سياسة عربية

لقاء بين حزب الله والمستقبل في بيروت يفضي إلى "لا شيء"

هناك اتجاه من قيادات داخل تيار المستقبل لإنهاء الحوار مع حزب الله - عربي21
هناك اتجاه من قيادات داخل تيار المستقبل لإنهاء الحوار مع حزب الله - عربي21
لم تحمل جلسة الحوار بين "حزب الله" اللبناني و"تيار المستقبل" مساء الأربعاء، في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، أي نتائج استثنائية، واكتفى الطرفان بالإعلان عن بحثهما "الأوضاع الراهنة".

وذكرت مصادر أن اللقاء الذي ترتب عقب اتصال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، حضره المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ومدير مكتب سعد الحريري نادر الحريري عن تيار المستقبل، بالإضافة للوزير علي حسن خليل. 

وأشارت معلومات إلى أن الجلسة الثنائية السادسة والعشرين بين الطرفين جاءت على خلاف الجلسات السابقة من حيث المدة الزمنية، ومستوى التمثيل بين الحضور، والبيان الصادر عنها، ودام الاجتماع أقل من نصف ساعة.

وكان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري استبق جلسة الحوار باتهام حزب الله وحلفائه بأنهم أكبر من الدول قائلا: "يجب على حزب الله أن يفهم أنه ليس وحده في البلد، وأن هناك مصالح للبنانيين في كل العالم، وهو يعرض لبنان وكل اللبنانيين في كل العالم العربي لمشكلات ومخاطر، خصوصا في الخليج ومع الجامعة العربية".

اتجاه لإنهاء الحوار مع حزب الله

من جهة ثانية، نقلت صحيفة الجمهورية عن مصادر -لم تسمها- أن حديثا دار قبل أيام بين وزير العدل المستقيل أشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق بحضور سعد الحريري، قال فيه المشنوق: "من دون التباس، يجب أن نستقيل ونقطع الحوار الثنائي مع حزب الله إذا لم تُحل قضية سماحة إلى المجلس العدلي".

وأضاف المشنوق: "يمكن أن أستقيل أنا واللواء ريفي أوّلا، وليس جميع الوزراء السنّة".

فتفت: سلوك حزب الله يدفع بالحوار إلى الفشل

من جهته، قال الوزير السابق والنائب عن كتلة المستقبل، أحمد فتفت، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "سلوك حزب الله يدفع بالحوار إلى الفشل، فهو ليس حزبا حواريا".

 وأشار إلى أن "جميع الاتفاقات التي توصلنا معه إليها لم يحترمها، بدءا من 2006، مرورا بعام 2007، وصولا إلى 2012، حيث كان إعلان بعبدا الشهير الذي لم يلتزم به، فهو لا يمارس الحوار، ولا يقتنع به".

وحول أهمية الحوار، كونه الوسيلة الوحيدة للبنانيين للوصول إلى التفاهم، قال فتفت: "منذ عشر سنوات نردد هذه العبارة، ولم نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، نسمع هذا الكلام كثيرا، ولكن لم نحصل على نتيجة".

وعن الاستراتيجية التي يرسمها تيار المستقبل للتعامل مع الملفات والأزمات القائمة، أكد أن "أفضل استراتيجية هي المجابهة السياسية، فيجب إعلان الرفض التام لسياسات الحزب ومواقفه وما يفعله، فحزب الله غير مهتم حتى بالدولة اللبنانية، فمصالحه مقتصرة فقط على الدولة الإيرانية ومشروعها في المنطقة".

وتابع قائلا: "هناك خلافات على ممارسات حزب الله غير الديمقراطية والأمنية، وهذا حاصل، ولكن أيضا هناك خلافات على خيارات الحزب".

وتساءل: "كيف يكون هذا الحوار مجديا، وليس هناك توازن ديمقراطي، وفي ظل عدم احترام الاتفاقات؟".

وعن احتمالية عودة الانفلات الأمني في ظل التأزم السياسي الحاصل، قال: " أخشى ذلك؛ لأنه كلما يحشر حزب الله في الزاوية يلجأ إلى هذا الأسلوب، فإن عادت هذه الموجة لن أتفاجأ بها".

حوار بلا نتيجة


من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي نوفل ضو، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "الحوارات التي بدأت منذ فترة لن تفضي إلى نتيجة عملية، في الوقت الذي يجد القائمون عليها بأن لها وظيفة لتنفيس الاحتقان المذهبي على الساحة اللبنانية".

ورأى بأن الهدف الموضوع للحوار "لم ينجح في تحقيق مبتغاه، بدليل ما تشهده الساحة الحالية من خلافات وتجاذبات تخرج عن سياق النص الطبيعي في بعض الأحيان".

واعتبر ضو بأن "الفرقاء السياسيين في لبنان غير مستعدين حاليا لإنجاح الحوار والوصول إلى النتيجة المطلوبة".

وحول لعبة التوازنات في لبنان، قال إن "هناك بعض الفرقاء اللبنانيين يسعون إلى إبقاء موازين القوى قائمة في المشهد السياسي، وأن تتحكم بالأمور، بينما المطلوب أن يحتكم الجميع إلى ضوابط النظام السياسي في لبنان والدستور والقانون".

وأردف بقوله: "هذه المشكلة التي نعانيها مع حزب الله دائما؛ لأنه يريد أن يتعاطى مع الموضوعات المطروحة على الساحة اللبنانية من زاوية الأقوى بما يمتلكه من سلاح".

ولفت إلى أنه "ليس المطلوب الآن أن يكون لتيار المستقبل النية الحسنة؛ فعلى ما يبدو، فإن حزب الله ليس مستعدا للوصول إلى حل سياسي، وخير دليل ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، عندما تبين بأن الحزب لا يريد الوصول بأي شكل من الأشكال إلى تفاهم وحلول واقعية، وقد فرض وصاغ منطقه هو على الحكومة اللبنانية، ما أدى إلى ما نعيشه الآن من واقع العلاقة بين لبنان والدول العربية".
التعليقات (1)
علي ضو
الخميس، 25-02-2016 11:59 ص
لن يجدي الحوار نفعا .. المضمون واقعي تماما