حول العالم

وحدة فرنسية للتفتيش عن قطع فنية وأثرية مسروقة

عنصر من الوحدة الفرنسية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالممتلكات الثقافية - أ ف ب
عنصر من الوحدة الفرنسية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالممتلكات الثقافية - أ ف ب
كانت لوحة منسوبة إلى ألفرد سيسلي سرقت ثلاث مرات وعثر عليها في كل مرة، محور معرض مكرس لوحدة صغيرة من عناصر الشرطة والدرك الفرنسيين متخصصة في مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

لوحة الفنان الانطباعي الإنكليزي التي تحمل عنوان "ممر الحور قرب موريه سور لوان" (1890) عرضت بحراسة شرطيين اثنين في وزارة الداخلية، خلال "أيام التراث" التي يتم خلالها فتح مواقع ونصب عدة أمام الجمهور. وقصة هذه اللوحة تدفع إلى حراستها.

فقد سرقت خلال الحرب العالمية الثانية ثلاث مرات. وهي معارة الآن من متحف أورسيه. ففي العام 1978 سرقت اللوحة في مرسيليا (جنوب فرنسا) خلال إعارتها في إطار معرض. وعثر عليها بعد أيام قليلة في شبكات الصرف الصحي في المدينة.

وبعد عشرين عاما على هذه الحادثة، احتجز مدير متحف الفنون الجميلة في نيس (جنوب شرق فرنسا) رهينة وأرغم على فتح خزنة المتحف للصوص اختاروا لوحة سيسلي هذه. وأظهر التحقيق أن العملية من تدبير المدير نفسه الذي أقر بفعلته.

وسرقت اللوحة مرة أخرى من متحف نيس العام 2007. وفي العام 2008، أوقعت فرق من المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية (أو سي بي سي) باللصوص خلال صفقة مزيفة على كورنيش مرسيليا واستعادوا اللوحة.

وشكل هذا المكتب قبل 40 عاما لمواجهة الارتفاع في عمليات السرقة التي تطال القصور والكنائس والدارات الكبيرة في فرنسا.

وفي هذه الوحدة 25 شرطيا ودركيا يتعقبون الممتلكات الثقافية المسروقة أو المنسوخة. ومنذ العام 1995 يساعدهم في مهامهم برنامج معلوماتي يضم 91500 صورة و31600 قضية.

ويقول لودوفيك إيرهارت رئيس "أو سي بي سي" لوكالة فرانس برس: "نحن محققون في المقام الأول. ونعتمد بعد ذلك على خبراء ووزارة الثقافة والمتاحف الكبرى".

ويضيف هذا الضابط في سلاح الدرك: "قد تُخفى القطعة المسروقة لسنوات عدة. قد يستمر الأمر 10 إلى 15 سنة لكي ينسى العمل ويباع في منطقة بعيدة من العالم في بلد لا يحظى بمستوى المراقبة نفسه، مع التأكيد على أنه يأتي من مجموعة خاصة. ومن ثم تشتريه صالة عرض فني ومن ثم أخرى".

ويعود العمل للظهور في السوق مع تاريخ جديد. لكن ثمة لوحات لا تحظى بالوقت الكافي لتختفي. ففي العام 2007 سرقت ثلاث لوحات لبيكاسو من منزل حفيدته ديانا فيدماير بيكاسو في باريس. وبفضل معلومات أتت من مصدر مجهول تمكن مكتب "أو سي بي سي" بعد ستة أشهر فقط من معرفة هوية اللصوص الذين أوقفوا واللوحات في صندوق سيارتهم.

وكانت ديانا فديماير-بيكاسو حاضرة السبت عند انطلاق "أيام التراث" لتعرب عن امتنانها لهذا المكتب وقالت لوكالة فرانس برس: "لقد برهنوا عن فاعلية لا ترحم للعثور على أعمال كبيرة في هذه الفترة القصيرة".

وقد اشتهر "أو سي بي سي" بفضل عمليات ناجحة أخرى. ففي العام 1987، عثر المكتب في اليابان على أربع لوحات لجان باتيست كورو سرقت من سيمور-أن-أوكسوا (وسط فرنسا الشرقي). وفي العام 1990 ضبطت تسع لوحات لفنانين انطباعيين من بينهم لوحة "بزوغ الشمس" لمونيه، سرقت جميعها من متحف مارموتان في باريس، في جزيرة كورسيكا.

إلا أن مكتب "أو سي بي سي" لا يهتم فقط باللوحات.

ويوضح لودوفيك إيرهارت "في أوساط الفن ثمة جولات والنشاط الإجرامي يتبع جولات معينة". وهو يؤكد أن اللوحات والأثاث أقل رواجا الآن في حين أن الآثار تحتل الصدارة.

وقد كتبت صفحة جديدة في هذا المجال، إذ إن مجلس الأمن الدولي أقر في شباط/ فبراير القرار 2199 الذي يحظر الاتجار بالممتلكات المأخوذة من العراق وسوريا، ويفرض على كل الدول الأعضاء اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحظر الاتجار.

ويعتبر القرار هذا الاتجار بمثابة "تمويل الإرهاب".
التعليقات (0)

خبر عاجل