قضايا وآراء

عمرو خالد وإسلام البحيري و تجديد الخطاب الديني

عمرو عبد الهادي
1300x600
1300x600
قبل الإفطار في رمضان ساقني قدري لكي أرى برنامجا جديدا لعمرو خالد، وقررت أن أتابع بعضا منه؛ لأقف على كيفية تجديد الخطاب الديني التي أوصاهم السيسي بها مرارا، فكان يتحدث عمرو خالد عن الإبداع في المصحف؛ حيث كان مكتوبا بلا نقاط فوق الحروف إلى أن جاء أبو الأسود الدؤلي ووضع تلك النقاط.

ويتناسى عمرو خالد أن أبا الأسود الدؤلي كان تابعا جليلا، ومن حافظي القرآن، ومن أصحاب علي رضي الله عنه. ويكمل كلامه وسمومه ويقول إن الكتابة في المصحف استمرت بهذا الشكل إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أبدع أيضا، فوضع تشكيلا على تلك الكلمات، وينهي كلامه.... 

أما وضع الأجزاء والأحزاب، فقد جاءت بعد ذلك على يد نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، بأمر وإشراف من الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، ويختم عمرو خالد فقرته بكلمة الإبداع، ولولا إبداع هؤلاء لما أصبح المصحف بشكلة الحالي.

ونزلت علي كلمة الإبداع كالصاعقة! إبداع؟ أي إبداع هذا؟ وهل يقصد الاجتهاد؟ هل تجديد الخطاب الديني يجعلنا نغير كلمة ونهجا أصيلا للدين الإسلامي يسمى الاجتهاد (له أجران من أصاب، وله أجر من أخطا) إلى مسمى آخر، ليواكب التطور والتجديد في الخطاب كما أمر به السيسي في خطاباته وهو الإبداع !!؟؟ فقررت وقتها غلق هذا الهرج والمرج، وأي عاقل يستطيع أن يعي الفرق في المعنى لكلمتي إبداع وكلمة اجتهاد ومشتقاتهما من معجم المعاني فنجد الآتي:

اجتهادَ / يجتهد ، اجتهادًا ، فهو مُجتهِد ، والاسم مُجتهَد وهي تعني بذلَ ما في وُسْعه
إبداع / أَبْدَعَ , يُبدع ، إبداعًا ، فهو مُبدِع ، والاسم بِدعه وهي تعني استحداث وخلق

أي أن الاجتهاد محمود، وله شروط يجب أن تتوافر من يقوم بهذا الاجتهاد. بينما الإبداع شيء آخر تماما، وتناسى عمرو خالد أن الأذان نفسه كان رؤيا جاءت في منام أحد الصحابة وألقاه سيدنا بلال رضي الله عنه، كما نسي أو تناسى عمرو خالد قول الله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].

و هنا تجعل كلمات عمرو خالد أي شاب أو شخص عقيدته الدينية متزعزعه أن يفكر فيما قاله العلمانيون وبعض متشددي الأديان الأخرى، بأن القرآن ليس بوحي، ولكن هو عمل بشري؟

و هنا يظهر خطورة ما يروج له عمرو خالد على عقول شبابنا، فأخطر ما يكون هو أن يتم تغيير فكرك وعقيدتك بضحكه مصطنعة، كما يفعل هو وبعض من هؤلاء الدعاة، الذي لولا نعمة الانقلاب ما انفضحوا وانكشفوا لنا جميعا وسقطوا هذا السقوط، وحينما نجري مقارنه سريعة بين إسلام البحيري وعمرو خالد نجد أن إسلام البحيري قدمت ضده عشرات البلاغات، وأغلق برنامجه، واتهم بأنه يزدري الدين الإسلامي، لأن إسلام البحيري بأسلوبه المنفر في الطعن في الأئمة والصحابة والتابعين جعل الجميع يأخذ حذره، ومن هنا كانت خطورة عمرو خالد أكثر بآلاف المرات من إسلام البحيري.

نعم، كلاهما شيطان لم يسلسل في رمضان؛ لأن السيسي الأعظم يحكم أكبر دولة عربية في العالم العربي، فقريبا يسلسل الجميع هم وشيطانهم الأكبر، فكلاهما لا يملك من اسمه شيئا، لا هذا عمرو، ولا هذا خالد، ولا هذا إسلام.
التعليقات (9)
مها
الخميس، 25-06-2015 09:00 ص
اتقى الله فىعمرو خالد و?تقارنه باس? بحيرى هذا الداعية المخلص احسبه ذلك والذى اتمنى ان يكون ابنى مثله او من احد صناع الحياة معه فكفا ظلما فى الرجل وطعنا وظنا فيه فهو لم اسمعه يطعن او يسب او يتكلم على احد وهذا خلق ا?س?م القويم الذى اتنى ان نتحلى به كلنا كمسلمين بل انى اتمنى من رئيسنا العظيم المطور النابه المخلص السيسى احسبه ذلك ان يستعين بالعالم النابه الفز عمرو خالد فى برامجه التى سهر وتعب حتى اخرجها لنا للنور لتجديد الخطاب الدينى فلقد كان له الفضل فى هداية ناس وشباب كثيرين جدا واثر فى القلوب والنفوس كثيرا فالذى يخرج من القلب يصل للقلب واوجه الك?م ا?ن لعتلمنا الجليل عمرو خالد سر على بركة الله وربنا يسدد خطاك ويرزقك ا?خ?ص ف?طالما سالتنا ان ندعو لك ذلك و ان دائما ادعو لك فى ص?تى فاللهم تقبل منا ومنك واللهم اهدى القلوب والنفوس
يا مظلوم .. ارتاح
الأربعاء، 24-06-2015 12:29 ص
هؤلاء جميعا سقطت الاقنعة التي يرتدوها ومن يسمعهم سيساوية الهوي وهؤلاء لا رجاء منهم بعد كل ما حدث
انسان
الثلاثاء، 23-06-2015 11:34 م
حقا انك تافه اسفة مجتهد إذا كان اسلام البحيري شيطانا ويزدري الدين وأفعال الصحابة المقدسيين والذي يدعي بأن الصحابة والبحار ي بشر يخطئون ويصيبون اماأنتم ملائكة الرحمة وحماةالاسلام والله و الرسول كفانا مالقينا منكم ومن جعلكم و عنتكم عدم ازدراء الدين هو أن نتحول إلى حاقدين كارهين مكفرين لأي من يخالفنا ونقتل ونسفك الدماء ويتحول إلى كائنات لا اانسانية داعش'القاعدة الإخوان...... نموذجا أن يتحول الدين إلى كهنوت أن نخلق مجتمعات مليئة بالنفاق والتخلف فطوبى لكم والإبداعكم أو اجتهادات ونجانا الله منكم هرمنا
هشام صادق
الثلاثاء، 23-06-2015 05:08 م
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. ...نحن لا نتابع هؤلاء الفسقه.
نور جاد
الثلاثاء، 23-06-2015 04:44 م
لا احسبه يقصد وحتى لو إبداع تعنى خلق فهى مجرد وسائل لتسهيل قراءة القران الذى انزله الله وليس هم فهم اضافوا فقط اشياء لم تكن موجودة كادوات لتسهيل نص ثابت تعهد الله بحفظه وليست إضافة لاصل القران حاشا لله الاهم هو كيف نامن ان نستمع لمن خان امانته ودينه وسقط سقوطا مدويا حين حرض على القتل وحين حلله فهو خطر سواء اساء هذه المرة ام لا وجزاك الله خيرا على التوعية والتحذير