كتاب عربي 21

هل ينجح لبنان في تجاوز مخاطر التفجيرات الأمنية والسياسية القادمة ؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
تجاوز لبنان ارتدادات نشر فيلم "التعذيب الوحشي للسجناء " في سجن رومية والتي كادت تدفع الأوضاع اللبنانية نحو انفجار كبير لا يمكن السيطرة عليه في ظل ازدياد المخاوف من تداعيات الأوضاع السورية على الوضع اللبناني الداخلي والتحذيرات المستمرة الداخلية والخارجية من أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات خطيرة سوريا ولبنانيا وإقليميا.

فخلال الأيام القليلة الماضية وبعد نشر فيلم فيديو يتضمن مشاهد وحشية عن تعذيب عدد من السجناء في سجن رومية اللبناني، شهدت معظم المناطق اللبنانية تحركات علمائية وشعبية للتنديد بعمليات التعذيب وتحميل وزير الداخلية نهاد المشنوق (من تيار المستقبل) مسؤولية ما جرى ودعوته للاستقالة، وكادت الأوضاع تتطور نحو أزمه سياسية وأمنية كبيرة لولا تدارك المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم المشنوق لما جرى وتشكيله لجنة تحقيق وقيامه بزيارة لسجن رومية واللقاء مع السجناء الذين تعرضوا للتعذيب، كما عمد رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري لاستيعاب الحملة ضد المشنوق والعمل لاستيعاب أجواء التحركات الشعبية والعلمائية والإسلامية الغاضبة مما جرى والمنددة بقوة بأداء المشنوق في وزارة الداخلية.

لكن، هل انتهت المخاوف من احتمال تفجير الأوضاع اللبنانية في المرحلة المقبلة في ظل ازدياد التسريبات السياسية والإعلامية والدبلوماسية عن حصول تطورات خطيرة في سوريا في الأسابيع المقبلة، مما قد يؤدي لانعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني؟

مصادر سياسية مطلعة في بيروت تؤكد أن المخاوف من تفجير الأوضاع الأمنية في لبنان في المرحلة المقبلة لا تزال قائمة نظرا لازدياد الصراعات في المنطقة ولأن الوضع السياسي اللبناني يشهد حاليا المزيد من التوترات والأزمات في ظل توقف انعقاد جلسات الحكومة وانسداد الأفق السياسي وتعاظم الحملات السياسية والإعلامية والتحريض المتبادل بين مختلف القوى السياسية والطائفية.

وتشير المصادر إلى ما جرى في بعض المخيمات الفلسطينية مؤخرا من صراعات واشتباكات أمنية والتخوف من أن تتفاقم هذه الصراعات وتكرار تجربة ما جرى في مخيم نهر البارد في العام 2007 في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا وانتقال التوترات إلى مخيمات أخرى.

ولفتت المصادر إلى ازدياد التصريحات والتسريبات السياسية والدبلوماسية الداخلية والخارجية التي تدعو الى الاستعداد للتطورات في سوريا وخصوصا احتمال وصول المعارك إلى دمشق بهدف إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، مما سيؤدي إلى ارتدادات خطير على الوضع اللبناني.

ويضاف إلى هذه المخاوف ما يجري في بعض المناطق السورية من استهداف للموحدين الدروز وقيام مجموعة من دروز الجولان بالهجوم على سيارة إسعاف إسرائيلية كانت تنقل مقاتلين من جبهة النصرة، مما قد يدفع الأوضاع نحو معركة قاسية بين الدروز وقوى المعارضة السورية في مناطق السويداء وإدلب وامتداد ذلك إلى المناطق اللبنانية في ظل انتشار عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المناطق التي يسكنها الموحدون الدروز في لبنان.

وتشير المصادر السياسية المطلعة إلى أن الصراعات في المنطقة ستستمر في الأسابيع المقبلة ولا سيما بين ايران وحلفائها من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى وأن كل فريق يراهن على المتغيرات الحاصلة دوليا وإقليميا، مما قد يكون له تداعيات أمنية وسياسية في لبنان، ورغم أن هذه المصادر تؤكد حرص الأطراف الأساسية ولا سيما تيار المستقبل وحزب الله على ضبط الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان واستمرار الحوار بين الطرفين، فإن لا أحد يستطيع ضبط الأوضاع بشكل دائم وما جرى من ردود فعل على قضية كشف شريط التعذيب للسجناء في سجن رومية يؤكد أن النار تحت الرماد وأن المخاوف من تفجير الأوضاع اللبنانية ستظل قائمة في المرحلة المقبلة وأن المخاطر ستزداد إن لم يتم تدارك الوضع من قبل القوى السياسية والحزبية اللبنانية.
التعليقات (0)