سياسة عربية

تحالف العبادي يرفض نشر قوات أمريكية في العراق لقتال داعش

وبعد ذلك بساعات قال العبادي إن نشر أي قوة كهذه سيتطلب التشاور مع حكومته ـ أرشيفية
وبعد ذلك بساعات قال العبادي إن نشر أي قوة كهذه سيتطلب التشاور مع حكومته ـ أرشيفية
قال التحالف الحاكم والفصائل الشيعية ذات النفوذ في العراق إن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيحفر قبره السياسي بيده ويقوض الحرب ضد تنظيم الدولة إن هو سمح بنشر قوة عمليات خاصة أمريكية جديدة في البلاد.

وقالت واشنطن، الثلاثاء والأربعاء، إنها سترسل قوات يتوقع أن يبلغ عددها نحو 200 إلى العراق لتنفيذ مداهمات على التنظيم المتشدد الذي استولى على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

وبعد ذلك بساعات، قال العبادي إن نشر أي قوة كهذه سيتطلب التشاور مع حكومته، وهي تصريحات يبدو أنها صدرت للاستهلاك المحلي في الداخل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء إن الحكومة العراقية تم إحاطتها علما بالخطط وإن الحكومتين ستجريان مشاورات وثيقة بشأن التفاصيل العملية.

هذه التطورات لم ترق شركاء العبادي السياسيين الذين قالوا إنهم لن يقبلوا أبدا دورا موسعا لقوات أمريكية وأصروا على أن رئيس الوزراء لن يجرؤ على التصرف بمفرده بعد أن سحب البرلمان تأييده لبرنامجه للإصلاح الداخلي الشهر الماضي بسبب القلق لأنه لم يجر مشاورات واسعة بدرجة كافية قبل اتخاذ قرارات مهمة.

وقال محمد ناجي النائب عن منظمة "بدر"، وأحد القادة المحليين لقوات "الحشد الشعبي" التي تضم مقاتلين شيعة مناهضين لتنظيم الدولة: "لو قام العبادي باتخاذ قرار منفرد بالموافقة على نشر قوات أمريكية خاصة فسوف نستجوبه في البرلمان، هو يعلم جيدا أن الاستجواب قد يؤدي إلى تصويت لحجب الثقة".

كان العبادي واجه تحديا كبيرا في تشرين الثاني/ نوفمبر من داخل تحالفه الشيعي الحاكم حينما وافق النواب بالإجماع على منع حكومته من إقرار إصلاحات مهمة دون موافقة البرلمان.

وينظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لكبح العبادي وسط مشاعر السخط من أسلوب قيادته وبطء وتيرة الإصلاحات التي طالب بها المحتجون. وأثارت الخطوة تكهنات عن محاولة للإطاحة به لكن هذه المخاوف انحسرت في الآونة الأخيرة.

وقال حاكم الزاملي، وهو سياسي شيعي بارز من التيار الصدري: "لا يجوز للحكومة أن تعطي تفويضا لنشر قوات برية في العراق حتى لو كانت قوات استكشافية أو لجمع المعلومات الاستخبارية".

وأيد عمار طعمة زعيم حزب الفضيلة في التحالف الشيعي ذلك الموقف قائلا إن البرلمان وحده لا العباي لديه سلطة الموافقة على وجود قوات أجنبية مقاتلة.

والرفض لأي توسيع للدور الأمريكي في البلاد مهما كان محدودا أو تدريجيا ينبع في جانب منه إلى الغياب المطلق للثقة من جانب العراقيين وزعمائهم في نوايا واشنطن.

وقال ناجي إن ما يخشاه هو أن القوات الخاصة الأمريكية حالما يتم نشرها قد تحول اهتمامها في نهاية المطاف إلى ملاحقة قادة الحشد الشعبي وسياسيين شيعة كبار بعضهم مدرجون على قائمة الإرهاب الأمريكية.

وقال نائب آخر من التحالف الشيعي: "بالنسبة للعبادي، فإن إعطاء الضوء الأخضر لنشر قوات أمريكية في العراق قد لا يكون مجرد إطلاق ناري في القدم، سوف يكون إطلاق النار في الرأس".

وقد تجبر المعارضة من جانب الفصائل الشيعية المسلحة، العبادي أيضا على عرقلة خطط واشنطن.

ويتعرض رئيس الوزراء لضغوط أمريكية متزايدة لكبح جماح الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وهو ما يغضب الفصائل التي تتمتع بتأييد بين الكثير من الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في العراق.

وقال نواب برلمانيون إن العبادي لن يخاطر بخوض صدام مع الفصائل المسلحة، ولكن سيكون من الصعب عليه مقاومة الضغوط من واشنطن لإعطاء قوات أمريكية دورا قتاليا أوسع. والولايات المتحدة مانح رئيسي للمساعدات للجيش العراقي.

وقال المحلل السياسي البغدادي أحمد يونس إنها قد تكون مهمة مستحيلة بالنسبة للعبادي لإيجاد حل وسط، عليه أن يحرص على عدم إثارة غضب ائتلافه ومجاميع الحشد الشعبي القوية، وفي الوقت نفسه الاستجابة للأمريكان.

وتابع يونس: "لو وافق العبادي على نشر قوات أمريكية خاصة فإنه بذلك يقدم على طبق من ذهب الفرصة لخصومه لتنحيته".

ورفض قادة الفصائل المسلحة بالفعل نشر أي قوات أمريكية وقالوا إنهم لن يترددوا في تحويل اهتمامهم من قتال تنظيم الدولة إلى قتال الأمريكيين.

وكانت الفصائل الشيعية المسلحة أبدت مقاومة ضارية للاحتلال الأمريكي الذي أعقب الإطاحة بصدام حسين.

وقال جعفر الحسيني المتحدث باسم كتائب حزب الله إحدى الفصائل الشيعية الرئيسية المدعومة من إيران إن إرسال قوات أمريكية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الأمنية في العراق.

وقال: "أي طرف ومن ضمنهم رئيس الوزراء العبادي يسمح بوجود قوات أمريكية في العراق يجب عليه تحمل مسؤولية إطلاق شرارة حرب أهلية شاملة".

وقد تكون تحذيرات كهذه سابقة لأوانها لكن زيادة الأنشطة العسكرية المباشرة للولايات المتحدة ولو على نطاق ضيق قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتقويض فرص احتواء الصراع الطائفي.

وكانت آخر قوات أمريكية انسحبت من العراق في عام 2011، لكن عاد البعض كمستشارين في عام 2014 بعد أن عرض تقدم تنظيم الدولة بغداد للخطر، ويبلغ عددهم الآن نحو 3500.

وأثار الدور العسكري المتزايد لروسيا في سوريا ومشاركتها في خلية تنسيق أمني في بغداد تضم أيضا إيران وسوريا المخاوف في واشنطن من أنها تخسر أرضا لصالح خصمها السابق في الحرب الباردة في الشرق الأوسط.

وقال ناجي النائب عن منظمة بدر إن نشر قوات أمريكية في العراق إذا حدث فسوف يكون "عامل جذب" لمزيد من التدخل من جانب قوى أجنبية.

وأضاف قوله: "سوف نكون ساحة للقوى الأخرى لتقوم بتصفية حساباتها الخاصة".
التعليقات (0)

خبر عاجل