صحافة دولية

إيكونوميست: لهذه الأسباب لن تحل عملة "داعش" مكان الدولار

إيكونوميست: عملة تنظيم الدولة الذهبية لا تشكل تهديدا للدولار - أرشيفية
إيكونوميست: عملة تنظيم الدولة الذهبية لا تشكل تهديدا للدولار - أرشيفية
قدمت مجلة "إيكونوميست" تحليلا لقرار تنظيم الدولة إصدار عملة جديدة، قالت فيه إن العملة القائمة على الذهب لن تحل محل النظام المصرفي العالمي.

وتقول المجلة إن الداعين إلى نظام مالي معياره الذهب، عادة ما ينظر إليهم الاقتصاديون الممثلون للتيار الرئيس في النظام المالي، باعتبارهم من أصحاب ربطات العنق وذوي التفكير الغريب، ويبدو أن هذا الوصف لم يعد خاصا بهؤلاء، فقد انضم إليهم فريق من الناس، ربما لم يرتدوا ربطات عنق أبدا، وهم من يطلق عليهم تنظيم الدولة.

ويشير التقرير إلى أنه في 29 آب/ أغسطس، بثت منظمة "الحياة" المسؤولة عن الإعلام الخارجي في التنظيم، شريط فيديو مدته 55 دقيقة، وشنت فيه هجوما على النظام المصرفي، ودعت فيه إلى "العودة إلى مقياس الثروة في العالم"، ألا وهو الذهب. وجاء عنوان الفيلم "صعود الخلافة: عودة الدينار الذهبي"، وقدم فيه التنظيم ترويجا غريبا للعملة الذهبية الجديدة للدولة الإسلامية. 

وتبين المجلة أن الفيلم غطى عددا من القضايا المثيرة للجدل، من أهمية الذهب كونه وسيلة للتبادل التجاري، إلى الصعود المظلم للأوراق النقدية، التي ولدت من خلال المفهوم الشيطاني للبنوك.

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الفيلم ناقش أن أمريكا كانت قادرة على تجنب التضخم الكبير، وحافظت على هيمنتها العسكرية؛ بسبب نظام بيع النفط العالمي بالدولار الأمريكي أو "نظام البترودولار".

وتذكر المجلة أن تنظيم الدولة يأمل أن يتقدم الدينار، حيث سيتم بيع وتبادل النفط بالذهب بدلا من تسعيره بالدولار، وهو ما سيؤدي إلى "وفاة نظام العملات النقدية الظالم" وتركيع أمريكا.

ويفيد التقرير بأن الفيلم بنى رؤيىه عن موت العملات النقدية ونهاية أمريكا، على سلسلة من البيانات والجداول التي تظهر تراجعا تدريجيا في قيمة الدولار، وكون ذلك دليلا على خطورة طباعة الأوراق النقدية.

وتنوه المجلة إلى أن الفيلم قدم آراء عدد من محبي الذهب، ومنهم رون بول، الذي كان مرشحا رئاسيا، وظهر في الفيلم ليشجب التضحم واصفا إياه بأنه سرقة.

ويرى تقرير المجلة أن هناك ثلاث مشكلات في خطة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن الأولى هي أن عملتها الذهبية/ الصفراء لا تختلف عن آي نسخة من المعيار الذهبي، فقيمة الدينار الذهبي سيتم تحديدها من خلال معدل العرض والطلب على الذهب، ما سيعرض العملة إلى التقلب بناء على سعر الذهب، وسيؤدي انخفاض العرض من الذهب إلى تشديد سياسات الرقابة، وهو ما سيقود إلى الركود.

وتورد المجلة أن المشكلة الثانية تتعلق بالمصداقية، فعملة يصدرها تنظيم إرهابي ستعاني بالتأكيد من أزمة مصداقية، وبعيدا عن تردد الكثيرين في استخدامها بالتبادل التجاري، فإن هناك قلة ممن سيعتمدون عليها في شراء وبيع النفط.

ويوضح التقرير أن المشكلة الثالثه تكمن في أن التخلص من نظام البترودولار يقتضي أولا سيطرة تنظيم الدولة على حصة كبيرة من النفط في الشرق الأوسط، وبعدها إقناع الدول الأخرى بالتعاون معها.

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه حتى لو نجح تنظيم الدولة في التحول إلى مصدر مهم للنفط، فإن قوة الدولار تعتمد على أكثر من كونه العملة التي يتم تداول النفط بها. وفي الوقت الحالي تبدو الرأسمالية الأمريكية آمنة.
التعليقات (3)
زكريا_ ابو حسان البكري.
الخميس، 10-09-2015 06:21 م
يبدو الخوف والفزع في هذا الكلام _ اي الحجج الواهنة والتي لا ترقى لمستوى تقرير _ وقد قدموا اسباب واهنة، من الغريب مدى الاسفاف الذي وصل اليه هؤلاء. المهم ان كلامهم هذا يدل على خورهم وانعدام الرؤية لديهم. هلعهم من هذه العملة. الى الامام.
سرمد
السبت، 05-09-2015 12:47 ص
بالنسبة للسبب الاول فلا يتعارض مع المبدأ الاسلامي في التعامل بالذهب سواء كان سعره مرتفعا او منخفضا فالمقياس هو الذهب نفسه وليس العملة. فغرام الذهب تبقى قيمته غراما، ما لقوم الربا لا يفقهون حديثا. وبقية الاسباب سهلة التفنيد لو تم النظر من زاوية الدولة الاسلامية
younan
الجمعة، 04-09-2015 08:31 م
Fuek isis