مع مرور ما يزيد على عشرة أيام على إطلاق
جيش الإسلام معركة "
الله غالب"، في محيط
دمشق، توجه اتهامات للفصائل المقاتلة في المنطقة بعدم المشاركة في المعارك، بحسب مصادر في جيش الإسلام.
وكان جيش الإسلام قد أعلن إطلاق معركة "الله غالب"، وتمكن من إحراز تقدم في المناطق المحيطة بالغوطة الشرقية، حيث وصل إلى أسوار سجن عذرا، كما أعلن عن قطع الطريق الواصل بين دمشق وحمص.
المتحدث باسم جيش الإسلام، النقيب إسلام علوش، قال لـ"عربي21" في اتصال هاتفي معه؛ إن "المعركة بدأت في التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر، ولقد استنفرنا فيلق الرحمن في الـيوم الخامس من انطلاقتها، واستجاب الفيلق لطلبنا واستنفرت قواته وبدأ العمل إلى جانبنا".
وفيلق الرحمن يشارك مع جيش الإسلام في القيادة الموحدة في
الغوطة الشرقية.
وأكد علوش لـ"عربي21" أنه "لم يؤازر "جيش الإسلام" أي تشكيل عسكري سوى "فيلق الرحمن"، مضيفا: "ربما تكون هنالك تشكيلات أخرى عملت وحدها خارج نطاق المعركة المعلنة لمساندة جيش الإسلام، ولكن في معركة "الله غالب" لم يشاركنا أحد سوى فيلق الرحمن".
وكان جيش الإسلام قد أعلن في اليوم الخامس من معركته عن سيطرته على ما يزيد عن 20 موقعا ونقطة عسكرية على تخوم الغوطة الشرقية.
وسبق أن تحدث النقيب علوش، في تسجيل مصور، "عن بدء معركة جيش الإسلام بتحرير تل كردي والمواقع المحيطة بسجن النساء، ثم توجه الآلاف من مقاتلي جيش الإسلام إلى المنطقة العسكرية الجبلية التي تحاصر الغوطة من جهة القلمون الغربي، وتم تحرير المنطقة بالكامل"، بحسب تأكيده.
في المقابل، أكد مصدر إعلامي، من داخل الغوطة الشرقية لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته، تطوع عدد لا بأس به من الشبان المدنيين في صفوف جيش الإسلام، بهدف تقديم المؤازرة العسكرية له، عقب ما وصفها بـ "تخلي" بعض تشكيلات الثوار التابعة للقيادة الموحدة عن تقديم العون لـ"جيش الإسلام" في معركته.
وتحدث المصدر عن مقتل ما يزيد على 100 عنصر من جيش الإسلام خلال أيام المعركة، بينهم قياديان كبيران، إضافة إلى استقبال الغوطة الشرقية عشرات العناصر المصابين خلال المعارك المستمرة، في حين كانت قد أعلنت مصادر من جيش الإسلام عن مقتل ما يزيد على 150 من قوات النظام.
وأضاف المصدر الإعلامي، أن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، لم يشارك في مساندة جيش الإسلام في معركته، رغم إعلان الاتحاد عن ضرب العديد من الأرتال العسكرية التابعة للنظام السوري.
وقال المصدر إن الجبهة القتالية في "إدارة المركبات"، التي يتولى الاتحاد معركتها، ما زالت صامتة ولا يوجد أي حراك عسكري فيها، رغم مقتل "أبو الوليد" العقل الحربي لديه خلال التقدم والسيطرة على عدة مبان على تخوم دوار مدينة حرستا.
وفي اتصال لـ"عربي21"، مع مصدر إعلامي تابع لـ"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، رفض الأخير التعليق على ما ورد حول عزوف الاتحاد عن المشاركة في المعركة "الله غالب"، واكتفى بالقول: "معركتنا لله ونعمل بصمت"، على حد وصفه.
مراقبون للأوضاع الميدانية والتطورات الأخيرة في الغوطة الشرقية، عقبوا على معارك جيش الإسلام الأخيرة بالقول: كان من المتوقع قيام جيش الإسلام بفتح معركة على هذا المستوى عقب عودة قائد جيش الإسلام زهران علوش من جولته الخارجية، ولكن التوتر الذي كان يسود الغوطة والمظاهرات المناوئة لجيش الإسلام وقائده، والخلاف الداخلي بينه وبين الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، كل ذلك ساهم في تأخر إطلاق هذه المعركة، التي تعد بشكل أو بآخر معركة إعادة الثقل العسكري لجيش الإسلام في الميدان.