وضبابيتها.

موضوع مستفز للغاية


وقال ولد سيديا لـ"عربي21" إن الموضوع بات مستفزاً للغاية، وحذر من أن السماح لدبلوماسي غربي بالتحرك وفق هواه بهذا الأسلوب، قد يعرض أمن البلاد القومي للخطر.

وقد حاولت صحيفة "عربي21" الحصول على تعليق من الخارجية الموريتانية على تحركات السفير الأمريكي التي وصفت بالمريبة، لكن تعذر الحصول على أي تعليق من الوزارة حول هذا الموضوع.
التعليقات (0)