سياسة دولية

ما هي الحرب "الناعمة" التي تديرها بريطانيا في إيران؟

الرئيس الإيراني مع رئيس الوزراء البريطاني- أرشيفية
الرئيس الإيراني مع رئيس الوزراء البريطاني- أرشيفية
صعدت وسائل إعلام إيرانية من خطابها ضد السفارة البريطانية في طهران، قبيل إجراء انتخابات مجلس الشورى في البلاد، متهمة إياها بإدارة حرب "ناعمة" تجاه إيران. 

ويأتي هذا الهجوم من وسائل الإعلام الإيرانية في وقت ادعت فيه أن بريطانيا وبخت القائم بأعمالها في طهران، لأنه أرسل معلومات خاطئة، في حين وصفت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني صمت الخارجية تجاه السفارة البريطانية بأنه "مثير للشبهات".

فقد أوردت وكالة "مهر" الإيرانية أن "القائم بالأعمال البريطاني الجديد في طهران نيكولاس هابتون، ارتكب في مستهل مهامه خطأ كبيرا في حساباته عندما كشف عن مهمته في إدارة المخططات الناعمة للندن تجاه إيران"، لافتة إلى أن "التصريحات الحكيمة الأخيرة لقائد الثورة الإيرانية في إدانة تدخل بريطانيا بالانتخابات المقبلة، أربكت اللعبة المشتركة للسفارة البريطانية ومحطة (BBC) ومكتب رئيس الوزراء البريطاني".

تحذيرات مستمرة

من جهته، حذّر مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، في وقت سابق من أن "الأعداء يسعون من خلال شن حرب ناعمة إلى انتزاع عناصر القوة من الشعب الإيراني ونظامه وإعادة سلطة الأجانب على إيران الإسلامية"، وفق قوله.

وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية للأركان العامة للقوات المسلحة العميد أحمد وحيدي، في 15 كانون الثاني/ يناير الماضي، إن العدو يريد استعادة هيمنته على الدول عبر "الحرب الناعمة".

بدوره، نبه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، الأربعاء الماضي، في اجتماع المجلس التنسيقي للأمن الوطني إلى التهديدات الدفاعية والعسكرية والأمنية والمخابراتية، و"الحرب الناعمة" والتهديدات الثقافية والسياسية والاقتصادية.

وقال قائد الحرس الثوري: "مع وجود مثل هذه التهديدات، فإن إيجاد التنسيق بالاعتماد على المسؤوليات الذاتية يجب أن يكون على أعلى مستوى".

كشف الحرب الناعمة

كشفت وكالة "مهر" الإيرانية أن "الحرب الناعمة" التي تقودها بريطانيا في إيران، بدأت عندما طلبت خدمة اللغة الفارسية في محطة "BBC" البريطانية الحكومية في الأيام الماضية في إطار برامجها الانتخابية في إيران، من المواطنين الإيرانيين عدم التصويت لعدد من أعضاء مجلس خبراء القيادة، وعمَّت بشكل تلويحي بعض المرشحين، في تدخل سافر في شؤون إيران".

وأشارت إلى أن محطة "BBC" لم تحاول في هذه المرة التحريض على مقاطعة الانتخابات، "خلافا لبعض الدورات الانتخابية السابقة، إلا أنها أشارت إلى أنه حصل تغيير تكتيكي واضح، إذ إنها دعت إلى مشاركة الشعب الواسعة في هذه المنافسة الانتخابية، ومن الطبيعي أن هذا التغيير التكتيكي للمحطة يمكن تفسيره في إطار الاستراتيجية الثابتة لنظام الهيمنة في مواجهة نظام الجمهورية الإيرانية"، وفق ما أوردته.

ولفتت الوكالة إلى أن لغز "الحرب الناعمة" التي تشنها بريطانيا في الانتخابات الإيرانية المقبلة "قد تعقد منذ البداية"، وذلك بسبب "المعلومات الخاطئة التي تبعثها سفارتها في طهران"، ما أدى برأيها إلى "فضح هذا البلد في مواجهة الشعب ونظام الجمهورية الإيرانية". 

وقالت الوكالة إن هذه الممارسات الحالية لبريطانيا أدت إلى نتائج عكسية بالنسبة لها "بسبب كراهية عموم الشعب الإيراني لمكائد الإنجليز".

وزعمت الوكالة الإيرانية أن نيكولاس هابتون، القائم بالأعمال البريطاني الجديد في طهران وبخه المسؤولون في بلاده، بسبب إرساله معلومات خاطئة عن أوضاع إيران الداخلية إلى محطة "BBC" ومكتب رئيس الوزراء البريطاني، مبينة أن أحد أهم أسباب تعيين هابتون في طهران بشكل عاجل، هو السعي لإدارة الاستراتيجية البريطانية في التدخل الناعم في الانتخابات الإيرانية.

وكان مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية العميد مسعود جزائري طالب الاثنين، الخارجية الإيرانية "برد حازم على التدخل السافر" لقناة "BBC" في الشأن الداخل لإيران.

وأشار جزائري، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية إلى أن "هذه الوسيلة الإعلامية الحكومية البريطانية تتدخل بشکل سافر في شؤون إيران الداخلية، داعيا وزارة الخارجية للرد على الحكومة البريطانية وسفارة بريطانيا في طهران بشکل حازم يتناسب مع هذا التدخل، وأن لا تسمح للإنجليز الشياطين بإثارة الفتن أکثر من هذا".

وقال جزائري إن "الإنجليز يتدخلون منذ مدة بذريعة انتخابات مجلس الشورى الإسلامي وخبراء القيادة في الشأن الداخلي لإيران الإسلامية"، مستدركا بأن "ما يبعث على الأسف هو أن الجهاز الدبلوماسي لم يتخذ موقفا بهذا الخصوص".
التعليقات (0)