ملفات وتقارير

شكر واتهام للثوار بسبب نفق للمواد الغذائية بالغوطة.. لماذا؟

لافتة تشكر لواء فجر الأمة على إدارته للنفق
لافتة تشكر لواء فجر الأمة على إدارته للنفق
شهدت بعض مناطق الغوطة الشرقية موجة انتقاد ورفع لافتات منددة بقيادة لواء فجر الأمة على خلفية طريقة إدارتها للنفق الموجود في حرستا، الذي يعد أحد أهم المنافذ للغوطة الشرقية المحاصرة، حيث اتهمت بعض اللافتات اللواء بأنه شريك في حصار الغوطة، في حين دافع نشطاء عن إدارة المعبر مؤكدة أنه يسهم في تخفيف الحصار.

وبحسب الناشطين، فإن سبب رفعهم لهذه اللافتات والشعارات الناقدة للواء فجر الأمة هو التضخم في أسعار السلع داخل الغوطة الشرقية؛ حيث بلغ الكيلوغرام الواحد من السكر 3200 ليرة، والرز 2000 ليرة، وطحين القمح 1000 ليرة، وطحين الشعير 500 ليرة سورية. وهذه الأسعار كبيرة ولا يقدر أهالي الغوطة المحاصرين على التعايش معها أو تحملها.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال الناشط الإعلامي أبو جمال، من الغوطة الشرقية، إن "الغوطة بشكل عام تعيش أزمة حصار خانق منذ عامين متتاليين فنقصان المواد الغذائية والطبية كان له أثر كبير في حياة المدنيين".

وأضاف: "لعل المعبر الذي أعلن عن وجوده في حرستا، وتمر منه بعض المواد الغذائية، كان السبب في موجة الانتقاد الأخيرة"، مستدركا بالقول: "لكن مع الكثير من المشاكل التي واجهت الغوطة الشرقية"، يحاول القائمون على هذا المعبر جعل المعبر إحدى طرق الحل لا مشكلة من مشكلات الغوطة.

وذكر أبو جمال أن القائمين على المعبر دعوا مؤخرا "جميع الفعاليات المدنية والعسكرية في الغوطة الشرقية لتنظيم إدارة المعبر، والوقوف على آخر المستجدات، وما تم إدخاله للمؤسسات المدنية التي تساهم بشكل كبير في مساندة المدنيين". وقال: "عمل القائمون على إدارة المعبر على توزيع حصص لكافة المؤسسات المدنية للاستفادة من المعبر".

وحسب أبي جمال، فإن "لواء فجر الأمة يعد قائما عليه (المعبر)، وذلك من خلال لجنة مدنية كاملة، وباطلاع المؤسسات المدنية. لذلك لا نستطيع أن نعتبره شريكا في حصار المدنيين كما ادعت بعض اللافتات التي رفعت".

وأشار أبو جمال أيضا إلى "وجود منافذ أخرى للغوطة، منها منفذ مخيم الوافدين الذي يعمل في فترة الليل من الساعة الثالثة حتى الساعة السادسة صباحا، ولكن جميع هذه المنافذ لا تسد حاجة الأهالي في الغوطة الشرقية".
 
وتحدث الناشط عن وجود الكثير من "بطاقات الشكر" التي تنشر على مواقع المنظمات المدنية، شاكرة جمعية الفجر الخيرية التي تؤمن السلع وتوصلها إلى هذه المنظمات بسعر السوق دون زيادة، إضافة للافتات رفعت في بعض مدن الغوطة الشرقية تشكر إدارة المعبر على تقديم المساعدة لها، كتلك التي رفعت في مدينة سقبا مؤخرا.

وتقع مدينة حرستا شرق دمشق، على الجهة الشرقية للطريق الرئيسي المنطلق من مدينة دمشق باتجاه مدينة حمص، وتعد مركزا عسكريا مهما، وذلك لموقعها الإستراتيجي في غوطة دمشق الشرقية.
 
وأهم المناطق العسكرية الموجودة فيها هي الأوتوستراد الدولي (دمشق - حمص)، وإدارة المركبات الممتدة من حرستا إلى مدينة عربين وأطراف مدينة مديرا في غوطة دمشق الشرقية، ومشفى الشرطة العسكري، والمخابرات الجوية، وإدارة المواصلات بالغوطة الشرقية، وإدارة الأمن الجنائي، ومشفى حرستا العسكري، وكتيبة الأمن المركزي، وحفظ النظام إضافة لوجود الفوج 41 على سفوح الضاحية في مدينة حرستا، ويقوم هذه الفوج بقصف كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وتنقسم المدينة اليوم بين قوات النظام وكتائب الثوار. حيث النظام يسيطر على حيي العجمي والحدائق، اللذين يعدان شريان حياة لإدارة المركبات والمواصلات.

وتشهد المدينة معارك عنيفة، وهي من أكثر الجبهات امتدادا مع قوات النظام. وتتركز الاشتباكات اليومية في محيط مشفى الشرطة والبيروني وإدارة المركبات والمواصلات.

التعليقات (0)