ملفات وتقارير

النظام السوري ينتقم من أهالي إدلب مع فشله في جسر الشغور

شكلت السيطرة على إدلب بداية تحول عسكري في الشمال لصالح الثوار - أرشيفية
شكلت السيطرة على إدلب بداية تحول عسكري في الشمال لصالح الثوار - أرشيفية
أعلن جيش الفتح عن صد محاولة جديدة لتقدم قوات النظام على مداخل مدينة جسر الشغور الجنوبية، وتكبيده العديد من الخسائر في العتاد والأرواح إضافة إلى السيطرة على حواجز المنشرة والدبس والعلاوي في محيط المدينة، في حين سعى النظام السوري للانتقام من السكان المدنيين في مدينة إدلب ومحيط جسر الشغور.

وأفاد مصدر عسكري في جيش الفتح أن قوات النظام تسعى جاهدة، وللمرة الثالثة، لفك الحصار عن مشفى جسر الشغور الذي التجأت إليه فلول النظام بعد سيطرة الثوار على مدينة جسر الشغور وعدد من النقاط العسكرية في محيط المدينة.
 
 وأكد المصدر لـ"عربي21" أن كل محاولات النظام حتى الآن باءت بالفشل، في حين تمكن الثوار من السيطرة على الأجزاء الجنوبية من مشفى جسر الشغور، وأن اشتباكات عنيفة لا تزال دائرة حتى الآن للسيطرة على ما تبقى من المشفى، وهو آخر نقطة للنظام في المدينة.

وأفاد المصدر أن النظام يستخدم كل قوته في الدفاع عن المشفى الوطني الذي تتحصن فيه فلول قواته، وأنه لأول مرة يستميت في الدفاع عن نقطة عسكرية بهذه الشراسة والضراوة. فالطيران لم يغادر سماء المنطقة منذ إعلان معركة تحرير إلب حتى الآن، الأمر الذي يعيق تقدم الثوار بشكل سريع. ولكن رغم ذلك، فإن "المشفى أصبحت تحت السيطرة، وسيتم الإعلان عنها محررة في وقت قريب"، على حد قوله.
 
وأرجع المصدر سبب استماتة النظام في الدفاع عن المشفى إلى وجود ضباط برتب كبيرة داخل المشفى وبعض الشخصيات القيادية، مثل محافظ إدلب ورئيس فرع الأمن العسكري، إضافة إلى قيادات شيعية من حزب الله والميليشيات الإيرانية. وأضاف: "وصلتنا بعض المعلومات تفيد بوجود وثائق مهمة يحرص النظام على عدم وقوعها في يد الثوار".

وردا على تقدم الثوار في محافظة، إدلب كثَّف النظام من غاراته على القرى والأرياف في محيط المنطقة، موقعا العديد من المجازر في صفوف المدينين، إضافة إلى تدمير عدد كبير من المنازل والأحياء في معظم محافظة إدلب، بحسب ما قال أبو أحمد، أحد أبناء المحافظة.

ويضيف أبو أحمد في حديث لـ"عربي21" أنه لأول مرة تشهد محافظة إدلب هذه الهمجة الشرسة التي يقوم بها النظام، وهذا دليل على عجزه الواضح في مواجهة تقدم الثوار. وربط انتقام النظام من الأهالي بخسارته للعديد من المواقع والنقاط العسكرية في المحافظة، لافتا إلى أن طائرات النظام لم تغادر سماء المحافظة منذ أن أعلن الثوار معركة الفتح، وأن الغارات طالت معظم القرى والمناطق في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حالات النزوح باتجاه المخيمات والأراضي الزراعية، ولا سيما بعد وقوع العديد من المجازر التي راح ضحيتها عشرات النساء والأطفال على امتداد المحافظة.

ويقول أبو أحمد إنه يسكن وعائلته في إحدى مناطق جبل الزاوية البعيدة، في حقله الزراعي، بعيدا عن القرى والتجمعات السكنية، وأنه لم يضطر طوال الأعوام السابقة إلى ترك بيته خوفا من القصف، إلا في هذه الفترة، حيث أن براميل النظام لم تدع منطقة على امتداد المحافظة إلا واستهدفتها.

وأشار أبو أحمد إلى أن حالة الهلع والرعب التي تتركها البراميل المتفجرة عند الأطفال والنساء لا يمكن أن تحتمل، فما إن تُرى الطائرات في سماء المنطقة حتى يهرع الأطفال بالبكاء والاختباء بين الأشجار والصخور التي تحيط بمنزلنا الريفي.

ويضيف أبو أحمد: "معظم أهالي جبل الزاوية ما أن يعلن المساء قدومه حتى يهجروا قراهم خوفا من البراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات، ولا سيما بعد أن بدأ نظام بشار الأسد باستخدام غاز الكلور في القصف".

ولفت إلى أن "النظام لم يكن يقصف القرى ليلا في السابق، أما الآن فلا يتوقف الطيران من المساء حتى الصباح، الأمر الذي جعل معظم أهالي القرى الذين لم ينزحوا حتى الآن إلى المخيمات على الحدود؛ يقضون ليلهم في الحقول والبساتين والبراري المحيطة في قراهم".
التعليقات (0)