سياسة دولية

الاحتلال يحاول تهدئة غضب الفلسطينيين بعد جريمة إحراق الرضيع

اندلعت مواجهات عنيفة مع شبان فلسطينيين بعد جريمة إحراق الرضيع- الأناضول
اندلعت مواجهات عنيفة مع شبان فلسطينيين بعد جريمة إحراق الرضيع- الأناضول
في تصريحات غير مسبوقة، سارع قادة الاحتلال الإسرائيلي لإدانة جريمة حرق الطفل علي دوابشة من قرية دوما قرب نابلس، في موقف اعتبره محللون تسارعا مع الزمن لتلافي غضب الفلسطينيين واشتعال انتفاضة جديدة، ولتحسين صورة إسرائيل أمام الرأي العام الغربي.

ودعا رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين "مواطني إسرائيل العرب" وأبناء الشعب الفلسطيني، إلى ما أسماه "عدم الاستسلام لمشاعر الغيظ والغضب".‎

وقال في تصريحات صحفية "‎إن نظام القانون والعدالة سيعثر على القتلة ويحاكمهم.‎ ‎علينا أن ندع النظام القانوني ينفذ واجبه، ونحذر من الانجرار إلى الأعمال المضرة وغير الضرورية.‎ ‎يمثل تطبيق القانون بشكل ذاتي والاستسلام لأعمال العنف جائزة للإرهابيين".

وفي الوقت الذي كان يستنكر فيه ريفلين الجريمة، قام مستوطن ظهر الجمعة بدهس أحد الشبان أثناء أدائه صلاة الجمعة في حي رأس العامود بمدينة القدس، وهرب باتجاه المستوطنة المقامة على أراضي حي راس العامود.

ويذكر أن الرضيع "علي" توفي حرقاً، وأصيب ثلاثة من عائلته، جراء حرق عدد من المستوطنين لمنزلين في قرية دوما، جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس؛ إن الطفل علي سعد دوابشة، عام ونصف، توفي عقب استهداف المستوطنين لمنزله وإحراقه، بإلقاء الزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال داخله، إضافة إلى إصابة والده سعد دوابشة ووالدته رهام وشقيقه أحمد (4 سنوات) بحروق من الدرجة الثالثة.

وحرص المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، على نشر فيديوهات على حسابه الخاص، تظهر عملية نقل المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، ومستنكرا على لسان الجيش العملية الإرهابية.

كما قرر وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون صباح الجمعة، قطع تدريبات لوائي جفعاتي والناحال والدفع بهما لمناطق الاحتكاك بالضفة الغربية المحتلة، وذلك بالإضافة لأربع كتائب عسكرية بعد ساعات من إحراق الرضيع علي.

مواجهات غاضبة

واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة والقدس، بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد الرضيع.

واشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمالي القدس المحتلة، ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة، وسط هتافات غاضبة، منددة بجريمة الحرق.

كما اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال، في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، عقب قمع الاحتلال مسيرة خرجت احتجاجا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان، مما أوقع عددا من الإصابات.

كما شهدت منطقة جنوب مدينة نابلس ظهر الجمعة، انتشارا كثيفا لقوات الاحتلال تحسبا لاندلاع مواجهات.

وانطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة من مسجد البيرة الكبير، باتجاه مركز مدينة رام الله تحت مسمى "جمعة الغضب" نصرة لما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات يومية، وغضبا لاستشهاد الطفل دوابشه.

وفي قرية بلعين غرب رام الله أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق في المسيرة الأسبوعية التي انطلقت باتجاه الجدار العنصري في المنطقة الغربية تنديدا واستنكارا بحرق الطفل دوابشه.

 ودعت اللجنة الشعبية إلى تشكيل لجان حراسة ليلية لرد اعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات، وتوسيع نطاق المقاومة الشعبية في جميع محافظات الضفة الغربية.

كما دعت اللجنة السلطة الفلسطينية للتحرك على الصعيد الدولي وتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة.

وخلال المسيرة؛ اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الذين قمعوا المسيرة بالقنابل الغازية والقنابل الصوتية، كما أحرق الجنود دونمات زراعية بفعل كثافة القنابل الغازية التي اشتعلت بالمزروعات الجافة.

