هاجم "أبو مارية القحطاني" القيادي الشرعي في تنظيم جبهة النصرة، المنظرين الجهاديين، وبعض شرعيي "النصرة" ذاتها دون تسميتهم.
وغرّد القحطاني عبر حسابه في "تويتر": " الذي يتكلم عن الإرجاء في زمن دفع الخوارج، كالخطيب الذي يتكلم عن الحيض والعدو الغاصب يحوط أسوار مسجده ومنبره".
وتأتي تغريدات القحطاني ردا غير مباشر على منظر التيار الجهادي "أبو محمد المقدسي"، والشرعي العام لـ"جبهة النصرة" سامي العريدي، اللذين حذّرا كثيرا في الآونة الأخيرة من "الإرجاء"، قائلين إنه لا يقل خطرا عن "الغلو" الذي يتسم به
تنظيم الدولة.
وأضاف القحطاني: "كثير من المتعصبين لآرائهم فرحوا أمس بمجزرة أطمة كي يقولوا إن من أفتى بالتدخل التركي هو السبب، ونسوا أنهم سبب ظهور داعش، وهي ذريعة دخول أمريكا".
وأكد القحطاني أن المنظرين هم سبب صناعة الغلو، مغردا: "اللوم على من نشر الغلو وروج له حتى استفحل التكفير، وتلاه السبي والتهجير، ثم التفجير، وهم لا يعترفون بذلك، قبح الله الغلو والإرجاء ودعاتهم".
وواصل القحطاني تغريداته بالتأكيد على أن المنظرين هم سبب تمكين تنظيم الدولة رغم خلافهم الحالي معه، قائلا: "ما سلط الطغاة إلا جامية الحكام والمرجئة، وما فرخ داعش إلا المناهجة والفتاوى التي تهدم، وعليهم أن يتوبوا إلى الله، فمن سنة سيئة فعليه وزرها".
واعتبر "أبو مارية القحطاني" أن فتاوى بعض المنظرين الجهاديين لا زالت الأمة تُسقى من ويلاتها، قائلا: "كما كانت للمرجئة والجامية فتاوى زجت شباب الأمة في السجون، فكذلك توجد فتاوى للمناهجة دمرت ساحات الجهاد وسفكت، وما زالت تسفك بها الدماء".
وأكمل: "يريدون أن تكون ساحات الجهاد تبعا لتنظيراتهم وأفكارهم. كيف تريد أن تسمع منك الأمة وأنت جزء من مشكلتها وجزء من الدمار؟".
وأعلن القحطاني عن رفضه لتوجيهات منظري الخارج، قائلا: "لن يكون جهادنا تبعا لما تهواه وما تنظّر به؛ فقد تحررنا من قيود المرجعيات التي ما زال الرافضة يعبدونها ويتبعونها طاعة عمياء، جهادنا على بصيرة!".
وختم "أبو مارية القحطاني" حديثه بتغريدة قال فيها: "منهج قادة الجهاد الذين سبقونا وهم على بصيرة يكفينيا أن نقتفي آثارهم. وكما بينّا هناك فرق بين قادة الجهاد وما بين المنظرين. والحق أحق أن يتبع".
يشار إلى أن المراشقات بـ"الغلو والإرجاء" بدأت مؤخرا على خلفية تأييد الفصائل الإسلامية للتدخل التركي، ودعوة "أحرار الشام" لدول الغرب بإعادة النظر في معايير اختيار "المعارضة المعتدلة"، وهو ما اعتبره منظرون جهاديون بارزون نوعا من "الانبطاح والإرجاء".