صحافة إسرائيلية

هآرتس الإسرائيلية تلاحق امبراطورية تنظيم الدولة الإعلامية

ملصق دعائي مركب ـ أرشيفية
ملصق دعائي مركب ـ أرشيفية
كشف محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الصهيونية، تسفي بارئيل، عن خيوط "الإمبراطورية" الإعلامية التي يملكها "تنظيم الدولة"، التي رجح أن يكون مركزها في سوريا، وتضم عشرات المواقع وآلاف الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانطلق الكاتب الصهيوني، في المقال الذي صدر الأحد، واطلعت عليه صحيفة "عربي21"، من "تحذير قيادات الجيش الأمريكي، هذا الأسبوع كل رجالها من مغبة الاستخدام الزائد للشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني خوفا من الكشف عن تفاصيل مكان سكنهم، وحياتهم الخاصة وبالطبع مناصبهم العسكرية". 

وتابع تسفي بارئيل، أن "هذا التحذير جاء متأخرا بعض الشيء، ففي الشهر الماضي نشرت عشرات المواقع التي تعمل باسم (داعش) قائمة من مئة ضابط وجندي أمريكي، بينهم طيارون وقادة وحدات، وإلى جانبها صورهم وعناوينهم ودعوة (الإخوة المؤمنين) إلى قتلهم". 

وأضاف: "في الماضي نشرت القاعدة قوائم مشابهة أجبرت الجيش الأمريكي على إعادة جنودها خوفا على حياتهم، ولكن النشر الحالي أكثر تفصيلا وعلى ما يبدو أكثر دقة أيضا". 

"هذا النشر هو جزء من معركة متفرعة يخوضها التنظيم الذي بدأ بالعمل قبل أن يترسخ في العراق وفي سوريا"، بحسب بارئيل. 

وأوضح: "يدير هذا الفرع بالأساس مركز (الحياة) الذي تأسس في 2014 ويترأسه أحمد أبو سمرة، شاب مسلم من مواليد فرنسا نشأ في بوسطون وتعلم تكنولوجيا الحواسيب في جامعة نورث إيستن".

و"منذ العام 2012 نشر مكتب التحقيق الفدرالي (إف.بي.آي) أمر اعتقال ضد أبو سمرة، بل وعرض جائزة بمبلغ 50 ألف دولار لكل من يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله"، يقول الكاتب. 

ورجح أنه "يعيش في سوريا ويدير من هناك المركز بمساعدة مجندي (داعش)، وإلى جانب أبي سمرة يوجد الألماني دنيس كوسبرت، صاحب لقب (أبو طلحة الألماني)، ويعمل على تلحين الأغاني الجهادية التي تصدر في موقع التنظيم وفي كتابة كلماتها". 

وسجل أن "(الحياة) هو بمثابة جهاز أعلى في إطاره تعمل أذرع الدعاية والاتصالات مثل الصحيفة الإلكترونية الإنجليزية "دابق"، شركات الإنتاج "الاعتصام" و"الفرقان"، موقع أخبار الدولة الإسلامية، محطة إذاعة بالعربية ومؤخرا بالإنجليزية أيضا".

وأفاد أنه "ليس معروفا كم مهنيا يتضمن هذا المبنى الذي يعتمد أساسا على الأجانب الناطقين بالإنجليزية، والفرنسية، والروسية والأوردو، كما تعمل مكاتب اتصالات في مدن الرقة وحلب في سوريا، والأنبار، وديالي في العراق؛ ولـ(المحافظة الصينية) توجد منظومة اتصالات خاصة بها وكذا لفرع التنظيم في شمال أفريقيا". 

ومضى يقول: "كل فرع كهذا يعمل بشكل مستقل ولكنه ينسق ويتشاور مع المهنيين في سوريا أو في الدول الغربية. بعض من المواقع تنشر مضامينها بعدة لغات وبعضها يكتفي بالعربية". 

ويقول: "بحسب شهادات نشطاء داعش، فإن المضامين التي ترفع إلى مواقع الإنترنت للتنظيم تجتاز فحصا مهنيا دقيقا، سواء من الناحية اللغوية أو من الناحية الفنية والبصرية".

وأشار إلى أن "محررين لغويين يمرون على المضامين كي يتأكدوا من الدقة السليمة، وأن اللغة غنية ومتنوعة والصياغات مقنعة، وأحيانا يعقد مركز الحياة وفروعه دورات تدريبية للناطقين باللغات الأجنبية لضمان أن تكون المضامين نقية من التعابير الهازئة أو الركيكة حتى لا تثير السخرية". 

و"يشتغل القسم البصري في معظمه بكاميرات تلفزيونية صغيرة أو بالهواتف الخلوية، ويستخدم في بعض المرات، كاميرتين أو ثلاثة معا لمنح الصورة عمقا"، يضيف بارئيل. 

وبخصوص الأفلام، فإن "الأمبراطورية الإعلامية" "تدمج أيضا مقاطع من أفلام حرب هوليوودية، صور ثابتة لا ترتبط بالضرورة بعمل (داعش) ومقاطع صوتية لتعزيز الأثر الدرامي، ويحتمل أن يكون جزء من أعمال التحرير والدمج يجري في شركات غربية وليس في مراكز (داعش) في الشرق الأوسط".

إضافة إلى المواقع وحسابات "فيسبوك"، يستخدم تنظيم الدولة "تويتر" على نحو واسع للغاية، وبحسب بحث أجراه معهد "بروكنز" في واشنطن، ففي شهري تشرين الأول والثاني/ أكتوبر ونوفمبر 2014 عمل ما لا يقل عن 64 ألف حساب "تويتر" تماثلت مع التنظيم. 

وبحسب واضعي البحث، "ج.م.بيرغر" و"جونتان مورغن"، فإن "هذا تقدير متحفظ عليه ويحتمل أن يصل عدد الحسابات إلى 90 ألفا، ونحو ألف إلى ألفين من هذه الحسابات نشطة للغاية وتجتذب أكثر من ألف متابع". 

وأكد أن "المضامين التي ينشرها (داعش) يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات أساسية: التجنيد، الترويج والتبليغ، ويتم اختيار وسيلة الاتصال وفقا للرسالة: التجنيد يتم أساسا من خلال (فيسبوك)، الترويج محفوظ لمواقع الإنترنت حيث تنقل الخطب والمواعظ للشيوخ العاملين من أجل (داعش) وأفلام تعرض النشاط المدني للتنظيم. وهكذا، في أعقاب إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، اقتبس التنظيم فتاوى ومقاطع من الحديث تؤيد الفعلة". 

وينشر (داعش)، يقول الكاتب، في مواقعه "معلومات عن نوايا الهجوم كي يحرك مؤيديه، وتستخدم المواقع أيضا لنشر التعليمات للمدنيين، أوامر وتعليمات للسلوك المناسب وبالطبع العقوبات المفروضة على من يخرجون عن الطريق السليم، أما نقل المعلومات والبلاغات فيتم أساسا من خلال تويتر".

وكشف عن "ميدان آخر للنشاط الافتراضي هو محلات الإنترنت التجارية، حيث يمكن للمؤيدين أن يشتروا بضائع (داعش) مثل القبعات، والقمصان، وألعاب الأطفال، والأعلام، والبزات". 

ودافع بأن "المداخيل من المبيعات تنقل إلى صندوق التنظيم وتضاف إلى مصادر الدخل الأخرى- بيع النفط، جباية الضرائب، فرض الرسوم والفدية لقاء المخطوفين".


التعليقات (0)