قضايا وآراء

وداعا للنحافة.. وداعا شيماء

محمد الأحمر
1300x600
1300x600
دعوة إلى كل سيدة مصرية، إذا ما أردتي أن تبقي على قيد الحياة، وكنت من هواة التظاهر والاعتصام،  فعليكِ أن تهتمي جيدا بنظامك الغذائي، وتبتعدي عن ترهات إعلانات الرشاقة وتخفيف الوزن، والعمل على زيادة وزنك قدر الإمكان، للوقاية من خرطوش الداخلية.            

بهذه الطريقة فقط تفسر تصريحات الناطق باسم الطب الشرعي الذي كشف عن مضمون تقرير الطب الشرعي في حادثة مقتل الناشطة شيماء الصباغ، التي قضت رميا بالرصاص على يد أحد ضباط الشرطة، على مرأى ومسمع وسائل الإعلام أثناء توجهها ومجموعة من رفاقها لميدان التحرير، لوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لضحايا الثورة.

يبدو أن مسلسل التصريحات الهزلية لمسؤولي حكومة الانقلاب مستمرة، وستسمر، فمصر التي تعيش ومنذ وصول السيسي لسدة الحكم عصر الكوميديا السوداء، والذي يمارسها السيسي وأعوانه على مسرح السياسة المصرية، والتي يقوم بتسويقها للشعب المصري طغمة من الإعلاميين الفسدة الذين باتو يجاهرون بفسادهم دون خجل، وخاصة بعد التسريبات الأخيرة التي كشفت الدور الكبير لشخصيات إعلامية مشهورة، ساهمت ولا زالت في خدمة الانقلابيين عبر تبرير الجرائم التي ترتكب بحق المعارضين وتحليل الدماء المهدورة ظلما وزورا.

يبدو أن هناك فئة ليست بالقليلة من قطاعات الشعب المصري، التي عاشت صدمة فقدان الأب بعد سقوط حكم مبارك، وجدت في السيسي البديل، حيث استخدم مع هذه الفئة الخطابات العاطفية المليئة بالمشاعر الجياشة لكسب ودهم وثقتهم، والتأكيد لهم على أنه امتداد طبيعي لحكم العسكر الوراثي، وهم الفئة ذاتها الذين أعطوه ما يسمى بالتفويض لمحاربة الإرهاب، وسكتوا عن تدمير منازل السيناويين، إخوانهم في الوطن، بحجة محاربة الإرهاب، وهم أنفسهم من قبلوا بتبديد ثروات بلدهم عبر مشاريع وهمية، بدأت بجهاز الكفتة، ولن تنتهي بالعاصمة الجديدة.

وبالعودة لموضوع شيماء الصباغ، فإن المسؤول الأول والأخير عن مقتلها هو السيسي الذي أعطى الحصانة الكاملة لأي رجل أمن يقوم بأي تجاوز للقانون، سواء بالقتل أو التعذيب أو الاغتصاب.

أما عن نحافتها التي أدت لوفاتها، فهو المسؤول أيضا وهو صاحب مقولة "إحنا لازم نجوع عشان نبني مصر"، ويبدو أن المواطن المصري لن يجوع فقط، بل سيعطش، خاصة بعد توقيع السيسي لاتفاقية التفاهم حول سد النهضة مع إثيوبيا، ولن يجد الغاز الذي سيطبخ به طعاما له ولعياله، بعد أن تحولت مصر من دولة مصدرة للغاز لدولة مستوردة، ولن يتبقى شيء يقتات عليه الشعب سوى الوعود والأوهام التي يعلن عنها السيسي كل يوم.
التعليقات (1)
Kefah
السبت، 28-03-2015 08:52 م
حسبنا الله ونعم الوكيل