كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن عزم وزارة البناء والإسكان لدى الاحتلال إقامة حي استيطاني جديد في منطقة باب الساهرة في البلدة القديمة بمدينة
القدس المحتلة؛ وهو ما يمثل استمرار حكومة الاحتلال في نهجها التهويدي الاستيطاني.
خلل فني
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الخطة المقترحة تقضي ببناء 21 وحدة سكنية استيطانية بالإضافة إلى مدرسة يهودية وكنيس يهودي، وسرعان ما سحبت وزارة إسكان الاحتلال كافة العطاءات الخاصة بالمشروع، مدعية أنها "مجمدة وقدمت عن طريق الخطأ، وتم سحبها نظرا لحساسيتها وما قد ينتج عنها من تداعيات سياسية خطيرة"، وذلك بحسب ما نقلته الإذاعة عن مسؤول في الوزارة.
وأوضحت الإذاعة أن مكتب الأملاك الحكومي الإسرائيلي، نشر عبر موقعه الإلكتروني الأحد عطاء للمشروع الاستيطاني الجديد، وقد حظي به مكتب هندسي إسرائيلي، غير أن المكتب قام بسحب العطاء، وإزالته عن موقعه.
وبحسب ما نقله مركز "كيوبرس" ووصل "
عربي21" نسخة عنه، فقد انتقد رئيس كتلة حزب "البيت اليهودي" في الكنيست، يانون مجال، سحب المشروع، بقوله :" أنا أستغرب من تحول البناء في القدس إلى حدث سياسي"، موضحا أنه لا يتحدث عن مستوطنة "يتسهار" أو "ألون موريه" أو "معاليه أدوميم" أو مستوطنة "جوش عتسيون" بل "إنها القدس" كمال قال.
وفي تعقيبها على سحب المشروع بشكل سريع قالت وزارة البناء: "الخطة غير صالحة للعرض في هذا الوقت، والتغيير يحدث فقط من خلال قرارات الحكومة الإسرائيلية، والإعلان جاء نتيجة خلل فني"، وهو أسلوب يعتمده الاحتلال في تمرير مشاريعه الاستيطانية رويدا رويدا.
بدورها، أدانت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية "المشروع الخطير"، مؤكدة أن "ما حصل ليس خللا فنيا، وإنما هي سياسة نتنياهو الحقيقية، التي تسير وفق أهواء الجمعيات الاستيطانية".
مخطط الاحتلال
وتعقيبا على المخطط، قال سليمان اغبارية، مسؤول ملف القدس لدى الحركة الإسلامية في
فلسطين المحتلة عام 1948: "الاحتلال منذ عام 1967 وهو يخطط لتهويد البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وجعل القدس كاملة مدينة يهودية دون وجود لأي مسلم أو عربي بداخلها".
وحذر من "خطورة مخططات الاحتلال الاستيطانية التي تستهدف مدينة القدس المحتلة والمقدسيين".
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أنها "ليست المرة الأولى التي يسحب فيها الاحتلال مخططاته الاستيطانية خشية ثورة الجماهير الفلسطينية ضده"، مشددا على "البقاء في هذه الأرض الفلسطينية الطاهرة رغم مخططات الاحتلال الاستيطانية"، مؤكدا أن حركته ستسعى "لإبطال وإفشال أي
مخطط استيطاني للاحتلال بكل الطرق المتاحة".
وأكد أن
الاحتلال الإسرائيلي هو "السبب الرئيس في الوضع المأزوم الداخلي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين"، موضحا أن سلوك الاحتلال الاستيطاني "لم يتوقف منذ احتلال مدينة القدس".
وانطلقت شرارة الانتفاضة الثالثة مع بزوغ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي؛ وذلك بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الاحتلال، حيث تنوعت عمليات مقاومة الاحتلال؛ ما بين طعن ودهس وإطلاق نار وغيرها، وأسفرت المواجهات حتى الآن عن استشهاد 86 فلسطينيا، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، وقتل 14 إسرائيليا بحسب إحصائية الاحتلال.