مقالات مختارة

ممنوع رفض التخريب الإيراني؟

عبد الوهاب بدرخان
1300x600
1300x600
استنكر "حزب الله" مواقف سياسية لتيار "14 آذار" انتقدت الحديث عن "الامبراطورية الفارسية"، ولو انبرى أحد قادته للاحتجاج على تصريحات مستشار الرئيس الايراني لكان حُسب لـ "الحزب" أنه هو الآخر لا يتقبّل شطحات طهران، التي تكاثرت ولم يعد يمضي يوم من دون أن نسمع تصريحات مجانية لمسؤولين سياسيين أو عسكريين، متحدّثين عن "أمجاد" و"مغامرات" ايرانية لم تبلغ ذروتها بعد.

ما لبث "حزب الله" أن انتقل من الاستياء والغضب الى التلويح بوقف الحوار مع "تيار المستقبل"، فضلاً عن تهديد أشخاص، ما أوجب العمل لإنقاذ ذلك الحوار. ثم تذرّع بهذه الواقعة ليُسقط -موقتاً- البحث في انتخاب رئيس للجمهورية. والواقع أن أحداً لا يتصوّر أن "الحزب"، سواء أرجأ هذا البند الحواري أم استعاده سريعاً، مستعد لأن يجد تسوية مع "المستقبل" بشأن الرئاسة. وهو يعرف أن مرشحه الوحيد قد يكون أفضل المرشحين وأقواهم، لكنه، ببساطة، "مرشح حزب الله" وحامل أخطائه وأوزاره وتراث احتقاره للدولة.

المرحلة المقبلة بالغة الدقّة بالنسبة الى ايران ومشروعها وميليشياتها المتشابهة هنا وهناك. فهي تريد إظهار أن البلدان العربية التي اخترقتها -وخرّبتها- بشكل أو بآخر ليست موافقة على النفوذ الايراني فحسب بل متمتعة به (كما هي حال بعض العراق) وممتنّة له (إسوة بالنظام السوري). فالمجتمع الدولي لن يقتنع أو يعترف بـ "نفوذ" يثير الحروب الأهلية (كما في اليمن) أينما حلّ ويستولد الارهاب ليتذرّع به ثم يدّعي أنه انما يتدخل لمحاربته هنا وهناك.

وفي لبنان كان الهدف من الاغتيالات أن لا يكون هناك مشروع آخر في البلد إلا ما يطرحه ويفرضه وكيل الوصاية السورية سابقاً، وكيل الوصاية الايرانية حالياً. لذلك يمكن توقّع أن أي نقد لإيران، وهي في سياق صعودها لاستكمال أرجاء "الامبراطورية"، لن يكون مقبولاً من جانب "حزب الله" وسيستغلّه للتهجّم على دول اقليمية، كالسعودية مثلاً، اعتقاداً منه بأن اللبنانيين لا ينتقدون ارتكابات ايران وأتباعها في بلادهم إلا إرضاءً لهذه الدولة أو تلك.

لو كان لإيران دور ايجابي في لبنان لما استطاع أحد حجبه أو انكاره. أما أن تستخدم بلداً وشعبه ودولته واستقراره واقتصاده وحتى "مقاومته" خدمةً لفكرة توسعية هدّامة لا قيمة لها خارج المذهبية الضيّقة، فلا بد أن تتوقع ما هو أكثر من مجرد نقد سياسي. ورغم أن "حزب الله" وحلفاءه يعرفون أن "14 آذار" ليس تياراً ولا حزباً ولا ذكرى ولا أشخاصاً، ولا ميليشيا مسلحة بطبيعة الحال، فإنهم يخشونه لأنه أهم من كل ذلك، لأنه فكرة خارجة عن طوعهم، فكرةٌ تمثّل لكثيرين رؤيتهم لوطنهم ولمجتمعهم المتعايش وخروجاً من حرب أهلية لا يريد الآخرون مغادرتها مخافة أن ينكشفوا أو يلغوا أنفسهم.



(نقلا عن صحيفة النهار اللبنانية)
التعليقات (1)
tamer . tamer
الأربعاء، 25-03-2015 01:21 م
ايران المعضلة والتى لم يخرج علينا احد من النخبة المثقفة والحاكمة كيف نتعامل معها. فكان السادات مع علاقة مع الشاة والذى هو كان متزوج من عاءلة محمد على فى مصر دون النظر الى خلفبتة الدينية وكان منة مؤاذرة بترول اثناء الحرب مع الرغم من انة من عملاء امريكا . ثم كانت الثورة الشيعية واستقبال السادات لة والموت والدفن فى مصر وكاءن هذا كان زريعة لما بعد . وجاء مبارك وتاجر هو الاخر بلمتصوفة والذين هم فى باطن امرهم لا علاقة لهم بلشيعة فى ايران . لانهم ينتمون الى اهل السنة الا انهم تعرضوا كغيرهم من الشعب الى حملات النشويه والتجهيل وفرض ظرف معيشية صعبة على الشعب مع ان هؤلاء الذين يتاجرون بة يتلصصون ثروتة. ثم كانت الثورة واصبحت الجماعة السنية المحظور العمل عليها فى السياسة متاحة الان وبعد سنين من السجون فاذا بنا نرى مرشد عام جماعة الاخوان المسلمين ومعة الشيخ القرضاوى يجلسون مع على خامنءى مرشد عام الثورة الايرانية . مما اثار مخاوف وشكوك فى نفسى كيف هذا ان يتقابل الذين يقولون طوال الوقت ان الشيعة قتلة اهل البيت فهم لم يضيفوا جديد فنحن نعرف ذلك بلتوارث . ثم كان من صعود الاخوان الى كرسى الحكم واذا بنا نرى مرشد عام الجماعة د بديع . يخرج علينا طاقيا ابيضا مرة واسودا مرة فى درس الوعظ الاسبوعى . فاما الطاقية البيضاء هى لاهل السنة والسمراء هى للشيعة هذا عند المتصوفة .والذين كان رفقاءى من الاخوان يصفوننى بلصوفى. ثم جاء د مرسى الى سدة الحكم فراينا هجوما على من يصفهم بسبابى اهل البيت ثم مع احتدام الازمة السياسية يستعين بهم للتعاون على القضاء على خصومة من الشعب اتفقنا ام اختلفنا. ثم راينا السلفية تهاجمة ان ذاك . والان من الانصار . بعد كل هذة الاحداث واقتناعى الشخصى كا صوفى ان الشيعة هم لابناء اليهود وما يفعلة نصر اللة لا ياخذ عينى سوى انة هالك كمن قبلة وحتى فى عز ما كان من حرب بينة وبين اسراءيل كنت ادرك انها خلاف على عجل وسوف يسوى واستدل بما قالة الخاءن مبارك انذاك بان لا منتصر ولا منهزم لانة فى داخل اللعبة ويعلم مداها. واخيرا اقول ان جميع الاقنعة قد سقطت وعلى الشباب اولا ان يدرك ان مستقبل البلاد فى خطر ولابد من نبذ الخلاف واخيرا انصح د ايمن نور بترك لبنان لان مصيرة بين يدى موطورة ملطخة بدماء اهل السنة فى سوريا والتاريخ حاضر غاءب .