صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: الرياض تقول لواشنطن: إمّا نحن أو إيران

برئيل: الملك سلمان يخير الأمريكيين بين الدول العربية وإيران في المنطقة - أرشيفية
برئيل: الملك سلمان يخير الأمريكيين بين الدول العربية وإيران في المنطقة - أرشيفية
تناول المحلل الإسرائيلي، تسفي برئيل في مقال له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الصراع الإيراني السعودي، وتوتر العلاقات بين البلدين، جراء إعدام الأخيرة رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

وفي مقاله تحت عنوان "معركة سياسية بغطاء ديني"، قال برئيل، الأحد، إنه "من السهل اعتبار الأزمة التي اندلعت بين إيران والسعودية حلقة أخرى في سلسلة الحروب التاريخية بين السنة والشيعة". 

وأضاف أن "هذا العداء التاريخي الذي كانت بدايته عام 860م هو دون شك عامل ثابت في جزء من صراعات الشرق الأوسط، ومن ضمنها الحروب في سوريا، واليمن، والصراعات السياسية في العراق، والتمرد المدني في البحرين، الأمر الذي استدعى التدخل العسكري السعودي داخل الإمارات عام 2011". 

ولكنه استدرك بالقول: "هذا الموقف الشمولي يعاني من السطحية المضللة، التي تشوش الأسس السياسية الكامنة والمغذية للصراعات بين إيران والسعودية، أو بين العربية والفارسية"، وفق قوله.

وقال برئيل معلقا على الصراع بين البلدين إن "الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يحاول وضع الولايات المتحدة أمام خيارين، إما السعودية والدول العربية، أو إيران".

أضاف أن إيران والسعودية تتقاسمان مناطق التأثير بشكل يشبه التقسيم الذي كان في أيام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. 

وقال إن السعودية لا تكتفي بالأماكن العربية التي تشمل دول الخليج ومصر، وجزءا من دول شمال أفريقيا، وإيران كذلك لا تكتفي بالعراق وسوريا ولبنان واليمن. 

ولفت إلى أن السعودية تعد من الدول المؤثرة في الباكستان وأفغانستان، وفي جزء من دول إسلامية انفصلت عن الاتحاد السوفييتي. 

أما إيران، قال برئيل إنها تنافس السعودية في أفغانستان، التي يسكن في غربها أقلية شيعية، وترعى علاقات استراتيجية مع أرمينيا المسيحية أمام عدوتها أذربيجان الإسلامية الشيعية التي تعتبر إيران تهديدا. 

وأشار في مقاله إلى أن "الشيعة في السعودية ليسوا مجموعة متجانسة من الناحية الدينية، فمعظمهم ينتمون إلى التيار الشيعي المركزي المقبول في إيران، وبعضهم ينتمون للتيار الإسماعيلي، والبعض ينتمون للتيار اليزيدي (مثل التيار الشيعي الرئيس في اليمن)، الذي هو أقرب للتيار السني. وبعضهم يعدّ الخميني ووريثه علي خامنئي بمثابة السلطة الدينية العليا". 

وقال إن البعض الآخر يتبع لممثل المرجعية الدينية في العراق علي السستاني، لكن هذه الفوارق لا تؤثر على النظام السعودي بأن يعتبرهم سكانا خطرين، ورأس جسر لتأثير إيران في المملكة السعودية والبحرين، التي فيها أغلبية شيعية. 

وأوضح أن "هذا الموقف هو الذي يفرض السياسة السعودية الداخلية القمعية تجاه الشيعة، بما في ذلك وضع العقبات أمام إعطاء تراخيص بناء البيوت، وإبعادهم عن الوظائف الحكومية والعسكرية الرفيعة"، وفق قول الكاتب الإسرائيلي. 

وانحاز برئيل ضد تنفيذ السعودية أحكام إعدام 47 شخصا بينهم النمر، إذ قال إن أبرز القنوات المحسوبة على السعوية أبرزت "بطولة طواقم الإنقاذ التي عملت في المدينة، ونجحت في إنقاذ حياة قطة علقت على أسلاك الكهرباء لساعات طويلة". 

وقال: "الطواقم رفعت صندوقا إلى إسلاك الكهرباء والقطة الذكية قفزت عليه، ومن ثم تم إنزاله بحذر إلى الأرض. طواقم الإنقاذ هذه لم تكن في خدمة 47 مواطنا سعوديا، منهم نمر باقر النمر". 
 وفي تعليقه على تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر، قال إن إعدامه "لم يكن ضروريا من أجل إظهار العداء، مثلما أن قطع العلاقة مع إيران في أعقاب إحراق السفارة السعودية في طهران لم يكن أمرا إلزاميا". 

