سياسة دولية

أردوغان: نظام الأسد هو من يشتري النفط من داعش

أردوغان يتهم نظام الأسد بشراء النفط من تنظيم الدولة - أرشيفية
أردوغان يتهم نظام الأسد بشراء النفط من تنظيم الدولة - أرشيفية
صرّح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الخميس، بأنّ "تنظيم داعش، يبيع النفط للنظام السوري، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم، فينبغي توجيه الأنظار إلى النظام السوري والدول التي تدعمه".

جاء ذلك خلال اجتماعه بالمخاتير في المجمّع الرئاسي في العاصمة أنقرة، حيث أعرب عن امتعاضه حيال تصريحات بعض المسؤولين الذين يدّعون شراء تركيا النفط من تنظيم الدولة، مؤكّدا أنّ موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأنّ أكبر وارداتها من روسيا ثم إيران.

 وأضاف أردوغان قائلا: "نستورد احتياجاتنا من الغاز من أذربيجان، ونشتري النفط من إقليم شمال العراق، ونستورد الغاز المسال من الجزائر، وقطر، وعلى المدعين أن يثبتوا إدعاءاتهم، وألا يطلقوا افتراءات باطلة بحق تركيا".

وحول مكافحة تنظيم الدولة، قال الرئيس التركي: "تكاد لا توجد دولة غير تركيا تحارب التنظيم المسمى "داعش"، بشكل جدي. فتركيا أول من وصفت هذا التنظيم بالإرهابي عام 2005، عندما كان يتبنى اسما آخر. ومع ظهوره عام 2013 باسمه الحالي، وصفناه بالإرهابي، وواصلنا وسنواصل محاربته".

وشدد أردوغان على عدم التساهل والتهاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) ومنظمة "بي كا كا"، مشيرا في هذا السياق إلى أنّ تنظيم الدولة ألحق أضرارا جسيمة بالإسلام والمسلمين.

وفيما يخصّ العلاقات التركية الروسية، أوضح أردوغان أنّ "الدّولتين تربطهما علاقات استراتيجية، وأنّ هذا الأمر يتطلب التضامن فيما بينهما وليس تهديد بعضهما البعض".

وفي إشارة إلى الغارات الروسية في سوريا، قال أردوغان: "البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش. المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط إخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري؛ من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين".

وفي هذا السياق، أكّد أردوغان "عزم بلاده الاستمرار في دعم مجموعات المعارضة المعتدلة، بمن فيهم الفصائل التركمانية التي تواجه نظام الأسد"، واصفا إيّاهم بـ"الضحايا والمتضررين، وأنّهم أصحاب تلك الأراضي وأقرباء الأتراك وأبناء جلدتهم".

وفيما يتعلق بتداعيات إسقاط الطائرة الروسية التي انتهكت الأجواء التركية، قال أردوغان: " لا ننوي خلق توترات جديدة في المنطقة، بل نسعى جاهدين لإحلال السلام والهدوء فيها. فلا يوجد أي سبب يدفعنا لاستهداف روسيا، التي تربطنا بها علاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجالنا الجوي. هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك".

وأكّد الرئيس أردوغان أنّ تركيا لن تتردّد في تطبيق قواعد الاشتباك في حال تكرار حالات انتهاك مماثلة.

وفيما يخص الشأن الداخلي، أشار أردوغان إلى الحاجة الماسة لإعداد دستور جديد للبلاد، وأنّ الدستور المعمول به حاليا لا يواكب التطورات الحاصلة في تركيا.

كما جدد أردوغان"، تأكيده بتنسيق روسيا لعملياتها العسكرية في سوريا مع نظام الأسد، وتقديم موسكو وإيران كافة الدعم لذلك النظام، متسائلا: "هل يحاربون تنظيم داعش؟ سأقولها بشكل واضح: لا يحاربونه".

وفي مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، لفت أردوغان إلى أنَّ النظام السوري يستهدف دائما منطقة (باير بوجاق) التركمانية في اللاذقية، موضحا أن "300 شخص من المعارضة المعتدلة، فارقوا الحياة خلال الشهر ونصف الشهر الأخيرة، غالبيتهم من التركمان، وفي الأسبوع الأخير قتل 20 تركمانيا، كل هذا يحدث على مرأى منا وداعش في المناطق الشرقية التي لا تواجه أي تهديد".

ومجددا وصف الرئيس التركي، اتهام روسيا لبلاده بشراء البترول من تنظيم "داعش"، بأنه "افتراء"، موضحا أن "هذا الافتراء يستوجب تقديم أدلة لإثباته، وإن لم يتم تقديم أدلة، فإن هذه الاتهامات تعد بمثابة عدم احترام للدولة التركية".

في سياق متصل، أعرب الرئيس التركي، عن رفضه للاعتداء الذي تم على سفارة بلاده بالعاصمة الروسية، حيث رشقها محتجون بالحجارة والبيض والطماطم، وحطموا زجاج البناء، عقب حادث الطائرة، مستنكرا اكتفاء الشرطة الروسية بالمشاهدة، واعتبر الحادث بأنه استفزازي.

وفي هذه النقطة استطرد قائلا: "لو كان الأمر في بلادي لما سمحت بأن يحدث هذا، لأن الحفاظ على أمن القنصليات والسفارات يقع على عاتقنا".

وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، الثلاثاء الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي. 
التعليقات (1)
arab
الأحد، 06-12-2015 01:43 م
Comme un enfant on l'accuse de qlq chose il répond c'est toi qui la fait c'est drôle