سياسة عربية

الأسد ينقل تجربة مضايا للمعضمية مع اقتراب عزلها عن داريا

كانت المعضمية من أكثر المناطق تضررا بالهجوم بالأسلحة الكيماوية - أرشيفية
كانت المعضمية من أكثر المناطق تضررا بالهجوم بالأسلحة الكيماوية - أرشيفية
يبدو أن قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة متها تقترب من فصل مدينة المعضمية عن شقيقتها داريا، حيث يعمل النظام السوري لتكرار تجربة مضايا والزبداني؛ لفرض حصار كامل على المنطقتين، ولكن كل على حدة، فيما يخوض الثوار معارك عنيفة لمنع تحقيق هذا السيناريو.

وفي هذا السياق، قال أبو أحمد، الناشط الإعلامي في مركز المعضمية الإعلامي، لـ"عربي21"، إن قوات الأسد تستخدم مختلف الأسلحة الثقيلة في المنطقة الفاصلة بين معضمية الشام وداريا، "متبعة سياسة الأرض المحروقة؛ لتحقيق بعض من التقدم البري، بما فيها الطائرات الحربية التي لا تغادر سماء المنطقة إلا في حال نفاذ مخزونها من البراميل المتفجرة"، وفق قوله.

وذكر أبو أحمد أن التقدم الأخير لقوات النظام حصل على الجبهة الجنوبية الغربية والجبهة الشرقية للمعضمية، وهي المنطقة التي تفصلها عن داريا، حيث أصبح عناصر النظام يرصدون المنطقة من الجهتين بواسطة القناصات، ولا تتجاوز المسافة الفاصلة بين الجهتين على طرفي المنطقة الفاصلة 700 متر فقط، الأمر الذي يعزز المخاوف من فصل المدينتين عسكريا، وزيادة الضغط على أكثر من 45 ألف مدني محاصرين داخل معضمية الشام.

وأوضح الناشط الإعلامي أن من أهم مخاطر فصل المدينتين، هو إحكام سياسة الحصار العسكري والجوع على الأهالي؛ بغية الحصول على تنازلات من الثوار أو إخلاء المنطقة، إضافة إلى انتقال المعارك من الجبهات المفتوحة (الأراضي الزراعية) إلى تخوم الأحياء السكنية، الأمر الذي من شأنه زيادة أعداد الضحايا جراء ارتفاع وتيرة القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ "الفيل" المدمرة.

وما زال سكان معضمية الشام، الذين بينهم ما يقرب من 12 ألفا من النازحين من أبناء داريا يعانون، بحسب الناشط الإعلامي، من نقص حاد في الغذاء والأدوية مع مرور قرابة الشهر على إطباق قوات النظام حصارها من ثلاث جهات، فيما تسود مخاوف في المدينة من مصير مشابه لمصير بلدة "مضايا" في حال فصلها المدينة عن داريا.

بدوره، أشار الناشط الإعلامي في مدينة داريا، مهند أبو الزين، عبر صفحته على فيسبوك، إلى مستوى الخطر الذي يحيق بالمدينتين، قائلا: "معضمية الشام وداريا في خطر شديد، وأصبحتا بحكم المنفصلتين عن بعضهما، وحصارهما كل على حدة".

وأشار إلى أن الأسد وحلفاءه يدفعون بإمكانيات كبيرة، ويستعينون بخبرات روسية وتقنيات عالية، ويتعرضون لخسائر بشرية فادحة، في سبيل تحقيق الفصل بين المدينتين، "لمعرفتهم بأهمية المدينتين وموقعهما على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية".

فمدينتا معضمية الشام وداريا، في الغوطة الغربية، تحتلان موقعا جغرافيا بالغ الأهمية؛ بسبب قربهما من دمشق، حيث تعتبر معضمية الشام البوابة الغربية لدمشق وعلى أبواب الفرقة الرابعة (أقوى التشكيلات العسكرية للنظام السوري)، وتقع على الأوتوستراد الدولي الرابط بين دمشق والقنيطرة، في حين تتموضع داريا بالقرب من حي كفرسوسة الذي يضم رئاسة مجلس الوزراء، وتقع على الطريق الدولي القديم الرابط بين محافظتي دمشق والقنيطرة. وتجاور المدينتان مطار المزة العسكري.

وكانت مدينة معضمية الشام قد خاضت، أواخر العام المنصرم، عدة جولات مفاوضات مع ممثلين عن حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ترسخت نتائجها على الجبهات بعد خيارات قدمها الإعلامي رفيق لطف، الذي يمثل النظام وحلفاءه في هذه المفاوضات، ما بين تسليم السلاح أو تهجير أبناء المدينة إلى محافظة إدلب، أو حرب إبادة في حال رفض الخيارين السابقين.
التعليقات (0)