وفي قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مدخل القرية الشرقي، حيث اندلعت مواجهات، مع الشبان الذين تصدوا لها بالحجارة، وأغلقوا الطرق أمام الدوريات، حيث انتهت المواجهات دون وقوع إصابات.

وخرجت في القرية مسيرة ضمت متضامنين أجانب ونشطاء سلام إسرائيليين، منددين بجريمة إحراق الرضيع على أيدي المستوطنين.

في الوقت الذي قالت فيه صحيفة "هارتس" إن دوائر في الجيش تخشى من اشتعال محتمل لمناطق الاحتكاك بالضفة.

إرهاب يهودي

وكان قائد الجيش الإسرائيلي بالضفة "روني نوما" وقائد ما يسمى الإدارة المدنية "دافيد مناحيم" زارا قرية دوما صباح الجمعة في إشارة إلى خطورة الأوضاع، والتقيا رئيس مجلس دوما القروي.

بدوره أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجريمة، واصفا إياها بالفعل الإجرامي الإرهابي وقال: "نتحدث عن عملية إرهابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إسرائيل تحارب الإرهاب ولا يهم هوية منفذيه، وجهت قوات الأمن للقيام بكل ما يلزم للإمساك بالفاعلين ومحاكمتهم بأسرع وقت".

في حين وصف يعلون العملية بالفعل الإرهابي المدان، قائلاً إنه من الصعب احتمال هكذا عملية، مشيراً إلى سعي أذرع الأمن الإسرائيلية من جيش وشاباك وشرطة للوصول للفاعلين.

وبحسب إذاعة "صوت إسرائيل" بعث نتنياهو بتعازيه لعائلة دوابشة لمقتل ابنها، وتمنى الشفاء العاجل لأبناء العائلة الذين أصيبوا بجروح في هذا الحادث.

ويجري نتنياهو في الساعات الأخيرة مشاورات مع رؤساء قواته الأمنية.

في السياق ذاته، شبه المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن إيشاي الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون بما يقوم به تنظيم "داعش"، مطلقا اسم "الجهاد اليهودي" على هذه الأعمال.

ونشر موقع الصحيفة اليوم الجمعة، مقالا للمحلل العسكري عن العملية الإرهابية التي تم تنفيذها فجر الجمعة، في قرية دوما جنوب نابلس من قبل المستوطنين، مؤكدا وجود إرهاب يهودي منظم يقوم به العشرات، والذين قد يصل عددهم إلى 200 أو أكثر، ولكن هذا العدد الكافي في دولة صغيرة مثل إسرائيل، كي تستطيع هذه المجموعة تقسيم المجتمع الإسرائيلي، وتقود حرب مع جيراننا الفلسطينيين.

ويضيف بن إيشاي، أن الحديث لا يدور عن مجموعة من المجانين والمختلين عقليا على العكس؛ فإن أغلبهم عقلاء، ولديهم قناعات بما يقومون به من عمليات إرهابية منظمة، والتجارب السابقة لتنظيمات يهودية متطرفة تثبت بأنهم عقلاء ولديهم قدرات كبيرة ، لم تساهم في بقائهم في السجن وقادرون على إخفاء العديد من الأدلة التي تدينهم.

وقال إن استشهاد الرضيع الفلسطيني وإصابة باقي أفراد الأسرة، قد يتسبب في انفجار الموقف، وكل عملية من هذا القبيل، سوف تسرع في انفجار الموقف مع الفلسطينيين، وهذا ما لا تريده حكومة الاحتلال.

وبحسب تقارير دولية، قتل الجيش الإسرائيلي خلال حربه على غزة صيف 2014 أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين، من بينهم 540 طفلا، كما سبق ذلك قتل مستوطنين للطفل المقدسي محمد أبو خضير بحرقه.
التعليقات (1)
سام
السبت، 01-08-2015 03:46 ص
كل هذا غضب ساعة و بعدها الامور تسير كالمعتاد و اليهود يعرفون ذلك والسلام ختام