سياسة دولية

ساتلوف: ماذا يعني تحوّل أوباما من إضعاف داعش إلى تدميره؟

ساتلوف: حاجة الأمريكيين الملحة للشعور بالأمان فرضت على أوباما التخلي عن غموضه ـ أرشيفية
ساتلوف: حاجة الأمريكيين الملحة للشعور بالأمان فرضت على أوباما التخلي عن غموضه ـ أرشيفية
أكد المدير التنفيدي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف أن هناك تحولا لافتا في خطاب أوباما حول تنظيم الدولة، بالرغم من عدم ذكره لأي تغيير في استراتيجية أمريكا لمكافحة الإرهاب.

وقال ساتلوف في مقالة له نشرها معهد واشنطن على موقعه الإلكتروني، إن الرئيس الأمريكي تخلى عن عبارة "إضعاف التنظيم والقضاء عليه في النهاية"، وهي عبارة استخدمها أوباما وكبار مستشاريه منذ أيلول/ سبتمبر 2014 في حديثهم عن تنظيم الدولة. وأعلن عوضا عن ذلك: "إن التهديد المنبثق عن الإرهاب حقيقي، ولكننا سنتخطاه. سندمر تنظيم الدولة وأي تنظيم آخر يحاول إلحاق الضرر بنا". 

وأوضح أنه إذا ما التزم الرئيس أوباما بهذا الخطاب الجديد، فسيشكل ذلك نهاية باكرة لمساهمته الفريدة في المصطلحات العسكرية الأمريكية. وبالتالي، لا ينبغي أن تمر هذه اللحظة مرور الكرام.

وأشار ساتلوف إلى أنه من المثير للاهتمام، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يكن العدو الأول الذي استهدفه الرئيس أوباما باستراتيجية "الإضعاف والتدمير"، إذ إن الأمر ذاته يشمل تنظيم "القاعدة". ففي مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الهندي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2009، قال أوباما: "سنقوم بتفكيك قدرات تنظيم "القاعدة" وإضعافها، وفي النهاية، سنقوم بتفكيك شبكات التنظيم وتدميرها".

واستدرك بالقول: لكن الجدير بالملاحظة بشكل خاص أن الرئيس أوباما، باستخدامه العبارة على هذا النحو، أصبح أول قائد عام للقوات المسلحة يستخدم الفعلين "إضعاف" و"تدمير" في الجملة نفسها في أي سياق عسكري. ويعود الفضل وراء هذه الملاحظة إلى المساهمة القيّمة التي قامت بها جامعة كاليفورنيا في إطار "مشروع الرئاسة الأمريكية" في سانتا باربرا، الذي سمح بالبحث عن كل عبارة رئاسية ذُكرت خطيا أو شفهيا عبر التاريخ.

وشدد ساتلوف على أن حاجة الأمريكيين الملحة للشعور بالأمان فرضت على الرئيس أوباما على ما يبدو التخلي عن المفهوم الغامض المتمثل بـ"إضعاف" العدو. ففي أوقات الحرب والسلم، يريد الأمريكيون هزيمة عدوهم وليس إضعافه. ولم يذكر الرئيس الأمريكي متى سيتحقق النصر ولم يعرض تكتيكات جديدة لتحقيقه، ولكن هذا التحول في الخطاب شكّل على الأقل نقطة انطلاق.

وخلص إلى أن الخطاب لا يمثل سوى جزء صغير من الواقع. وحتى الآن، لم يطابق الرئيس الأمريكي على ما يبدو القدرات العسكرية مع النوايا السياسية التي كشف عنها مؤخرا. ولكن نظرا لتخلي أوباما السريع عن عبارة "إضعاف وتدمير"، قد يمضي وقت طويل قبل أن يستخدم رئيس آخر هذه العبارة كاستراتيجية عسكرية توجيهية.
التعليقات (0)