قضايا وآراء

في عهد السيسي.. العراق يعرض المساعدة على مصر

أحمد نصار
1300x600
1300x600
"حتى لا نكون مثل سوريا والعراق".. هذه الجملة الأشهر التي ظل أتباع الانقلاب يرددونها كالببغاوات لتبرير التدخل العسكري للإطاحة بالمسار الديمقراطي، والانقلاب على أول رئيس منتخب، وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان المنتخب!

ورغم أن هذا فقط لا يبرر الانقلاب العسكري الذي تحل اليوم ذكراه الثانية، فلم يحدث أي نتحسن في أي مستوى؛ الأسعار ليست أفضل، الحياة السياسية ليست موجودة أصلا، تمكين الشباب لم يحدث، الوضع في سيناء لم يتحسن بل صار الجيش القوة رقم 2 هناك (!!)، الاحتقان الشعبي لم يخف، بل زاد، ووصل الأمر إلى ثأر جماعي بين شعبين فرقهما السيسي بعد أن كانوا شعبا واحدا!

لكن إذا كان أنصار الشرعية عانوا من القتل الجماعي والقتل على الهوية والاعتقال والمطاردة، فهل كان شعب السيسي الراقص أمام اللجان أفضل حالا؟؟

في دراسة أعدتها وكالة بلومبرج ضمت 21 دولة، نشرها موقع "بيزنس إنسايدر"، ونشرتها جريدة الأهرام القومية بتاريخ 3-9-2014 (بعد عام وعدة أشهر من الانقلاب العسكري) وعدة صحف أخرى، عن "مؤشر البؤس" في العالم، احتلت مصر في هذا المؤشر المركز الخامس عالميا من حيث بؤس الشعب وفقا لمعدلي التضخم والبطالة.

الملاحظ في هذا المؤشر أن مصر تفوقت أيضا على كل من سوريا والعراق، اللذين لم يحضرا في مقدمة التصنيف!

وفي مؤشر آخر يبين الوضع المزري الذي صار عليه المصريون، الذين يخوفهم السيسي من مصير كمصير العراقيين والسوريين، نجد في مؤشر العبودية الحديثة الذي يصدر سنويا أن مصر تحتل مركزا متقدما على كل من سوريا والعراق، حيث تحت مصر المركز الـ 12، بينما يحتل العراق المركز الـ 15، و سوريا المركز الـ 20.

وطبعا هذا مفهوم في ظل سياسة العسكرة التي اجتاحت كافة المؤسسات، والوساطة التي تدخلت في كل شيء، والإحساس الفوقي من الطبقة الحاكمة أنهم السادة وغيرهم العبيد، وهذا ما تكرر على لسان الزند وزير العدل الحالي، ووزير العدل السابق، وهي تصريحات صدرت أيضا عن كثير من المسؤولين منهم على سبيل المثال بنت النائب العام الذي اغتيل منذ أيام، والتي عينها السيسي منذ فترة قصيرة رئيسة محكمة!

الجديد الآن؛ أن التراجع في مصر لم يعد تراجعا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فقط، بل صار تراجعا أمنيا كذلك بشكل ملحوظ، رغم أن السيسي طرح نفسه في البداية أصلا كمرشح عسكري! لكن هذا المرشح بدا عاجزا عن ضبط الأمن، ولم يعد اتهام خصومه بالإرهاب مقنعا أو مبررا لفشله.

في شهر واحد تم قطع الكهرباء عن مدينة الإنتاج الإعلامي، وتفجير مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، وسابقا حدث تفجير عددا من مديريات الأمن، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، انتهاء إلى اغتيال النائب العام في قلب القاهرة بجوار سور الكلية الحربية!

أما في سيناء، فصارت الجماعات المسلحة التي انحسرت موجتها بعد الثورة في 2011 تستخدم أسلحة ثقيلة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، وبدأ البعض يتحدث عن قرب سقوط بعض مدن سيناء في قبضتهم على غرار ما حدث في الموصل في العراق!

وهنا فوجئنا بخبر نشرته العديد من وسائل الإعلام عن اتصال رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي بالسيسي وعرضه المساعدة عليه في مواجهة هذه الجماعات!!

هذا يعني أننا لسنا أفضل من سوريا والعراق إطلاقا، بل صار حالنا يرثى له العراقيون والسوريون. ونعتقد أن حالنا سيزداد سوءا طالما ظل السيسي في الحكم، فهو لا يفهم إلا لغة الرصاص، ولكثير من المصريين ثأر عنده، ولن يهدأوا إلا بالقصاص منه!

لقد عانت عاصمة الرشيد من طاغية مستبد اضطهد قطاعات من شعبه، فكانت النتيجة دخوله ثلاث حروب واحتلال العراق في 2003 من قبل حلفائه السابقين، وها هي قاهرة المعز تعاني من الكارثة ذاتها، وتصير لذات الهاوية لو استمر هذا المستبد في حكم مصر بالقوة المسلحة لا قدر الله!
التعليقات (1)
أسمراني
الجمعة، 03-07-2015 06:09 م
ماذا يريد العبادي المنتمي إلى حزب الدعوة الطائفي المذهب الإيراني الهوي والذي ينتسب إليه رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي المجرم القاتل الذي أور هو وحزبه العراق المهالك, ياهل ترى مانوع المساعدة التي سيقدمها العبادي للسيسي؟ يمكن يمده بلواء من الحشد الشعبي , أو ينصحه بإعطاء الأوامر للجيش لكي ينسحب كما فعلالمالكي مع جيشه وسقطت الموصل , في كلا الحالات فاقد الشئ لايعطي