وفي تحليله الأولي، فإنه يرى أن الإعدام كان يهدف إلى إحداث توازن بين الشيعة والسنة ممن حكم عليهم بالإعدام، إذ أن نشطاء القاعدة كانوا الأغلبية. 

أما عن إحراق السفارة السعودية وهو الأمر الذي أدانه الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإنه لعب في صالح السعودية، التي جندت في لحظة واحدة حلفاءها من أجل عقاب دبلوماسي واسع ضد إيران. 

فالبحرين والسودان والإمارات والكويت وقطر وقفت كلها إلى جانب السعودية، وتبنت قطع العلاقة مع إيران على مستويات مختلفة. 

ووصف برئيل تركيا بالحليفة الجديدة للسعودية،وقال إنها أوضحت أن "الإعدام هو مسألة سعودية داخلية... في مصر حكمت المحكمة بعقوبة الإعدام على ألف شخص. فلماذا لا يتحدث أحد عن ذلك؟".
 
ولفت إلى أن "التضامن العربي والتركي مع السعودية ضد إيران له هدف آخر".

وأوضح ذلك بالقول: "يطلب الملك السعودي سلمان وضع الإدارة الأمريكية أمام مفارقة اختيار القيم: دول عربية أم إيران". 

وأضاف: "في الوقت الذي يتملص فيه أوباما من التنديد المباشر بالإعدام لمنع تدهور آخر في العلاقات بين السعودية وواشنطن".
 
وختم المحلل الإسرائيلي مقاله بما ذهب إليه الكاتب السعودي طارق الحميد، إذ قال متحدثا عن طبيعة الصراع بالنسبة إلى السعودية: "ليس داعش أو القاعدة، ليس السنة أو الشيعة، بل السعودية وأصدقاءها أو إيران، وفي الطريق من الأفضل للغرب أن يتعلم درسا في المدنية والليبرالية من السعودية".
التعليقات (1)
الحسن لشهاب بني ملال المغرب
الأحد، 24-01-2016 02:58 م
دائما مع الصهيونية الاسرائيلية و الكلام عن الصراعات العربية باسم المداهب (السنة الشيعة ) او باسم المصالح السياسية و الاقتصادية بين العرب و الفرس (ايران من جهة و السعودية و حلافائها من جهة اخرى ) كل دلك من اجل انشغال الراي العام بجهالة المسلمين ،بدل ان ينشغل هؤلاء المحللون السياسيون الصهاينة بالكلام عن مستقبل الخريطة الصهيونية في الشرق الاوسط او عن اختلاف الوسائل التي تدعم من خلالها الصهيونية العالمية ابنها الشرعي اسرائيل في المنطقة العربية و حدود خريطة اسرائيل و احترام خريطة فلسطين العربية المنزوعة من السلاح ،او ينشغلون بالكلام عن صناعة قانون دولي و عالمي يحترم حقوق الانسان بدل هده القوانين و الانظمة التي تتخصص فقط في صناعة موارد بشرية اما متعلمة انتهازية مثل جل رجلات الدرين الافيونيين و مثل هؤلاء المحللين السياسيين المتخصصين في اشعال فتيل التوطر بين المداهب الدينية و مثل السياسيون بلا مبادء و مثل اقتصاديون الريع من اباطرة و عملاقة اسواق الاسلحة و الدعارة و المخدرات و ما شبه و مثل البلطجية المنخرفة التي تستغلها الصهيونية في ترويض الحكمات العربية الشبه المتخلقة ، و بدل ان يهتم هؤلاء المحللون بمواضيع تخص العلاقات المشبوهة التي تربط العملاء الخونة ،المتخصصة انظمتهم في افراز موارد بشرية متطرفة او متسكعة او انتهازية غير وطنية ،عن طريق سياسية التجويع و التضبيع و التركيع ، تربط العملاء الخونة بالمخابرات الصهيونية و الموساد الاسرائيلي و النخب البرلمانية الانتهازية الغربية باستثناء المجتمع المدني الغربي فهو يحترم المبادء الانسانية الى حد ما.او يبحثون هؤلاء المحللون عن سلبيات النظام الراسمالي و عن سلبيات التناحر بين الاديان و بين المداهب و عن سلبيات تاخير البث النهائي في النزاعات الدولية او الاقليمية .