سياسة دولية

مشاعر ارتياح يشوبها الانتقام بعد أنباء مقتل "جون الجهادي"

أنباء عن مقتل عضو تنظيم الدولة  "جون الجهادي" - أرشيفية
أنباء عن مقتل عضو تنظيم الدولة "جون الجهادي" - أرشيفية
خلفت أنباء عن احتمال مقتل عضو تنظيم الدولة  "جون الجهادي" في غارة جوية أمريكية مشاعر ارتياح يشوبها الحزن والانتقام لأحباء الصحفيين وعمال الإغاثة الغربيين الذين ذبحهم في مقاطع فيديو.

ولكن بخلاف الأثر العاطفي، عبر خبراء في التطرف عن تشككهم في أن يكون لمقتل محمد إموازي البريطاني الكويتي المولد أثر حقيقي على جهود مكافحة التنظيم .

وبعد الغارة وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إموازي بأنه "كبير سفاحي التنظيم المتشدد".

وجاءت الغارة بعد مرور عام على تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقصاص بعد مقتل رهائن أمريكيين.

وكرر جون وديان فولي والدا الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي ذبحه إموازي الانتقادات، التي عبرا عنها لموقف الحكومة الأمريكية بعد مقتل الصحفي البالغ من العمر 40 عاما في أغسطس/ آب عام 2014.

وقالا في بيان صادر عنهما: "لا عزاء يذكر في معرفة احتمال أن تكون الحكومة الأمريكية قتلت جون الجهادي. فموته لن يعيد جيم." 

وأضافا: "لو أن كل هذا الجهد بذل للبحث عن جيم وإنقاذه هو والرهائن الآخرين الذين قتلهم فيما بعد داعش لكانوا اليوم أحياء."

وردد صدى كلماتهما أسرة عامل الإغاثة الأمريكي ستيفن سوتلوف (31 عاما)، الذي قطعت رأسه بعد وقت قصير من انتشار أنباء إعدام فولي على نطاق واسع على الإنترنت.

وقال آرت وشيرلي سوتلوف والدا ستيفن في بيان صدرا عنهما: "هذا الحدث لا يغير شيئا في نظرنا. فات الأوان. ولن يعود ابننا أبدا."

وقال أقارب عاملي الإغاثة البريطانيين آلان هينينج وديفيد هينز اللذين قتلا بعد إعدام فولي وسوتلوف: "إنهما أحسوا ببعض الارتياح من أنباء مقتل واحد من أشهر متشددي الدولة الإسلامية."

وقالت بيتاني هينز ابنة هينز المراهقة لشبكة تلفزيون آي.تي.في: "بعد أن علمت بأنباء مقتل جون الجهادي، أحسست على الفور بارتياح لعلمي أنه لن يظهر بعد الآن في مقاطع فيديو رهيبة أخرى."

وقال ريج هينينج شقيق آلان لشبكة تلفزيون بي.بي.سي: "سعدت لسماع أنه قتل لكني كنت أفضل تقديمه للمحاكمة."

وخارج دائرة الذين تأثروا بشكل مباشر بعمليات القتل التي ارتكبها إموازي، كان هناك إجماع على التنديد بإموازي، لكن عبر البعض أيضا عن القلق من الطريقة التي حدث بها موته.

وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني المعارض: "يبدو أنه تم محاسبة محمد إموازي عما ارتكب من جرائم وحشية شنيعة. ولكن كان من الأفضل لنا جميعا لو أننا حاسبناه في محكمة."

ولكن الغارة كانت محل إشادة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وفي تصريح أدلى به خارج مكتبه في لندن وصف هينينج وهينز بأنهما "أفضل البريطانيين" وقال إن بريطانيا عملت "يدا بيد" مع الأمريكيين وإن هذا "كان دفاعا عن النفس."

وقال محمد شفيق الرئيس التنفيذي لمؤسسة رمضان إحدى المنظمات الإسلامية البارزة في بريطانيا، إنه كان من الأفضل لو تم اعتقال إموازي ومحاكمته، لكني أفهم أن هذا لم يكن ممكنا.

وقال في بيان صدر عنه: "تفضيل القتل خارج نطاق القضاء على القصاص في محكمة، يجب ألا يصبح القاعدة في جهود مكافحة الإرهاب."

وقال خبراء: "إن مقتل إموازي له أهمية رمزية، لكنه قد لا يكون له أثر كبير على تنظيم الدولة الإسلامية، أو على جهود مكافحة بث التطرف بين بعض الشبان المسلمين في بريطانيا.

وقال جوناثان راسل مسؤول الاتصال السياسي في مؤسسة كويليام، التي تهدف إلى تفنيد معتقدات التطرف الإسلامي: "الدولة الإسلامية ستبقى بعد جون الجهادي."

وأضاف: "إذا كان لنا أن نحقق أي تقدم نحو كسب هذه المعركة العالمية ضد المتشددين، فيجب علينا التركيز على الفكر والفوز في معركة الأفكار، لا مجرد النظر إلى أدواتهم الدعائية ورموزهم."

وقال بيتر نيومان مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في كنجز كوليدج بلندن: "إن الأثر العسكري سيكون ضئيلا، وإن كانت أهميته الرمزية كبيرة."
0
التعليقات (0)