مقالات مختارة

عندما يتصرف أوباما مثل أردوغان!

محمد بارلاس
1300x600
1300x600
كتب محمد بارلاس: توجد في حياتنا بعض الأحداث التي نواجهها بصدمة، في حين أن بعضها الآخر نشاهده ونحن نقول "وأخيرًا أصبح التصرّف راشدًا!". ومن الأمثلة التي تدل على رشد العقل، تصرف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "باراك أوباما" على خطى "أردوغان" في لقائه الأخير قبل أيام مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القصر الأبيض، حيث إن أوباما أكد أن الأزمة السورية لن تنتهي قبل أن يرحل بشار الأسد عن رأس الحكم. وأكد في تصريح مُلئ بعبارات القلق أن الولايات المتحدة سوف تستمر في دعمها للمعارضة المعتدلة في سوريا حتى تحقيق أهدافها.

مثل أردوغان!

وهنا يجب علينا أن نتساءل: ألم تكن هذه التصريحات مشابهة تماماً لما صرح به "أردوغان" منذ أول يوم بدأ فيه الأسد باستهداف شعبه بالقذائف والصواريخ؟

لا بأس. والآن نتساءل ما هي الأحداث التي نقابلها بصدمة؟ ألا يثير استغرابكم رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، "كليجدار أوغلو" عندما يتصرف مثل الأسد أو مثل "الجماعة"؟ ربما لا تثير استغرابكم بقدر ما تجعلكم تصرفاته وتصريحاته تبتسمون وأنتم تستمعون إليه عندما قال: "في حال أصبحت رئيساً للحكومة... أتوجه بخطابي لـ77 مليون مواطن تركي في بلدي... أعدكم بأنه لن تراق الدماء في الشرق الأوسط في فترة حكمي. ستشهد المنطقة استقراراً وأماناً... سوف نعيد بناء سوريا والعراق من جديد... سوف نبني جسور الأمل والسلام من جديد بيننا وبين إخوتنا. ولن نقع في فخ الخلافات مع مصر، سنصبح أصداقاء مرة أخرى...". وبعد كل هذه العبارات يقول: "عندما نصبح في السلطة، سنكون نقطة وصل بين مصطفى صاري غل وخيري إينونو".

أسلوب غير لائق!


من ناحية أخرى: ماذا تقولون بحق رئيس حزب "الحركة القومية"، "دولت بهتشلي" عندما توجه بتصريحاته إلى الجنرال "أوزيل" رئيس هيئة الأركان؟ وماذا تقول يا "أوزيل باشا" بحق "سليمان شاه"؟ وطالما أن "سليمان شاه" هو جزء من الوطن، فبأي حق تنازلتم عنه؟ ومن سألتم في ذلك؟ كيف ستشرحون ذلك للتاريخ؟ ما هو الوطن بالنسبة لك؟ هل هربت من المدرسة عندما كانوا يشرحون معنى الوطن في درس التربية الوطنية؟.

مختلفون بحق!

كان المرحوم "توران غونيش" يردد هذا القول دائماً: "نحن السياسيون مختلفون عن باقي البشر... حتى إفرازات أجسامنا مختلفة!". واليوم أصبحت أكثر إيماناً بمقولة الراحل "توران غونيش"، خاصة بعد استماعي لتصريحات بعض السياسيين؛ إذ إننا نرى كيف يتحول الإنسان المحترم في حياته اليومية إلى شخص سياسي بعيد كل البعد عن الأدب والاحترام (!) حتى أصبحت لا أستغرب من تصريحات مثل هؤلاء السياسيين.

لا بد أن نتوخى الحذر أثناء تعاملنا مع هؤلاء السياسيين واستماعنا لهم، حيث إنهم يلقون تصريحات في غير مكانها، ويعبرون عما بداخلهم بأبشع الألفاظ المليئة بالغضب.


(عن صحيفة "صباح" التركية- ترجمة وتحرير: تركيا بوست)
0
التعليقات (0)